يعتبر نهر النيل أطول أنهار العالم على الإطلاق وأكثرها شهرة، هذا النهر الذي يقيض بالحياة والسحر ويمنح الخضرة والخصب والجمال لكل أرض يمر فيها، ومن حسن حظ مصر أم الدنيا أنّ نهر النيل يخترق أراضيها ويمر فيها مثلما تمر الأم الحنون بوليدها، فهو يمدها بالخير لينطبق المثل القائل أنّ مصر هبة النيل.
بفضل وجود نهر النيل قامت أعظم الحضارات الإنسانية في مصر، والتي ظلت آثارها شاهدة حتى يومنا هذا، حيث شهد هذا النهر العديد من الحضارات المتعاقبة التي تمسكت بوجودها قرب نهر النيل، فمنه المياه منه الأسماك، ومنه الخصوبة التي يمنحها للتربة والضفاف، وهو وسيلة تنقل منذ القدم، كما أنّه نهر النيل يُضفي سحراً وجمالاً على المناطق التي يمر فيها، وهو جمال أخاذ لا يمكن وصفه ببضع كلمات، كما أنه يمتع النظر، ويمنح الشعور بالراحة والاسترخاء.
يعتبر نهر النيل الشريان الذي يحافظ على حياة مصر، فالمصريون يعتمدون عليه منذ القدم في كثير من الأمور، فهو مصدر مهم للمياه العذبة التي تُستخدم للشرب وسقاية المزروعات وأعمال النظافة المختلفة وكافة الاستخدامات المنزلية المختلفة، كما يعدّ نهر النيل السبب في تكوّن منطقة وادي الدلتا التي تعتبر من أكثر مناطق العالم خصوبة، وهو أيضاً مصدر دائم ومهم لصيد الأسماك المختلفة خصوصاً سمك البلطي.
يمر نهر النيل من جنوب مصر على شمالها، لذلك يتم عن طريقه النقل المائي، كما تمت إقامة سد على مياهه ليُستفاد منها توليد الطاقة الكهربائية التي تزوّد مناطق كبيرة من مصر بالكهرباء، كما ينتشر على ضفاف نهر النيل العديد من المطاعم والفنادق المميزة التي يؤمها آلاف السياح من حول العالم للاستمتاع بجمال هذا النهر العظيم، كما يوجد فيه سفن سياحية تُقلّ السياح وتحملهم لقضاء وقت ممتع ومميز في النهر، والاستمتاع بالتأمل في مياهه والأجواء الساحرة التي يضفيها على المكان.
تعتمد الثورة الصناعية في مصر على وجود نهر النيل بشكل كبير خصوصاً لصناعة المشروبات المُعبأة في علب، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى المختلفة، وفي الوقت الحاضر قامت العديد من المدن المهمة التي أُنشئت على ضفاف نهر النيل وفي منطقة وادي الدلتا، ونظراً لهذه الأهمية الكبيرة لنهر النيل يجب الحفاظ عليه وحمايته من جميع الملوّثات البيئية، ليظل نهر النيل أيقونة مصر التي لا تندثر، ولتظل مصر على مدى الزمان هبة نهر النيل، وسر خضرتها وبهائها وسبب ازدهار حضارتها.