تشنجات المريء ما هي؟

كتابة:
تشنجات المريء ما هي؟

ما هي تشنجات المريء؟

يشعر بعض الأشخاص أحيانًا بآلام حادة في الصدر، وقد يُعدّه البعض شعورًا كأنّه نوبة قلبية، فما هو تعريف تشنجات المريء؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يمكن علاجها؟

تنقل الانقباضات الطبيعية التي تحدث في عضلات المريء الطعام من الفم إلى المعدة بإيقاعٍ منتظم ومنسق، ولا يرافق هذه الانقباضات الشعور بالألم[١]، لكن قد يعاني المرء من انقباضات غير منتظمة يشعر خلالها بالألم في المريء، وحينها يشار إلى هذه الحالة بتشجنات المريء، وقد تكون هذه الانقباضات مشابهةً لآلام الصدر المفاجئة والشديدة، والتي يمكن أن تستمرّ من عدة دقائق إلى ساعات عديدة، وقد تحدث خلال أوقاتٍ متقطّعة ولا تكون بحاجةٍ إلى العلاج، لكن عند استمرار حدوثها، فإنها تمنع حركة الطعام والسوائل عبر المريء، بالتالي تعيق القدرة على الأكل والشرب، لذلك يجب علاجها.[٢]


ما أعراض تشنجات المريء؟

يمكن أن يُصاحب تشنجات المريء عدد من الأعراض، وهي كما يأتي[٣]:

  • الشعور كأن شيئًا ما عالق في الحلق أو الصدر.
  • الإحساس بألمٍ في الصدر يكون شديدًا لدرجة تشبيهه بالنوبة القلبية.
  • ارتجاع الطعام أو السوائل نحو الفم.
  • مواجهة صعوبةٍ في البلع.
  • حرقة المعدة.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

عند تكرار شعور المصاب بالأعراض السابقة أو الإحساس بالألم العاصر في الصدر والمرتبط بالانقباضات المريئية فإن ذلك قد يكون ناتجًا عن التعرض لأزمة قلبية، فيوصى بمراجعة الطبيب على الفور وفي أقرب وقت ممكن؛ لإجراء الفحوصات وإعطاء المريض العلاجات المناسبة.[٢]


ما أسباب حدوث تشنجات المريء وعوامل الخطر؟

ما زال السبب الذي يؤدي إلى تشنجات المريء غير محدد حتى الآن، وقد يفسّر البعض أنه قد يكون عائدًا إلى خلل في الأعصاب التي تنظم الحركة الدودية للعضلات في المريء، وهي سلسلة انقباضات طبيعية تنظّم عمل عضلات المريء، وقد تحدث هذه التشنجات في بعض الأحيان نتيجة وجود بعض المثيرات أو المحفّزات لها، كأن يتناول الشخص الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.

مع ذلك يمكن أن تحدث تشنّجات المريء أيضًا في حال عدم تناول الطعام أو الشرب، ومن المحفّزات وعوامل الخطر الأخرى لحدوث هذه الحالة ما يأتي[٤]:

  • التضيق المريئي (Esophageal stricture)، وهو أحد أنواع التضيق في الجهاز الهضمي، ناتج عن مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، فعدم علاج مرض الارتجاع المعدي المريئي يمكن أن يسبب التندّب والتضيّق في أسفل المريء.
  • تناول بعض أنواع الأدوية واستخدام علاجات مرض السرطان، مثل العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والعنق والصدر.
  • التعرّض لجراحات سابقة لعلاج سرطان المريء أو مريء باريت.
  • علاج تضخم الأوردة في المريء.
  • ابتلاع المواد الكيماوية أو المواد الضارة.
  • الإصابة بحالة تحسسية تعرف بالتهاب المريء اليوزيني (Eosinophilic esophagitis).


كيف يتم تشخيص تشنجات المريء؟

تتشابه أعراض تشنجات المريء مع أمراضٍ أكثر خطرًا، مثل أمراض القلب؛ لذلك يحتاج الطبيب إلى إجراء عدد من الفحوصات والاختبارات، تتضمن تخطيط كهربية القلب، أو اختبار الإجهاد، أو اختبارًا قلبيًّا آخر في محاولةٍ منه لاستبعاد الذبحة الصدرية، وتتضمن الاختبارات التشخيصية لتشنجات المريء ما يأتي:[٣]

  • قياس ضغط المريء (Esophageal manometry): يقيس هذا الاختبار تقلصات العضلات الموجودة في المريء أثناء ابتلاع الماء.
  • ابتلاع الباريوم (Barium swallow): يتطلب اختبار التصوير بالأشعة السينية هذا ابتلاع سائل يُظهِر أجزاء الجسم باللون الأبيض في الصور؛ وذلك لتقديم رؤية أفضل للمريء وتفحّصه.
  • التنظير الداخلي: بإدخال أنبوب رفيعٍ مرن مزوّد بضوءٍ وكاميرا في المريء، وهذا يسمح للطبيب بتفحّص المريء من الداخل للتأكد من صحته.
  • مراقبة درجة الحموضة في المريء (Esophageal pH monitoring): يتحقق هذا الاختبار من درجة الحموضة في المريء، وذلك في محاولةٍ للتأكد من عدم ارتجاع أحماض المعدة.


كيف يمكن علاج تشنجات المريء؟

تختلف خيارات العلاج المتبعة لتشنجات المريء بالاعتماد على عدد مرات الإصابة بها وشدة الأعراض، لذلك ينصح الطبيب بعدد من الأمور والعلاجات في محاولةٍ لتخفيف الشعور بها، تتضمن ما يأتي:[٥]

  • تحديد الأطعمة التي من شأنها أن تحفز تشنجات المريء وتجنّبها: يمكن أن يساعد تحديد الأطعمة والمشروبات التي تسبب تشنجات المريء عند بعض الأشخاص والحدّ منها في تقليل عدد مرات الإصابة، ويكون تحديدها بمعرفة نوعها، وطبيعتها ساخنةً أم باردة، والكميات المتناولة.
  • إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة: يمكن أن ينصح الطبيبُ المريضَ بعدد من النصائح حول نمط أسلوب حياته، والتي من شأنها أن تخفف من تقلصات المريء، ومن هذه التغييرات التي يمكن أن يجريها ما يأتي:
    • فقدان الوزن في حال كان الشخص يعاني من زيادةٍ في الوزن أو السمنة.
    • تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
    • تناول الوجبات الصغيرة مقسّمة على فترات.
    • الحدّ من تناول الطعام قبل النوم أو الاستلقاء.
    • الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.
  • محاولة تجربة علاجاتٍ طبيعية: يمكن لاستخدام النعناع أن يخفف من تشنّجات المريء، إذ لاحظت إحدى الدراسات عام 2018 م أن زيت النعناع يمكن أن يكون فعّالًا في تخفيف تشنّجات المريء عند بعض الأشخاص، عن طريق إرخاء العضلات الموجودة في المريء[٦]، وذلك بمزج كوب من الماء مع بضع قطراتٍ من زيت النعناع الغذائي بدلًا من زيت النعناع العطري؛ لأنه يكون سامًا، كما يمكن تناول منتجات المنثول، وعرق السوس، والتي لها تأثير مُرخٍّ للعضلات.
  • علاج الحالات الصحية الكامنة والمحفّزة لتشنّجات المريء: يمكن لبعض الحالات مثل الاكتئاب أو القلق أو الارتجاع المعدي المريئي أن تؤدي إلى تحفيز تشنجات المريء، لذلك يمكن لعلاجها أن يحدّ من الإحساس بالتشنّجات.
  • تناول العلاجات اللازمة: يساعد تناول مجموعةٍ من الأدوية واتباع تقنيات الاسترخاء والتحكم بالإجهاد في تخفيف الشعور بالاكتئاب والقلق، أو يمكن تخفيف ذلك بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، كما يصف بعض الأطباء الأدوية المثبّطة لمضخات البروتون، أو حاصرات الهيستامين H2، لمن يعانون من حالة الارتجاع المعدي المريئي، الأمر الذي يخفف من تشنّجات المريء، أو في المراحل الشديدة من الألم قد يصف الطبيب إمّا حقن البوتوكس أو الأدوية الحاصرة لقنوات الكالسيوم.
  • الجراحة: تستخدم الجراحة كحلّ أخير في حال فشل العلاجات السابقة، في محاولةٍ لعلاج تشنّجات المريء، وهي نوعان، هما:
    • بضع العضلات (Myotomy)، يقطع الجرّاح العضلات الموجودة في الجزء السفلي من المريء لإضعاف قدرة بقية العضلات على التشنج، لكن يجب إجراء المزيد من البحوث حول فاعلية هذه الجراحة.
    • بضع العضل بالمنظار عن طريق الفم (POEM)، بإدخال منظار داخلي مزوّد بكاميرا صغيرة من خلال الفم إلى أسفل الحلق، وعمل شقّ في جدار المريء لإضعاف التشنجات.


المراجع

  1. "Esophageal Spasm", uofmhealth, Retrieved 3/7/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Esophageal spasms", mayoclinic, Retrieved 3/7/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is an Esophageal Spasm and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 3/7/2020. Edited.
  4. "Esophageal Spasms & Strictures", clevelandclinic, Retrieved 3/7/2020. Edited.
  5. "How to treat esophageal spasms", medicalnewstoday, Retrieved 3/7/2020. Edited.
  6. "Distal Esophageal Spasm: A Review", sciencedirect, Retrieved 3/7/2020. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×