محتويات
تطور الجنين في الحمل
يستمر الحمل حوالي أربعين أسبوعًا، يتطوّر فيها الجنين خلال ثلاث مراحل رئيسة، تتميّز كل مرحلة أو كل ثُلث بتطوّرات خاصّة تحدث، فالثلث الأول يمثّل الأسابيع 12 الأولى من الحمل، وهو المرحلة الأهم لنمو الجنين؛ إذ يتمّ خلاله زراعة البويضة المخصبة في الرحم وانقسامها، لتبدأ جميع الأعضاء والهياكل الرئيسة بالتكوّن، بينما يبدأ الثلث الثاني من الحمل في الأسبوع الثالث عشر ويستمر حتى الأسبوع السادس والعشرين، وينمو الجنين في هذه المرحلة ويزداد وزنه، وتستمر الهياكل والأعضاء الرئيسة بالتكوّن، وتتشكّل أجزاء مهمة أخرى من الجسم، بما في ذلك الهيكل العظمي، والأنسجة العضلية، والحاجبان، ورموش العين، وغيرها، كما يبدأ المبيض بتكوين البويضات لدى الأنثى، وتهبط الخصيتان إلى كيس الصفن لدى الذكر، ليبدأ بعد ذلك الثلث الأخير من الحمل، الذي يمتد من الأسبوع السابع والعشرين حتى الولادة، ويستمر الجنين بالنمو والتطوّر، ويكتمل نمو جميع الأعضاء، ليصبح الجنين جاهزًا للولادة في نهاية هذه المرحلة.[١]
مراحل النمو في الأسبوع الثاني عشر
يمثّل الأسبوع الثاني عشر من الحمل نهاية الشهر الثالث، ونهاية الثلث الأول من الحمل، وهو المرحلة التي تنتهي فيها الأعراض المزعجة التي عانت منها الأم خلال الأسابيع الماضية، وتتمثّل هذه المرحلة بانخفاض خطر حدوث الإجهاض، وثبات الجنين في الرحم، كما تحدث فيها مجموعة من التغيرات الواضحة عند الجنين، إذ ينمو ليُصبح بحجم حبة الليمون تقريبًا، أي بطول 5.4 سم تقريبًا، ويصل وزنه إلى حوالي 14 غرامًا، ويبدو كإنسان صغير، إذ تتوضّح جميع السمات الجسدية البشرية وأجزاء الجسم في مكانها الصحيح، وتحدث مجموعة من عمليات النمو والتطوّر، التي تتمثّل بحدوث ما يأتي:[٢][٣]
- تطور طبقات الجلد لدى الجنين، مع بقائه رقيقًا وشفافًا.
- زيادة قوة الغضاريف المكوّنة لجسم الجنين وصلابتها، وتطوّرها لتصبح عظامًا أكثر صلابةً، بما في ذلك الهيكل العظمي، والجمجمة، والعظام الطويلة في الجسم.
- اقتراب العينين من بعضهما في مقدمة الرأس.
- تشكّل شحمة الأذنين.
- تشكّل الأظافر في أصابع اليدين والقدمين.
- تشكّل الحبال الصوتية.
- البدء بإنتاج خلايا الدم الحمراء، وبدء الغدة النخامية بإفراز الهرمونات المتنوعة.
- توسّع التجويف البطني لدى الجنين؛ لتوفير المكان المناسب للأمعاء التي تشق طريقها إلى مكانها الأخير.
- بدء ظهور الأعضاء الجنسية الخارجية؛ نتيجة زيادة نشاط الهرمونات لدى الجنين.
- بدء الكلى بإنتاج البول.
التطور الحركي للطفل في الأسبوع الثاني عشر
تتطوّر مراحل النمو الحركي لدى الجنين في الأسبوع الثاني عشر من الحمل بنسبة كبيرة، إذ يُطوّر الجنين مجموعةً من ردود الأفعال المعقدّة، مثل: مصّ الإصبع، والحركات التلقائية المتعددة، كما أنه يتمكّن من فتح قبضة يده وإغلاقها مرات متعددة، لكن بالرغم من التطورات الحركية المتعددة له وزيادة قوته، إلّا أنّ الأم لن تشعر بهذه الحركات خلال هذه المرحلة، لكن قد تلاحظها أثناء الفحص الدوري عند الطبيب.[٤][٣]
التطور الدماغي للطفل في الأسبوع الثاني عشر
يُعدّ الجهاز العصبي للجنين الذي يتكوّن من الدماغ والحبل الشوكي من أول أجهزة الجسم التي تبدأ بالتكوّن والتطوّر من بداية الجمل، إذ يمرّ تطوّره بالكثير من المراحل التطورية حتى قبل معرفة المرأة أنها حامل، ويستمر تطوّر هذا الجهاز خلالالحمل وحتى بعد الولادة، إذ يبدأ الأسبوع الثاني عشر من الحمل مع وجود ملايين الخلايا العصبية المتناثرة في جميع أجزاء جسم الجنين، والتي تُشكّل بدايات الأعصاب، وتتواصل وتتفاعل مع بعضها بعضًا؛ لتكوين حركات جنينية مبكرة، مثل: الالتفاف، وحركة قبضة اليد، وغيرهما من الحركات المختلفة، التي تتطوّر خلال الأسبوع الثاني عشر بنسبة كبيرة، ويستمر دماغ الطفل بالنمو والتطوّر لتتوضّح المناطق الخمس منه، لكنّها لا تكون جاهزةً للعمل بصورة كاملة، وهذه المناطق الخمس هي:[٥]
- المخ: هو الجزء الأكبر من الدماغ، الذي توجد فيه القشرة الدماغية وفصوصها المتعددة، بما في ذلك الفص الجبهي، والفص الصدغي، وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن التفكير، والتذكر، والشعور، وغيرها من الأنشطة الدماغية.
- المخيخ: يتحكّم هذا الجزء بحركات الجسم المختلفة.
- جذع الدماغ: يُعدّ جذع الدماغ المحرك الرئيس الذي يتظّم العديد من الوظائف الحيوية في جسم الجنين، بما في ذلك معدّل ضربات القلب، والتنفس، ومستوى ضغط الدم، وغيرها.
- الغدة النخامية: هي غدة صغيرة بحجم حبة البازيلاء، تقع في قاعدة الدماغ، وتُنتج الغدة النخامية مجموعةً من الهرمونات المهمة في الجسم، التي تنظّم مجموعةً واسعةً من العمليات الحيوية فيه، بما في ذلك النمو، وعملية التمثيل الغذائي.
- منطقة تحت المهاد: هي غدة صغيرة، ومن أهم أجزاء الدماغ، تُنظّم هذه المنطقة مجموعةً متنوعةً من الأنشطة الحيوية في الجسم، بما في ذلك درجة حرارة الجسم، والجوع، والعطش، والنوم، والمشاعر المختلفة، وغيرها.
أعراض الحمل في الأسبوع الثاني عشر
تستقر هرمونات الحمل في هذه المرحلة، ويشق الرحم طريقه خروجًا من الحوض، مما يؤدي إلى تراجع الأعراض التي كانت تلازم الأم طوال المدّة السابقة، ومن أهم الأعراض التي تحدث خلال الأسبوع الثاني عشر من الحمل ما يأتي:[٢][٦]
- قلة الشعور بالغثيان، مع بقاء احتمالية الشعور به في الصباح لدى بعض النساء.
- توسّع الرحم ليملأ منطقة الحوض ويصل إلى أسفل البطن، فقد يبدأ بالبروز قليلًا.
- تخفيف الضغط عن المثانة، وانخفاض معدّل التبول المتكرر والطارئ.
- حدوث تغيرات في الجلد، وظهور الكلف متمثّلًا بمناطق بنية غير منتظمة في الجبهة، والوجنتين، والشفاه.
- آلام في المعدة، والشعور بالانتفاخ.
- تقلصات تشبه آلام الدورة الشهرية.
- تقلبات المزاج.
- آلام في الثديين.
- عسر الهضم، وحموضة المعدة، بالإضافة إلى احتمالية الشعور بطعم معدني في الفم.
- الصداع، والدوخة.
- خروج إفرازات مهبلية بيضاء.
الفحوصات الطبية في الأسبوع الثاني عشر من الحمل
يحين الوقت في نهاية الثلث الأول من الحمل لإجراء بعض الفحوصات لتقييم صحة الجنين وسلامته، إذ عادةً ما يُنصح بإجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ لتوفير صورة واضحة للجنين والأعضاء المحيطة، كما يمكّن هذا الفحص الطبيب من تحديد موعد الولادة المتوقع، بالإضافة إلى تقييم منطقة مؤخرة العنق؛ لتقييم مخاطر التشوهات الخلقية الكروموسومية، مثل متلازمة داون، كما يمكن إجراء بعض الفحوصات الإضافية لاستبعاد الاضطرابات الوراثية المحتملة.[٧]
المراجع
- ↑ Nicole Galan (2018-12-17), "Pregnancy trimesters: A guide", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ^ أ ب Holly Pevzner (2020-08-03), "Week 12 of Your Pregnancy", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
- ^ أ ب "12 weeks pregnant: fetal development", www.babycentre.co.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
- ↑ James Roland, "12 Weeks Pregnant: Symptoms, Tips, and More"، www.healthline.com, Retrieved 27-8-2020. Edited.
- ↑ Colleen de Bellefonds (2019-04-23), "Fetal Development: Babys Nervous System and Brain", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
- ↑ "Week-by-week guide to pregnancy", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-12. Edited.
- ↑ Lori Smith (2018-06-28), "Your pregnancy at 12 weeks", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.