تعبير عن الرسول وزوجاته
رجلٌ أضاء الأرض بفتوحاتِه وذِكرِه، فها هي سيرتُه يتناقلها النَّاس مقتدين فيه -عليه الصَّلاة والسلام-؛ فقد عُرف قائدًا ومربِّيًا وصديقًا، والآن سيُعرف -صلى الله عليه وسلم- زوجًا مُحِبًّا، عطوفًا على أهل بيته، إذ سيكون هذا المقال موضوع تعبير عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته.
تزوَّج الرسول -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرةَ امرأةً، ولكلِّ واحدةٍ منهنَّ صفاتها التي تميُّزها عن الأخرى، في البداية كان زواجه من خديجة بنت خويلد، وكان يبلغ من العمر خمسةً وعشرين عامًا بينما كان عمرها أربعين عامًا، فرزقه الله منها الأولاد، وكان يحبُّها حبًّا شديدًا، فكان يقول فيها -عليه الصلاة والسلام-: "آمنتْ بي إذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ وصدَّقَتني إذْ كَذَّبَني وآستْنِي بمالها إذْ حرَمَنِيَ النَّاسُ ورزَقَنيَ اللَّهُ وَلدَها إذ حَرمَني أولادَ النِّساءِ أيضًا"[١]، وبعدها توفَّت خديجة -رضي الله عنها- وبقي رسول الله دون زواجٍ فترة من الزَّمن حتى تزوَّج بسودة بنت زمعة، قبل أن يعقد على عائشة بفترةٍ قليلةٍ، ثم تزوَّج بعدها بعائشة -رضي الله عنها فكانت أحبُّ نسائه إليه، وكان يناديها يا حميراء.
وقد تعرَّضت عائشة -رضي الله عنها- إلى حادثة الإفك، فبرَّأها الله من فوق سبعة سماوات، وبعد عائشة تزوَّج بحفصة بنت عمر بن الخطاب، فكانت مثل أبيها ذات حزمٍ وقوَّةٍ وصلابة، ثمّ بعدها تزوَّج بزينب بنت خزيمة بن الحارث، اشتهرت أم المؤمنين زينب بالكرم والسَّخاء فكانت تسمى "أم المساكين" رؤوفةً، طيِّبةً تخشى الله وتعطف على النَّاس، ثمَّ تزوَّج بعدها بهند بنت أميّة، وتُكنَّى أم سلمة، من أوائل المهاجرين إلى الحبشة، وكانت آخر أزواج النبي موتًا، ثم تزوَّج بزينب بنت جحش كان اسمُها برَّة فسمَّاها -عليه الصلاة والسلام- بعد زواجه بها بزينب، كانت زوجة زيد بن حارثة فطلقها، فتزوجها بعده الرَّسول، فزوجها له الله من فوق سبعة سماوات، ثمّ تزوَّج بجويرية بنت الحارث، ومن فضائلِها أنّ الصحابة أعتقوا سباياهم من الحرب من أقربائها فكانوا يقولون أصهار رسول الله، ثمّ تزوّج بعدها برملة بنت أبي سفيان، وهي أخت معاوية -رضي الله عنهما- ثمّ تزوج بعدها بصفية بنت حيي وكانت عاقلةً رزينةً، تقيّةً لله -عزّ وجلّ-.
أمّا آخر زوجاته فكانت ميمونة بنت الحارث، وقد عُرفت -رضي الله عنها- بالزُّهد والتقوى وكثرة الصلاة والتقرّب إلى الله -عزّ وجلّ-، وتلك لمحةٌ بسيطةٌ في موضوع تعبير عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وزوجاته الأبرار فكان يعاملهنُّ بالحبّ والإحسان، فيخيط ثوبه، ويساعد أهل بيته، ولا يَسْتحي بحبّه لهنَّ -عليه الصَّلاة والسلام- فبورك من نبيٍّ، وبورك من زوج تمثَّل القرآنَ في أخلاقه، فكان واعظًا ودستورًا في حياتهم، فصلى الله عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا كثيرًا. [٢]
المراجع
- ↑ رواه ابن كثير، في البداية والنهاية، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3/126، إسناده لا بأس به.
- ↑ "زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2019. بتصرّف.