محتويات
العلم والتكنولوجيا: آفاق ومعرفة
العلم يبني العقول ويرتقي بها، والتكنولوجيا إذا وُظّفت في خدمة العلم وارتقاء الفكر فإنّها تبني مع العلم أركانًا متينةً من المعرفة والآفاق الواسعة، مع أنّ التكنولوجيا هي واحدة من نتاجات العلم.
التطورات التي حصلت في عصر التكنولوجيا جعلت من التكنولوجيا أمرًا مرتبطًا بالعلم، فصار للعلم ميزةٌ إضافية عندما يرتبط بالتكنولوجيا، فهما معًا يفتحان آفاقًا واسعةً من المعارف والعلوم للبشرية كلها؛ ولذا يُقال إنّ التكنولوجيا حوّلت العالم إلى قرية صغيرة فيمكننا أن نرى كل بقاع العالم ونحن في أماكننا.
العلم والتكنولوجيا ورفاهية الإنسان
ساعدني العلم وارتباطه بالتكنولوجيا في الوصول إلى كثير من الرفاهيات المريحة في حياتي، لا سيما أنّني في المدرسة أحتاج الكثير من المعلومات التي تساعدني في دراستي، فكنت بنقرة واحدة أستطيع الوصول إلى الكثير من المعلومات، ولو كنت في مكان بعيد جدًا عن مكاني.
هذا المخزون العلمي الكبير الموجود على شبكات الإنترنت يُساعدني في كثير من مراحل دراستي وتحصيلي العلمي، ومن الرفاهيّات التي تأتي عن طريق العلم والتكنولوجيا أنّني لا أحتاج أن أتحرك من منزلي أو غرفتي كي أصل إلى المعلومات المطلوبة.
إضافةً إلى أنّني أجد من يُساعدني في شرح المعلومات الغامضة، نعم هي التكنولوجيا العلمية بحر غزير لا ينضب من المعارف والمعلومات، إذا وظفناها في الطريقة الصحيحة ستكون مصدر راحة ورفاهية، وترتقي بأفكارنا وعقولنا، وتُسافر بنا إلى كل بقاع العالم ونحن في مكاننا.
الرفاهية ليست فقط بالاكتفاء المادي والعيش في البيوت الفارهة والأماكن الفخمة والذهاب للسياحة في مختلف بقاع الأرض، هناك رفاهية أهم وهي التي أحصل عليها عن طريق العلم والتكنولوجيا.
يُمكن أنْ أحتفظ بقدر كبير من المعلومات التي أتعلّمها وأُناقش بها مَن حولي فأشعرُ أنّني شخص مثقف وواعٍ ومدرك لكل تفاصيل الحياة ومختلف المعلومات، وكأنّ هذه التكنولوجيا تجعلني أعرف شيئًا عن كل شيء.
الثقافة الموسوعية التي أُحصّلها عن طريق التكنولوجيا والعلم هي تلك الرفاهية التي أفتخر بها، فهي التي تبقى وتُثمر وتزداد وتكون ذخيرةً حقيقيةً لي في كثير من مجالات حياتي العملية في المستقبل.
تمنحني التكنولوجيا المزيد من الثقة بالنفس والقوة في الحضور والجرأة العلمية في النقاش وتبادل الآراء والدفاع عن رأيي دفاعًا موضوعيًا منطقيًا بالحجج والأدلة والبراهين.
حياة أفضل في ظل التطور العلمي والتكنولوجي
أثرُ التطور العلمي والتكنولوجيا ليس مقتصرًا فقط على حياتي الشخصية، بل هو أثر يشمل كل المجتمع من حولي، فعندما أريد أن أُرتب عملًا جماعيًا أو بحثًا أو دراسةً مشتركةً سأحتاج إلى وسيلة تواصل بيني وبين أصدقائي، ولا يتم ذلك إلا عنْ طريق التكنولوجيا.
يُمكننا استخدام ملف الكتابة نفسه، وكلّ واحد يكتبُ ما يريد إضافته ونتناقش فيه، وكل واحد منّا في غرفته، حيث تُساعد هذه الميزة في اختصار الوقت والجهد وتطوير المهارات الفكرية والعلمية، وتُساعد أيضًا في تعزيز العمل الجماعي، حتى وإنْ كان كل فرد من أفراد المجموعة في بلدٍ بعيدٍ عن باقي زملائه، فهو قادر على التواصل معهم والتفاعل معهم.
إضافةً إلى أنّ تبادل الآراء والخبرات يكون أسهل وأكثر سرعةً، إذ تتطور الحياة من خلال إمكانية حصولي على كتاب موجود في مكتبة وطنية في بلد بعيد عني مسافات، وقد أحتاج شهورًا كي أصل لذلك البلد وأشتري الكتاب، وذلك بتكاليف عالية.
بينما مع وجود التكنولوجيا صار من الممكن طلب هذا الكتاب وشراؤه إلكترونيًا، ويصلني إلى باب منزلي وعلي فقط أنْ أدفع ثمن الكتاب، دون حجز رحلة طيران والبحث عن تأشيرة دخول وغيرها من المصاعب.
حياتي أفضل مع التكنولوجيا لأنّي عرفت كيف أستفيد منها في خدمة العلم والمعرفة، فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين، والفطن العاقل هو من استطاع الإفادة من مزاياها والابتعاد عن عيوبها ومتاعبها التي لا تجر إلا أذيال الخيبة والانكسار لمن يمشي وراءها، فالإنسان هو الذي يملك العقل ويُميز الصحيح من الخاطئ والمفيد من الضار.
عندما وضعت في عقلي أنّ الله معي في كل ما أفعله قويت إرادتي أكثر لأرى التكنولوجيا دواءً نافعًا لا سُمًا قاتلًا، وقرّرت أنْ أجعلها أداةً طيّعةً لي في معارفي وعلومي لا أنْ أكون عبدًا منقادًا لها دون عقل أو تفكير.
صارت حياتي أفضل لأنّني لم أرَ ولم أتشوق لأعرف النواحي الخاطئة في التكنولوجيا، ويكفيني ما سمعته من قصص عن أولئك الذين تضرروا منها، اللوم ليس على التكنولوجيا بل اللّوم الأول على عبيد التكنولوجيا الذين غيّبوا عقولهم، ثم المجتمع المحيط بهم الذي لم يُعرّفهم الإيجابيات الكثيرة للتكنولوجيا.
الحمد لله أنّ حياتي صارت أفضل مع التكنولوجيا، وكذلك حياتكم ستكون أفضل إذا وظّفتم التكنولوجيا في خدمة العلم والمعرفة والاطلاع على كل جديد في مختلف ميادين الثقافة العالمية.
من الأمثلة على تطور حياتي مع التكنولوجيا هي أدوات تتعلق بالتدقيق اللغوي والتشكيل الآلي لبعض النصوص العربية، فهذا يختصر عليّ الكثير من الوقت والجهد والتكاليف التي قد أحتاج دفعها لمدقّق لُغوي، فيمكن أن أضع النص على إحدى هذه الأدوات، وهي تقوم بتنقيحه وتدقيقه وتقديمه جاهزًا ومدققًا وخاليًا من الأخطاء.
أهمية العلم والتكنولوجيا في حياتي
آخر ما يمكن الإشارة إليه، هو القولُ بصوت عالٍ: شكرًا لتلك العقول التي اخترعت التكنولوجيا وربطتها بالثقافة، فكم تغيرت طريقة تفكيري ومعالجتي للقضايا في كل يوم كنت أقترب فيه من التكنولوجيا والعلم! فقد صار ذهني منفتحًا على الآخر، متقبلًا لكل التطورات المحيطة بي، لم أعد أقف مذهولًا فاره الفم أمام أيّ مظهر من مظاهر الحداثة والتطور؛ وذلك لأنّني صرتُ مطلعًا على كل ما هو جديد في الحياة، وما يمكن أنْ تكون عليه حياتنا في المستقبل، فصارت هذه التطورات من البدهيات في حياتي وعقلي وتفكيري.