تعبير عن الأم قصير
تحملُ كلمة الأم في طياتها العديدَ من المعاني العظيمة، فالأم هي معنى الحياة الحقيقيّ، فهي التي احتملت الألم والمعاناة في سبيل إنجاب الأطفال الذين تسهر على راحتهم، وتقوم على إطعامهم وكسوتهم والنظر في حاجاتهم إلى حين وصولهم إلى المرحلة التي يستطيعون فيها الاعتماد على أنفسهم، وحتى بعد أن يعتمدوا على أنفسهم تظل الأم مساندة لهم في جميع مراحل حياتهم، وتقدم لهم ما تستطيع من الدعم المادي والمعنوي في مختلف مراحلهم العمرية لتشاركهم لحظات الفرحة وتخفف من شعورهم بالحزن عند وقوع الأحداث التي تسبب لهم ذلك.
وقد أعطى الدين الإسلاميّ العظيم مكانة كبيرة للأم، وجعل بِرَّها من أهم الأسباب التي تقودُ الإنسان إلى الفوز برضا الله ودخول الجنة، كما جعلها الله تعالى الأحقّ بحسن الصحبة، وقدمها على الأب ثلاثَ مراتٍ بسبب تأثيرها الكبير على نشأة الأبناء، ودورها المحوريّ في العملية التربوية وما يتربى عليه الأبناء من الأخلاق الطيبة التي تحدد سلوكياتهم في المستقبل، كما دعا الإسلام إلى حفظ حقوق الطفل من خلال إلزام الرجل بضرورة اختيار الأم الصالحة التي تعين الرجل على طاعة الله، وتؤثر على أبنائه التأثير الإيجابي من الناحية الدينية والأخلاقية كي يكون الجيل الناشئ طائعًا لأوامر الله تعالى ومجتنبًا لما نهى الله تعالى عنه.
وقد أودع الله تعالى في الأنثى غريزة الأمومة، فهي من تلقاء نفسها تهتم بأطفالها وتسهر على راحتهم، ولا يتعلق هذا الأمر بالجنس البشري فقط، بل يمكن ملاحظته في معظم أصناف الكائنات الحية، حيث تهتم الأم بصغارها وتقدم لهم الغذاء الذي يحتاجونه، وتعمل على حمايتهم من أي ظروف خارجية قد تؤثر على حياتهم، فحب الأم لأبنائها لا يوازيه أي حب، وعطاء الأم مع أبنائها لا يماثله أي عطاء، فهي تعيش حالة من الكفاح من أجل تعليم أبنائها أفضل تعليم، وحصولهم على أرقى المكانات الاجتماعات، وهذا قد يدفعها إلى التضحية بكل ما تملك من أجل ذلك.
وعلى الإنسان أن يولي أمه عناية خاصة، وأن يحرص على رعايتها والاهتمام بها خاصة عند تقدمها في السن، فعند وصولها إلى هذه المرحلة العمرية تصبح قدراتها محدودة وتحتاج إلى من يساعدها في كافة نشاطات حياتها اليومية، كما يجب على الأبناء المتزوجين أن يحرصوا على معاملة أمهاتهم المعاملة الحسنة، وأن لا يقدموا زوجاتهم على أمهاتهم كما يحدث في العديد من الحالات، إذ يتم تهميش الأم على حساب الزوجة، فتوضع في شقق سكنية صغيرة أو غير نظيفة، ولا تحصل على الاهتمام المطلوب، وقد يصل الأمر إلى وضع الأم في دور العجزة، وهذا يتنافى مع ما أمر به الدين الإسلامي العظيم من بذل أقصى الرعاية والاهتمام بها فهي كنز الإنسان وأغلى ما يوجد في حياته.