تعبير عن الزكاة

كتابة:
تعبير عن الزكاة

تعريف الزكاة

الزكاة من أركان الإسلام، وهي الركن الثالث منه، وهي من الفرائض الأساسية في الإسلام، وتعريف الزكاة في اللغة يعني الزيادة والنماء والطهارة، أما في الاصطلاح الشرعي فهي ما يدفعه الأغنياء من صدقات عن أموالهم التي بلغت النصاب، وأهمية دفع الزكاة أهمية عظيمة وتأتي أهميتها بعد الشهادتين والصلاة، وهذا يدلّ على أنّ تركها ذنبٌ عظيم، ويجب ألّا يتهاون من تجب عليهم الزكاة في دفعها، وقد ورد ذكر الزكاة في الكثير من آيات القرآن الكريم التي وصفت المّزّكين بأنهم مؤمنين متطهرين يؤمنون بالله ورسوله، ووصفت من يترك الزكاة بأنه لا يؤدي حق الله تعالى، ومن الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر الزكاة قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.[١]


من تعريف الزكاة يظهر أنّها لا تجب على جميع الناس، بل هناك فئة معينة الأشخاص عليهم دفعها والالتزام بها، وإن لم يفعلوا ذلك فقد نالوا غضبًا من الله تعالى، وقد ورد وجوب أدائها ليس فقط في القرآن الكريم، وإنما أيضًا في السنة النبوية المطهرة، كما أنّ الخليفة أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- حارب مانعي الزكاة بعد موت الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وهذا دليلٌ على أنّها ذات أهمية كبرى ولا يجوز إغفالها أبدًا، ومن يفعلها له الأجر والثواب وجنة عرضها السماوات والأرض، خاصة أنّ للزكاة الكثير من الفوائد التي يحصل عليها المسلمون في الدنيا والآخرة، فهي تساعد في التنمية والتطوير، حيث يمكن استخدام أموال الزكاة لعمل المشاريع التنموية المفيدة للمسلمين وعائلاتهم، كما يمكن بناء المستشفيات والمدارس والجامعات والحدائق منها.


أداء الزكاة ليس خيارًا بالنسبة للمسلم، بل هي فرضٌ وجب القيام به، والزكاة لا تجب على الأموال فقط، بل تجب على الأنعام والثمار والذهب والفضة والزرع، وهي لا تُنقص من المال وإنما تزيده وتنميه وتبارك فيه، أما المال الذي لا تُدفع فيه الزكاة فليس فيه بركة، والزكاة تختلف عن صدقة التطوّع إذ إنّ لكل نوع من أنواع الزكاة شروط خاصة يجب الالتزام بها بحسب ما بينها الدين الإسلامي بالأحكام التفصيلية، خاصة أنّ جميع المعاني العظيمة تتجلى في الزكاة لأنها تجعل مؤديها في مرتبة إيمانية عظيمة، وتمنحه الطاقة الروحانية الإيمانية التي يحتاجها في حياتها، وتجعل منه مثالًا يُحتذى في الإيثار والإيمان، وتقوي صلته بربه.

أنواع الزكاة

للزكاة أنواع عديدة، وهذه الأنواع هي: زكاة النقود التي تكون على مقدار ما يملك الشخص من أموال، فإذا بلغت هذه النقود النصاب يكون عليها زكاة على أن يمر عليها حول كامل، مع مراعاة جميع الشروط اللازمة لها قبل تأديتها لمستحقيها، والنوع الثاني زكاة الثمار والزروع، ويختلف نصابها بحسب إذا كانت بعلية أم مروية، وزكاتها أيضًا لها شروط حاصة يجب الاطّلاع عليها ومعرفتها بالتحديد قبل أدائها، أما النوع الثالث فهو زكاة العروض التي لها أيضًا شروطها الخاصة التي يثحبذ سؤال الفقهاء عنها قبل أدائها تجنبًا للوقوع في الخطأ، ويُقصد بها عروض التجارة المختلفة، أي ما يُعرض للتجارة من ثياب وذهب وفضة وأدوات مختلفة يشتريها الناس وتُعرض لهم في المحلّات، والنوع الرابع من الزكاة هو زكاة المعادن المستخرجة من الأرض مثل الذهب والفضة، أما النوع الخامس فهو زكاة الأنعام أي: الحيوانات التي يُربيها الإنسان ويستقيد منها مثل: البقر والغنم والإبل.


من أنواع الزكاة أيضًا زكاة الفطر، وتتم تأديتها في شهر رمضان المبارك، حيث يمتدّ وقتها من دخول أول يوم في الشهر الفضيل حتى قبل صلاة عيد الفطر المبارك، فهي تجب على الصغير والكبير والحر والعبد والغني والفقير ما داموا مسلمين، كما يجب أن يؤديها الأب عن أبنائه الصغار وأن يؤديها السيّد عن الخادم، كان يملك جميع أنواع الزكاة فعليه أن يؤديها جميعها ليأخذ الأجر والثواب من الله تعالى، إذ يقول تعالى في سورة النساء: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}[٢]، أما الصدقة والأموال الأخرى التي يُنفقها الناس فهي لا تُسمى زكاة ولا تدخل في أنواعها لأنّ أنواع الزكاة لها شروط محددة وأحكام فقهية معينة.


الدليل على أهمية الزكاة بجميع أنواعها أنّ ذكرها في القرآن الكريم جاء مقترنًا مع الصلاة في معظم آيات القرآن الكريم، وهذا يعني أنّ الزكاة لها مكانة كبيرة ولا يجوز التهاون في أي نوع من أنواعها أبدًا، ومن واجب الدولة أن تجمع الزكاة من الأغنياء وأن تحثهم على ذلك، وأن توضح النصاب ومقداره وطريقة إخراجها والأموال التي يجب أن يتم إخراج الزكاة عنها، كما يجب نشر التوعية اللازمة بها وإبراز أهميتها وفائدتها، وتوضيح كل نوع كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فالزكاة بمثابة الحصن المنيع الذي يقي مَن يُأدّيها من الإصابة بالإفلاس، فالإنسان الذي يمتنع عن إخراجها تصبح أمواله في مهب الريح ليس لها ضامن، لأنّ الله تعالى هو الوحيد الذي يحمي الأموال ويبارك فيها، وهو الذي يرزق عباده بها، ومن واجبهم أن يؤدوا حقّ هذا الرزق على أكمل وجه.

أهمية الزكاة

لم يفرض الله سبحانه وتعالى أي شيء عبثًا، لهذا فإنّ للزكاة أهمية عظيمة وفائدة كبيرة في حياة الفرد والمجتمع، وأهمية الزكاة تكمن في أنّ تأديتها سببٌ في الحصول على الأجر والثواب ونيل رضا الله تعالى، خاصة أنها ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي سبب في سعادة العبد في الدنيا والآخرة، وتقرب العبد من ربه وتجعل إيمانه قويًا لأنها من الطاعات العظيمة، كما أنّ الله يُبارك في الأموال التي تُدفع فيها الزكاة ويزيدها وينميها ويجعلها وفيرة، ويبارك في عمر صاحبها، وفي أدائها اقتداءٌ بالنبي -عيله الصلاة والسلام- والصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- الذين لم يتوانوا يومًا عن القيام بواجب الزكاة، فأصبحوا قدوة لغيرهم إلى اليوم، والمسلم الذي يؤمن بما أمر الله ويُطيعه حق طاعته يؤدي جميع الفروض التي أمر بها الله ورسوله ولا يتهرب من أدائها طمعًا في كنز المال أو خوفًا عليه من أن يقل.


من أثر الزكاة في حياة المسلم أنها تمحو سيئاته وتزيد في حسناته، كما أنها تطفئ الخطايا وتُطفئ غضب الله تعالى، وأهميتها تكمن في أنها تمنع تركز الأموال في أيدي الأغنياء فقط، بل تجعل للفقراء نصيبًا من هذه الأموال وتُحسن أوضاعهم المعيشية وتُحسن الحالة الاقتصادية للناس الذين لا يجدون قوت يومهم، لهذا فإنّ الزكاة تزيد من التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم، كما أنّ الزكاة تزكي النفس وتطهرها من البخل والشح، وتجعل المزكي من أصحاب النفوس الكريمة السمحة المحبة للعطاء، وتعلمه الرحمة والعطف على الفقراء والمحتاجين، لهذا يجب أن يتم إعطاء الزكاة لمستحقيها للحصول على الأجر الكامل وتحقيق الهدف منها، فالله تعالى لم يفرض شيئًا عبثًا وإنما لحكمة كبيرة يأتي من ورائها الخير الكثير للمسلمين.


الزكاة مثل نبع الماء الصافي النقي الذي لا يتلوث أبدًا، فهي تُدخل الفرح على قلوب اليتامى والأرامل والمحتاجين، وتلبي لهم احتياجاتهم، وتُحسّن الوضع النفسي لهم لأنها تقلل من الديون والهموم المتراكمة عليهم بسبب الفقر والحاجة، كما أنّ الزكاة سبب في نشر المحبة في القلوب، ونشر الألفة بين الناس، وتزيل صفة الأنانية وحب الذات وحب التملك، وتنمي صفة الإيثار وعمل الخير لدى الإنسان، وهنا تكمن أهميتها العظيمة والغاية من فرضها على المسلمين، خاصة أنها تقلل الفجوة بين الناس إلى حد بعيد، وتمنع من انتشار الحقد والطبقية التي تفرق بين الناس وتزرع بينهم الفتن، لأنّ الفقير المحتاج الذي يرى أن الغني قد أعطاه زكاة أمواله يتلاشى من قلبه الحقد الذي قد تولده الحاجة والفقر، ويشعر أنّ الغني يفكر فيه ويحمل همه.


تُسهم الزكاة في منع حركات السرقة والنهب بين الناس، فلا يضطر الفقير أو المحتاج لسؤال الناس أو محاولة السرقة لأنه لديه ما يكفيه ويكفي أسرته، كما أنّ الزكاة تحقق العدالة في المجتمع بشكل كبير، ومن فضائل الزكاة الكثيرة أنها تُعطى لأصناف تستحقها فعلًا، ومن بينهم المؤلفة قلوبهم الذين دخلوا في الإسلام حديثًا أو الذين لديهم إيمان ضعيف، إذ إنّ إعطاءهم من أموال الزكاة يُسهم في زيادة حبهم وإقبالهم على الإسلام، وهذا ينطبق أيضًا على العاملين عليها الذين يتولون جمع أموال الزكاة من الناس، وبهذا فهي ترسي قواعد البرّ والتعاون والبركة بين الناس، وقد وعد الله تعالى مؤدي الزكاة بالنجاح والفلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، كما أنّ أداءها سببٌ في استجابة الدعاء.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 83
  2. سورة النساء، آية: 162
4210 مشاهدة
للأعلى للسفل
×