تعبير عن الحياء

كتابة:
تعبير عن الحياء

تعبير عن الحياء

وردَ تعريف الحياء في قاموس المعاني على أنّه الاحتشام، ويقصد به الاحتشام الذي يجعل صاحبه يقترب من الأعمال الخيرة الصالحة ويبتعد عن كل ما ينافي الحشمة والأخلاق والأدب، لذلك فإن الحياء خلق حسن يدفع بصاحبه إلى الفضيلة، وكثيرًا ما يخلط الناس بين الحياء والخجل ولكن هناك اختلاف كبير بينهما، فالحياء خلق حسن مطلوب، أما الخجل فقد يدفع صاحبه إلى تجنب تأدية بعض الأعمال الحسنة والخيرة لمجرد أنه يجد حاجزًا بينه وبينها ويخجل منها، ويمكن أن يكون الخجل أيضًا صفة سلبية في الإنسان، وقد تتحول إلى مرض نفسي يحول بين الإنسان وبين تأديته لواجباته الحياتية وفي هذه الحالة يحتاج الإنسان إلى مراجعة طبيب نفسي ليرشده إلى الحل.

والحياء من الأخلاق العظيمة التي حثّ عليها الإسلام، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ"،[١] ففي هذا الحديث تأكيد على أهمية الحياء وربطه بالإيمان، فالحياء يوصل الإنسان إلى طرق الخير والسعادة، ويقربه من الفضيلة، ويقبح في نفسه الرذيلة، وكلما ازداد الإنسان خلقًا وجاهد نفسه من أجل الوصول إلى الله، كلما أحبه الله ورضي عنه وقرّبه، ولأخلاق الإنسان دورٌ كبير في تقرب الناس منه، أو إعراضهم عنه، فالشخص الحيي محبوب وقريب إلى نفوس العباد، على عكس الشخص الذي لا يراعي الاحتشام والأدب في كلماته، وسلوكه، ومعاملاته مع الناس.

ويجدر الانتباه إلى أنّ الحياء له مواضع، فلا ينبغي أن يخلط الإنسان بين المواطن المطلوبة للحياء والمواطن التي لا يصح فيها الحياء، فالحياء يكون مثلًا عند المرأة عندما تراعي الحشمة في ملابسها وصوتها وأسلوبها، ويكون عند الرجل عندما يستحي من فعل المحرمات، ويستحي من التعرض للنساء، أما من يستحي مثلًا من السؤال في مجالس العلم، فقد سلك طريقًا غير صحيح للحياء، فليس في هذا موضع للحياء، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: "اثنان لا يتعلمان مستحٍ ومتكبّر"، وهناك من ربط الحياء في غير مواطنه بالخجل حتى يضفي عليه المعنى السلبي، وجعل الحياء في المواقف التي ترجع بالخير والفضيلة على صاحبها، وتجنبه طرق الضلال والضياع، وقد قيل عن الحياء بأن: "القناعة دليل الأمانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء النعمة، والحياء دليل الخير كلّه"، وقد اتضح من التعريف السابق عن الحياء وبيان أهميته وثماره، أثر الاتصاف بخلق الحياء على الفرد والمجتمع كذلك، وما يتركه من آثآر إيجابية، وكيف يؤثر تجاهل خلق الحياء والعمل به على الفرد والأمة، وفيما تقدّم تعبير عن خلق حثّ عليه الإسلام، تعبير عن الحياء.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 35، صحيح.
5090 مشاهدة
للأعلى للسفل
×