العمل الخيري مفهوم متجذر
ذلك العمل الذي يقدمه الإنسان في سبيل مساعدة إنسان آخر، وجلب السعادة له، هو ذاته العمل الخيري، إنها ثقافة العطاء بلا مقابل، واختبار الراحة النفسية الحقيقية عند مساعدة الآخرين، بحيث يمنح الإنسان ما لديه عن طيب خاطر، دون ضغط، أو توقع استرداد ما أعطاه، من أجل تقليل معاناة إنسان آخر، وليس لكسب شهرة، أو لقب فاعل خير بين الناس.
للعمل الخيري أهمية لا تنتهي
منحت العلوم الروحية أهمية كبيرة على النية الداخلية عند القيام بالعمل الخيري أكثر من تأثير العطاء نفسه على الآخرين، إذ تتجلى قيمة هذا العمل ويتكامل بوحدة الكلام، والعقل، والسلوك، وعلى إثرها تتحقق فوائد مذهلة للشخص المانح، والشخص المتلقي لتلك المنحة، وللمجتمع ككل.
لا يفوتنا أثر العمل الخيري في تنمية المجتمع والأفراد، فهو ذلك العمل الذي يمكن المجتمع من تحسين التوزيع المادي فيه، فترى الكبير والصغير، الغني والفقير يتسابق لوضع بصمة خير في المكان الذي يعمل فيه، الأمر الذي يسهم يتنمية روح الفريق الواحر، وتعزيز الموجدة والمحبة بين أفراد المجتمع.
يعزّز العمل الإنساني الثقة بالنفس، ويرفع من احترام الإنسان لنفسه، كما يمنح الشخص شعورًا رائعًا فيه الفخر والاعتزاز والانتماء، والرغبة المستمرة في مساعدة الآخرين.
يُقلّل العمل الإنساني من فرصة الإصابة بالاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية، ويُقلل من القلق والتوتر الذين يعيشهما الإنسان في مواجهة ساعات فراغه، لأنّه يُشغل صاحبه بأشياء مفيدة.
إن العطاء الإنساني مفهوم عظيم وكبير، يبدأ من إزالة الأذى عن طريق الناس، ويصل إلى توفير التعليم والمأكل لمن يتمنونه لا يجدونه.
يتسم العمل الإنساني بقدرته على جمع المحبة والمودة والسكينة في قلوب البشرية على اختلاف أعراقهم وأصولهم، فترى الكبير يساعد الصغير، والمسلم يساعد غيره في سد جوعه وعطشه.
إذًا، علينا جميعًا كبشر -بعد أن وعينا الأهمية القصوي للعمل الإنساني- أن نتكاتف ونتآزر لدعم وتشجيه المؤسسات والحملات الخيرية التي تساهم في رسم البسمة على وجوه الكبار قبل الأطفال.
لو لم يكن العمل الإنساني شيئًا أساسيًا بالنسبة للفرد والمجتمع، لكان المجتمع يعيش في تخبُّط كبير، ولا يحرز أي تقدم، إذ إن العمل الإنساني يعد خطوة كبيرة نحو رقي المجتمع، وحفر أسس التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع بأكمله.
أثر العمل الخيري لا يزول
يعد الانخراط في الأعمال الخيرية تجربة إنسانية فريدة، فهي تشعر المتبرع بالتحسن والراحة النفسية، فمساعدة الآخرين يخلق نوعاً من تقدير الذات، وفرصاً للالتقاء بأشخاص جدد يؤمنون بنفس الأسباب التي دعت لعمل الخير.
كما يعزز عادة العطاء والكرم عند الأبناء، فيخرج جيل يقدر معنى العطاء، والعمل الإنساني، جيل يتجرد من الأنانية، والرياء، ويدرك أن القليل يساهم بإسعاد إناس يحتاجون فعلاً للمساعدة، في البلدان الفقيرة، والمنكوبة، أو تلك التي ترضخ تحت سطوة الحروب أو المجاعات.