محتويات
المقدمة: الاختراعات العلمية تهتف بالعطاء
العلم هو الحلقة الأقوى على مر الزمان شاء ذلك أي إنسان أم أبى، وقد فضّل الله تعالى العالمين على غيرهم من النّاس درجة، وكلما غاص الإنسان في درجات العمل، عرف أنّ العطاء مرهون بالعلم وحده.
وقد استطاعت الاختراعات العلمية أن توفر كثيرًا من الأمور للإنسان الحديث، مثل توفير الوقت والجهد، والوصول إلى ما صعُب، أو استحال على مَن سبقه من النّاس، كل ذلك بفضل الاختراعات العلمية الحديثة التي تذخر بالعطاء.
العرض: الاختراعات العلمية قوة وتقدم
الاختراعات العلمية سبب من أسباب تطور هذه الأرض، وخروجها من العصر المظلم المقيت، الذي كان يلتف حولها مثل التفاف الحية القاتمة حول فريستها، لقد كان الجهل بمثابة اليد التي تمتد فتقتل أيّ بصيص من نور العلم أو التغيير، ولكنّ الأمور باتت مختلفة الآن وصارت عجلة الحياة تدور نحو المستقبل الكريم الزاخر بالعلم، المستقبل الذي يرى أبناؤه النور وبصيص الأمل من ثقوب أبوابه.
كيف للإنسان أن يكون قويًا من دون سلاح العلم الذي بدوره يغير من ميزان الأرض، الذي كان يعد الجهل مثقالًا لا يُمكن أن يغلبه أي مثقال آخر، فلا يُمكن أن تُقارن أمة عالمة بأمة جاهلة أو حتى أدنى علمًا من الأولى، فالأولى لا شكّ أنّها المتصرفة بالمقدرات كافة، بينما تكون الثانية بانتظار الإحسان إليها من الأمّة القويّة.
أسهم التطور العلمي بارتفاع الاقتصاد ارتفاعًا واضحًا جليًا، أدى دون أدنى شك لتحسين الحياة المعيشية؛ سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى المجتمع، وزيادة الدخل والإنتاج وتغيير التفكير الذي بدوره يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية التي يديرها الإنسان نفسه.
اختلفت هموم الإنسان منذ العصر القديم وحتى هذه اللحظة؛ فلم يعد همه متى سيبدأ في السقاية، ولا كم نعجة سيولد له في هذا العام، ولا ما هي المواسم التي سيقوم بزراعتها، لقد اختلف تفكير الإنسان العصري فصار يُفكر في اختراق الفضاء، والغوص في أعماق المجرات، والوقوف عند الكواكب ومعرفة أيّها يصلح لعيش الإنسان البشري، وأيّها ليس صالحًا.
سادت مصر في العصور الماضية بسبب القوة الاقتصادية التي كانت تمتلكها، والتي كانت تنبع من القوة العلمية الحاصلة عليها، فقد تطور علم الهندسة لديها تطورًا جعل من علماء العصر الحاضرين مذهولين عمّا استطاعوا صناعته في تلك الآونة، وعلم التحنيط الذي يُخلد جثة الإنسان ويجعله حاضرًا في جسده إلى نهاية العلم.
إنّ مالك العلم لا شكّ أنّه الأقوى، وقد وعت الدول كافة على تلك المسألة، وصارت تتسابق في ميدان العلم بعد أن كانت تتسابق في ميدان السلاح، ولكنّ الناظر الآن إلى قوة الدول وتقدمها يجد أنّ الكفة ترجح لليابان الدولة التي تجعل من الإنسان قوة كامنة بحد ذاتها تستطيع أن تفجر أي شيء وتصل إلى ما تريده عير العلم وحده.
إنّ الحد الفاصل بين القوة والضعف في هذا اليوم هو ميزان العلم وحده، وقد عملت الدول الاقتصادية كافة على رفع السوية العلمية والتحسين من الجامعات، ومساندة الاختراعات العلمية التي بفضلها الإنسان يتمكّن من الوصول إلى ما يريد.
وقوة الدولة في هذا العصر تقاس بمدى الاختراعات العلمية التي حققتها، فمَن يملك اليوم أكبر طائرة قادرة على اختراق الأجواء والتنقل بين الغيوم، مثل: الفراشة، ونقل البضائع الثقيلة، في أسرع وقت دون الحاجة إلى الإبحار بالسفن، والتعرض لمخاطر البحار.
لا يغفل أي إنسان عن مدى التطور الذي وصلت إليه بعض الدول من تطوير المركبات الآلية والروبورتات ليأتي يوم وتحل محلّ الإنسان في المهام الاعتيادية التي لا تُقدم للبشري أيّة خبرة، بل وتجنده ليكون آلة فيقضي عمره بأكمله وراء مكتب أصم لا يدري سوى كم عدد المرات التي طبع عليها الختم على تلك الأوراق الصامتة.
الاختراعات الحديثة هي التي ترجح كفة مجتمع على آخر، ودولة على ثانية، وإنسان على غيره، وباتت القوى العقلية هي محل استثمار واضح في هذا العصر، فحتى رؤوس الأموال وأصحاب المصالح صاروا يرون من ميدان العلم مكانًا جيدًا لاستثمار أموالهم.
إنّ الاختراعات الحديثة وفرت من وقت الإنسان وجهده؛ لأنّ الوقت هو أثمن ما يمتلك الإنسان فبدلًا من أن يقضي عمره سائرًا على الأقدام لقطع المسافات الطويلة صار يتنقل ما بين مكان وآخر بواسطة السيارة من خلال بضع من الدقائق.
إنّ الإنسان هو وليد النجاح وهو مبتدؤه ومنتهاه، ومن دونه لا يمكن لأي اختراع علمي من أن يتم، ولا بدّ أن تتضافر الجهود بين بعضها وأن يعلم الإنسان أنّ المستقبل للعلم وحده فيقف وقفة متأمل في المكان الذي سيضع قدمه به، هل سيبقى بعيدًا عن العلوم والتكنولوجيا ويأخذ موقف المتفرج منها، أم سيكون اليد الفاعلة في سبيل نجاح تلك الاختراعات.
العلم اليوم هو الحكم بين المتخاصمين، والاختراعات هي الميدان الذي تتفاضل فيه دولة على أخرى؛ لذلك لا بد من الاهتمام بالمجالات العلمية اهتمامًا جليًا وأن يكون الإنسان على قدر واضح من الفهم والذكاء واستثمار لحظاته في السعي إلى المستقبل.
الخاتمة: الاختراعات العلمية مستقبل مثمر
أخيرًا، إنّ العالم اليوم ينقسم قسمين واضحين؛ فالأول هو المُنتج الذي يبذل الإنسان فيه وقته وعمره من أجل تقديم الاختراعات الحديثة التي تُبهر الإنسان وتعينه على قضاء حاجاته، أمّا الثاني فهو القسم المُستهلك الذي ينتظر طعام غيره، ومَن انتظر طعام غيره طال جوعه.
لذلك لا بدّ للإنسان من الانتباه إلى عجلة الحياة وألّا يتركها تسير من دونه وهو يشاهدها، بل يبقى سيدًا لتلك العجلة؛ فالاختراعات الحديثة هي الخير للبشرية التي يتمكن الإنسان من خلالها تسهيل حياته اليومية والوصول إلى مبتغاه بأسهل الطرائق.