تعبير عن التخرج من الجامعة

كتابة:
تعبير عن التخرج من الجامعة

تعبير عن التخرج من الجامعة

يدخل الطفل الصغير إلى المدرسة، وعيناه الصَّغيرتان ترسمان ذلك الحلم الذي يتردد على مسامعه صباحًا مع مساء، وتكبر تلك العينين، ويكبر الحلم معهما، وتحاول تلك اليدان التي أنعم الله بهما على الإنسان أن تخطَّ بدقَّةٍ ذلك الدرب الطَّويل، ومنذ نعومة أظفار ذلك الطفل الصَّغير يبدأ أهله باختيار ذلك الفرع الجَّامعي الذي يجب أن يدخله؛ ليبدأوا برسم تلك الحياة الورديّة، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن التخرج من الجامعة.

يدخل الطَّالب ذلك الصَّرح العالي أو ما يسمَّى الجامعة، ويأتي ذلك اليوم الذي منَّ الله به عليه فيتخرَّج منها، ويبدؤون بالتَّحضير لذلك اليوم التَّاريخي إنَّه يوم التخرج، في هذا اليوم لاشيء يشبه نظيره في غير أيَّام، الورود لن تحمل ذات اللون، فهي الآن تبدو أزهى، وأجمل وذات عبقٍ يفوح باستمرار، السَّماء اليوم ترسم ضحكاتهم، فهم اجتازوا كلَّ صعبٍ ما بين موادٍ، وقراراتٍ، ومراقبةٍ، وامتحانات، الآن يرتدون لباسًا لا يشبه لباسهم في كلِّ يوم، لقد اجتازوا درجاتٍ تؤهِّلهم للبس تلك العباءة السَّوداء ذات الشَّريطة الملوَّنة، ويبدؤون بالمشي سويًّا، كسربٍ من النَّحل لا تشوبهم أيّما شائبة، يضعون على رؤوسهم تلك القبعات مربَّعة الشَّكل فهم لا يشبهون أحدًا اليوم، ويجبُ أن يتميَّزوا عن الآخرين حتى في لباسهم.

ويبدأ الحفل، وتبدأ الكلمة من عميد الجامعة بمباركةٍ حارَّةٍ لهم، وقد تقاسم الأهالي تلك المقاعد، تتطاول رقابهم ليرى كلُّ واحدٍ منهم إنجازات فلذّة كبده، وتتالى كلمات التَّرحيب، الجو مشحونٌ بترقُّبٍ جميل، وانتظارٍ لا يشبه أيَّ انتظار، وتبدأ الأسماء لتسليم الشَّهادات، فكلٌّ منهم يخفق قلبه كعصفورٍ يترقَّب قطةً تحاول الانقضاض عليه، ودمعاتٌ تخنق حنجرة الآباء، والأمَّهات، يُقال أنَّها دموع السَّعادة، إلا أنَّها لن تكون إلا دموع تعجبٍ أحقًا ذلك الشقيُّ قد كبر، ودعانا إلى حفل تخرُّجه، الجميع أخذ شهادته، وقد حانت الفقرة الأروع فيتجمَّعون جنبًا إلى جنبٍ، ويرمون تلك القبعات عاليًا في السَّماء، تطاول أحلامهم التي نسجوها، فأودعوها الغيوم، فالطَّريق الذي ينتظرهم الآن لا يشبه أيَّ طريق سلكوه حتَّى الآن.

انتهى حفل لاتَّخرج، ويمرُّ الآن شريط من الذِّكريات أمامهم، فتحيك أنفسهم بضعًا من الكلمات قائلين: على درجات الحديقة تلك كنَّا نجلس لنتبادل أوراقًا إثرائيَّةً تخصُّ إحدى المواد، وذلك العشب يشهد دموعنا قبل دقائق من الامتحان، نعم هذا الحائط يستطيع عدَّ المرَّات التي وقفنا أمامه لأخذ صورٍ تذكاريَّةٍ، لقد مرُّوا كغيرهم فتركوا بصماتٍ لهم، هذا ليس فقط موضوع تعبير عن التَّخرج، بل هي حالةٌ مرَّت على كلِّ طالب وقف أمام باب تلك الكلِّية ليخط مع زملائه قصَّتهم الخاصَّة بهم التي لا تشبه ربما أيّ قصةٍ أخرى.

5470 مشاهدة
للأعلى للسفل
×