تعبير عن الحصان العربي

كتابة:
تعبير عن الحصان العربي


شكل الحصان العربي

الحصان العربي هو أشهر أنواع الأحصنة على الإطلاق وهو معروف بالقوّة والصلابة، كما أنّ سلالته معروفة بالعديد من الميّزات التي تجعله دومًا في المقدمة، ويُنسب الحصان العربي إلى العرب لأنّهم معروفون بحبهم للخيول بشكلٍ عام وشدّة حفاظهم على الأحصنة ونسلها ونقاوة سلالاتها، ولهذا فإنّ الأحصنة العربية معروف عنها بأنّها من ذوات الدم الحامي مقارنة بالأحصنة من السلالات الأجنبية، ولهذا فإنّ العديد من السلالات الأخرى للأحصنة يجري تحسينها بعمل تهجين لها مع الأحصنة العربية لإنتاج سلالات تحمل نفس صفاته.


يتميز رأس الحصان العربي بأنّه ملفتٌ ومميز، فهو بمثابة تاج المحاسن لديه، ويُستدلّ من شكله على أصالة الحصان وجمال صفاته، ويكون صغيرًا مقارنة بجسمه، أو يميل إلى الاعتدال في الضخامة، أما جلده فيكون ناعمًا ولا يوجد عليه وبر وجبهته واسعة، وله شدقٌ واسع وعينان كبيرتان فاتنتان، أما باقي أعضاء جسمه فتتميز بالتناسق الكبير، وخاصة ما بين الرأس والأذنين، بالإضافة إلى تناسق ناصيته مع جبهته وعينيه وخدّيه وأنفه بشكلٍ ملفت.


أذُنا الحصان العربي طويلتان وتتميزان بانتصابهما، وهذه دلالة على نشاطه وقوّته، بعكس ارتخاء الأذنين في باقي الأحصنة والذي يدلّ على سرعة تعب الحصان وعجزه، أما سمع الحصان العربي فهو قوي جدًا، وناصيته يسترسل عليها شعره بشكلٍ رائع ليقيه الشعر من حرارة الشمس والغبار المتطاير والحشرات المختلفة كالذباب والبعوض، خاصة أنّ أصل الحصان العربي ونشأته في الصحراء، وبشكلٍ عام يكون لون الأذنين أسود شديد السواد، وباقي لون جلده صافيًا، ولهذا فقد استرسل الشعراء والأدباء في قول الكثير من الشعر متغزلين بشكل الحصان العربي الأخاذ.


عينا الحصان العربي لهما لونٌ صافٍ وبرّاق، وجفنين رقيقين، ولهما حدّة نظر قوية، واتّساع يصل ما بين الأذنين، أما خدّاه فمن المستحب أن يكونا مستقيمين، أما فتحتا الأنف في الحصان العربي فهما واسعتان ومستديرتان ليكون تنفّس الحصان العربي سهلًا، خاصة أنه سريع الحركة، أما لسانه فيكون طويلًا، ولهذا يُعرف عنه بأنّ ريقه كثير، وجذعه أملس بعضلات قوية، أمّا قفصه الصدري فيكون حجمه متوسطًا، ووزن الحصان العربي الأصيل عادةً 350 كيلو غرامًا، أمّا طول قامته فهو ما بين متر وأربعين سنتيمترًا إلى متر وستين سنتيمترًا، وهو طولٌ متوسط يُناسب رشاقته وخفته.

مميزات الحصان العربي

يتميّز الحصان العربي الأصيل بالعديد من الصفات الخاصة فيه دون غيره من باقي الخيول في العالم، ومن أهم مميزاته حبه للموسيقى، فالخيول بشكلٍ عام والحصان العربي بشكل خاص يطرب لسماع الموسيقى بمختلف أنواعها، ولهذا يظهر تمايله في الحفلات على أنغام المزمار والطبل، وقد يرقص في العديد من الاستعراضات، ومن مميزاته أيضًا أنّ صحته جيده وخصوبته عالية، وحالت العقم عند الحصان العربي الأصيل والفرس العربي تكون نادرة جدًا، لهذا فإنّه لا يفقد قدرته على التناسل حتى لو تقدّم به العمر، ويمكن للفرس العربي الأصيلة أن تنجب لغاية عشرين مُهرًا خلال العام، كما يُمكن استخدام الأحصنة العربية للتناسل مع الأحصنة الأخرى حتى وهي في عمر الثلاثين.


من مميزاته أيضًا أنّه يُشفى من الجروح والكسور بسرعة عالية عند تعرضه للحوادث، والخيول العربية حتى لو تمّ تجبير كسورها بشكلٍ خاطئ فإنها تظلّ قادرة على القيام بواجبتها على أكمل وجه، حيث تقفز وتركض وتقطع مسافات كبيرة دون أي تعب، ومن مميزاته أنّه يكتفي بكميات قليلة من الطعام، لهذا فالحصان العربي لا يستهلك كميات كبيرة من العلف، بعكس باقي السلالات، لهذا فإنّ تربية الحصان العربي مربحة وموفرة إقتصاديًا على عكس باقي الحيوانات الأليفة وسلالات الأحصنة المختلفة.


يتمتع الحصان العربي بأنّه يمتلك جهازًا تنفسيًّا قويًّا، مما يُتيح له استنشاق كميات كبيرة من الأكسجين دفعة واحدة، كما تُشير الفحوصات المخبرية التي تمّ إجراؤها لدمه بأنّ نسبة الهيموجلوبين فيه عالية، وهذا ما يثفسر تمتعه بالنشاط والقوّة مهما بذل من مجهود، كما يتميز بالصبر الكبير على تحمُّل الصعاب والمشقّات في المسافات الطويلة، وتحمُّل تقلبات الطقس، ولهذا فإنّه يفوز دائمًا في سباقات المسافات الطويلة، وهذا مشهودٌ في المسابقات التي تجري على مستوى دول العالم، إذ يُظهر الحصان العربي تفوقًا دائمًا لا يجاريه فيه أحدٌ من الخيول.


يتميّز الحصان العربي بالحماسة والشجاعة، فهو لا يخشى الحيوانات المتوحّشة، ولا يخشى خوض غمار الحروب، ويتميّز بالفطنة والذكاء والقدرة على التعلّم، وله ذاكرة قوية جدًا لا ينسى الأماكن التي يمرّ فيها ولا ينسى الأشخاص، لهذا فهو وفيّ جدًا لصاحبه، ويعرف من يُحسن إليه ويطعمه ويعتني به، وهو أيضًا وادع ويتميز بسعة الصدر وقدرته على القيام بالعديد من الوظائف الذهنية، فهو بمنزلة الصديق لصاحبه، ويفهم تقلباته المزاجية، وهو أيضًا مستعد للتضحية في سبيل سلامة صاحبه، فإن رآه قد وقع يبدأ بالصهيل ولا يتركه أبدًا حتى يقوم، أو يُحاول لفت الأنظار حتى يتم إنقاذه، وهو يعرف وقع أقدام صاحبه حتى دون أن يراهن وينتظره إن غاب عنه.


صفات ومميزات الحصان العربي جعلت حضوره في القصص الشعبية وقصص المعارك والحروب حضورًا مذهلًا، لهذا يتحدث الجميع عن بطولاته، ويصف الشعراء والأدباء صولاته وجولاته في المعارك وقدرته على الركض، وهذا بحدّ ذاته من المميزات التي جعلته في المقدمة، فلا يُمكن أن يتفوّق عليه في المميزات أي سلالة أخرى من الخيول، فهو حصان جامح وذكي وسلالته قديمة ونقية يُحاول الجميع الحصول عليها بأغلى الأسعار.

أنواع الحصان العربي

تتعدّد أنواع الحصان العربي تنوعًا كبيرًا، وهي بجميع أنواعها تتميز بأثمانها الغالية، نظرًا لقدرتها الكبيرة على الفوز في مسابقات الفروسية، وهي أيضًا من أسباب عزّة العرب منذ القدم، وفوزهم في الحروب والمعارك والغزوات، ومجرد وجود الحصان العربي الأصيل في المعركة فهو قادر على تغيير مسار المعركة بشكلٍ كامل، ومن أهم أنواع الخيول العربية الكحيلة العجوزالتي تتميز بسرعتها الكبيرة في المعارك، وسميت بالكحيلة العجوز لأنّ لها عينين كحيلتين واسعتين، وأوّل من اعتلاها هو شخص يُقال له العجوز، وذلك بحسب ما ورد في الأساطير والروايات العربية على مرّ التاريخ.


من أشهر الأحصنة العربية الخيل الحمدانية، وتمتاز برشاقتها الكبيرة، وقدرتها الهائلة على الركض في المعارك وقطع مسافات طويلة، لهذا فهي من الأحصنة العربية التي تُحقّق أرقامًا قياسية في سباقات الفروسية نظرًا لخفّتها ورشاقتها، وأشهر ألوانها اللّون الرّمادي ومشتقاته، ومن أنواعه أيضًا الصقلاوية، وقد ورد ذكر هذا النوع من الأحصنة العربية أيضًا في الروايات والأساطير العربية القديمة، وسميت بهذا الاسم لأنّ شعرها مصقول وناعم ومسترسل بشكلٍ واضح وينسدل على جبهة الحصان، ومن الأنواع الأكثر شهرة أيضًا الملولش، وهذا الاسم من الأسماء الدارجة للحصان العربي، وسمي بهذا الاسم لأنّ صوته عذبٌ جدًا في الصهيل، ويُشبه صوت زغاريد النساء في الحفلات.


من الأنواع المعروفة للأحصنة العربية الشويمة، وهي من الأنواع التي تمتاز بجمالها الأخاذ، وسُمّي هذا الحصان بهذا الاسم نظرًا لانتشار الكثير من الشامات على جسده، ممّا يمنحه مظهرًا فريدًا وجميلًا، ومن أعرق الأحصنة العربية على الإطلاق وأجملها نوعًا يُسمّى بالمعنقية، وهو حصان عربي أصيل يتميز بأنّ له قوّة تحمُّل عالية جدًا، وسُمّي بالمعنقية لأنّ عنقه طويل، وينتشر بشكلٍ كبير في مناطق شمال الجزيرة العربية، ومن الأنواع الشهيرة أيضًا الشوافة، ويتميز هذا النوع من الأحصنة العربية بأنّ له مكانة خاصة في قلب من يربّيه، وأطلق عليه اسم الشوافة لأنّ بصره حاد جدًا، وله قدرة إدراك سريعة وقوية.


يُعدّ الحصان العربي المعروف باسم الدهمة من أفضل أنواع الأحصنة العربية على الإطلاق، ومن المعروف أنّ عنترة بن شداد كان لديه فرس من نوع الدهمة، ولم يركب غيره طوال حياته، كما أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصف الخيل الأدهم بأنّه من أفضل الخيول، ومن الأنواع المعروفة بكثرة أيضًا العبية، وهي من الأنواع رائعة الجمال التي كثر الحديث عنها في الروايات العربية، كما ورد ذكرها في قصائد الشعراء، وسميت بهذا الاسم لأنّ أوّل من اعتلاها كان يركبها وهو يلبس عباءته، فيظهر بشكلٍ مميز.


إنّ الحديث عن أنواع الحصان العربي حديثٌ له شجون تُصير العزّة والكبرياء في النفس، لأنّ الخيول العربية الأصيلة رمزٌ من رموز العرب، ولها فضلٌ كبير عليهم منذ القدم، ومن فضل الله تعالى أن ميّزها عن باقي الأنواع لتظلّ أيقونة عربية خالدة مهما طال الزمن، ولهذا يطمح جميع الفرسان ومُحبّي الخيل في العالم في الحصول على أيّ نوع من أنواع الحصان العربي لتربيته وممارسة الفروسية معه بطريقة فريدة ورائعة، بل إنّ مجرّد النظر إليه يمنح النفس السرور ويُشعرها بالرغبة بممارسة الفروسية.

4075 مشاهدة
للأعلى للسفل
×