تعبير عن الرسول وأصحابه

كتابة:
تعبير عن الرسول وأصحابه

تعبير عن الرسول وأصحابه

لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدرسةً متنقلةً بين أصحابه يَرعى شؤونهم، ويربِّيهم تربيةً صالحةً قائمةً على حبِّ الله، ورسوله، فكان سهلًا ليِّنًا لا يغضب إلا في حدود الله -عزَّوجل- وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن الرسول و صحابته، وتجلَّت تربية الرسول -عليه الصلاة والسلام- منذ دخوله المدينة وقد ترك ناقته تسري ولم ينزل عند أيِّ رجل ممن دعوه، بل قال لصحابته -بما معناه- اتركوها فإنَّها مأمورة، فاستقرَّت عند رجلٍ فقيرٍ يُدعى أبو أيُّوب الأنصاري فكان هذا أول درسٍ له في المدينة يعلِّم صحابته أن التَّواضع هو سِمَة المؤمن، ولا فرق بين أبيضٍ، وأسود، وغنيٍّ، وفقير، إلا بتقوى الله فهذه كلماتٌ تربويَّةٌ في موضوع تعبير عن الرَّسول.

وتتالت الدُّروس والعبر، وبدأ الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- يعزز دين الله بالمحبَّة، والإلفة، فهاهو يبدأ بالمآخاة بين المهاجرين، والأنصار إنَّ هذه المؤاخاة تُسقط بينهم الفوارق الطَّبقيَّة، فبالإسلام لا فرق بين مالكٍ لتجاراتٍ عظيمةٍ، وبين عبدٍ فقيرٍ مملوك، وبدأت الخلافات الشَّخصيَّة تذوب، وتختفي، فكان في المدينة قبيلتان، تُدعَيان الأوس والخزرج، وكانت تلك القبيلتان دائمتا الحرب، والقتال، ولكن مع مجيء الإسلام فقد أُلِّفت قلوبهم قال الله -عزَّ وجلّ- في كتابه الكريم {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [١].

فها هم صحابته -عليه الصلاة والسلام- يبنون مسجدًا في المدينة يكون ملتقى لهم يقيمون فيه الصلوات الخمس، والخطب، فيبنوه بأيديهم يعين بعضهم بعضًا لا يكون للكِبر منفذًا إلى قلبوهم متحابِّين متآخين، وهو مسجد قباء، فيُحرِّض المنافقون بعضهم بعضًا لإقامة مسجدٍ آخر غيرةً من الذين بَنَوْا مسجدَ قباء، فأنزل الله -عزَّ وجلّ- في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [٢]، ولقد رفض الإسلام أن يبنى أيّ شيءٍ يفرِّق بين المسلمين حتَّى ولو كان مسجدًا، وحرَّم الله أن يبنى أكثر من مسجدٍ في حيٍّ واحد دونَما حاجة لذلك.

لقد كانت حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدرسة تدرَّس فيها أعلى الأخلاق وأروع المواقف، فكانوا نعم المتلقِّين -رضوان الله عليهم- هذا ليس فقط موضوع تعبير عن الرسول وصحابته بل هو مواقف حياتيَّةٌ إن التزم بها الإنسان وصلت به إلى رضوان الله تعالى، وجنَّاته الفسيحة بإذن الله. [٣]

المراجع

  1. سورة الأنفال، آية: 63.
  2. سورة التوبة، آية: 107-108-109-110.
  3. "تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
3439 مشاهدة
للأعلى للسفل
×