تعبير عن الصحافة

كتابة:
تعبير عن الصحافة

المقدمة: الصحافة مجهر الآفات

الصحافة من المهن الراقية التي يجب أن تكون في طليعة المهن وأكثرها احترامًا وتأثيرًا في حياة الناس، خاصة أنّها تُسلّط الضوء على القضايا المجتمعية التي تهمّ الناس، وتُسهم في حلّ المشكلات والتخفيف من معاناة الناس بوصفها مجهرًا للآفات.

وهي تلفت نظر المسؤولين في مختلف مواقعهم، كي يروا الخطأ ويُصحّحوه، وتعمل على كشف الحقائق دون تزييف أو مجاملات، فالصحافة تتبنّى حرية التعبير، وتسمح لمن يُمارسها بالكتابة عن رأيه في القضايا المطروحة وإثارة التساؤلات المشروعة حولها بكلّ حيادية.

العرض: للصحافة دور مجتمعي راقٍ

للصحافة دورٌ جوهري في المجتمع، وهو دورٌ مجتمعيّ راقٍ يتمتّع بأعلى مستويات الشفافية، فهي تُعدّ نموذجًا مشرفًا لحرية الرأي والتعبير؛ حيث تُعبّر عن آراء أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، وتُظهر قضايا مغيّبة لا يعلم بها أحد.

وتقدم تقارير صحفية فيها الكثير من المعلومات التي تهتم بالشؤون المجتمعية بمختلف مجالاتها؛ سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية أم أي قضايا عامة، والصحافة دليل على أنّ المجتمع ديمقراطي يسمح بمناقشة القضايا العامة والخاصة؛ ولهذا تحتل الصحافة في الوقت الحاضر أهمية كبرى، وتلعب دورًا مهمًا في التأثير على الحياة العامة.

تؤثر الصحافة على الرأي العام، وتُسهم في نشر الأخبار التي تهم أفراد المجتمع، كما تقوم بإعداد المقابلات الشخصية مع العديد من الشخصيات المحلية والعالمية المهمة التي يهتم الناس بمعرفة أخبارها وشؤونها العامة، وهي حلقة الوصل بين مختلف السلطات في الدولة وبين أفراد المجتمع.

كما أنّها تهتم بإظهار مواهب أفراد المجتمع من كُتّاب وموهوبين ومبدعين ورسامي كاريكاتير، كما أنّها تُساعد في إظهار حقوق الناس وتُناسب جميع مستويات القُرّاء، ممّا يجعل أبناء المجتمع على اتصال دائم بالأخبار وبالمجتمع، وهي مسخّرة بالدرجة الأولى لخدمة المواطنين ومتابعة قضاياهم.

تتنوع مقاصد الصحافة في الوقت الحاضر وتتجاوز أهميتها نشر الأخبار، إذ إنّها تنشر كل ما يتعلق بالصحة والتثقيف الصحي ووسائل التواصل الاجتماعي والرياضة والترفيه والعلوم وأخبار الفن والفنانين، وتُسهم في نشر الوعي في المجتمع والتركيز على المبادئ السامية، وتنمي الشعوب وتُسهم في ازدهارها.

فالصحافة مهنة تضمّ العديد من الأعمال والمهن؛ إذ يمكن أن يكتب فيها الطبيب والمهندس والمعلم، وتزوّد القارئ بكل ما يحتاجه من معلومات تهمه، وتستطيع أن تحوّل آراء الناس وتقلبها في الاتجاه المعاكس، خاصة أنّ الصحافة لم تعد مقتصرة على الصحافة الورقية فقط، بل أصبحت صحافة إلكترونية ومتلفزة، ممّا أسهم في انتشارها أكثر.

الصحافة مهنة تاريخية لها ثقلها في المجتمع، ويوجد على مرّ التاريخ العديد من الأسماء اللامعة التي عملت في مهنة الصحافة، وكان لها ثقل كبير في التأثير على المجتمع، وأثبتت قدرتها على إحداث تغيير جذري في المجتمع وتوجيه آراء المجتمع نحو القضايا المهمة، كما غيّرت الصحافة العديد من الأفكار الخاطئة والسلبية التي كان يؤمن بها المجتمع، سواء في القضايا التي تتعلق بالمرأة أم الطفل أم الشباب.

تبحث الصحافة عادة في القضايا الشائكة والمنتشرة في المجتمع، وتحاول أن توجّه الأنظار إليها، وإخراجها من دائرة التجاهل، ومن القضايا التي تتحدث فيها الصحافة قضايا البطالة والفساد والقضايا التي تخص الصحة النفسية والجسدية، والقضايا المتعلقة بالغذاء والدواء.

لهذا فإنّ الصحافة تمارس سلطتها على جميع المهن، وتستطيع أن تعبر عن رأي جميع فئات المجتمع، وتوجه لها الأسئلة للحصول على الإجابة الشافية، وهي بهذا تقوم بدورها التاريخي المناط إليها على أكمل وجه، دون أن يكون الصحفي مضطرًا لمحاباة أحد أو مجاملته، ودون أن يكون مضطرًا للبحث عن الحقائق بطرقٍ ملتوية.

من واجب المجتمع أن يدعم الصحافة وحقوق الصحافيين، وأن يجعل سقف الحرية مرتفعًا بالنسبة لهذه المهنة الراقية كي تستطيع إحداث تغيير جوهري في المجتمع، وكي تتمكن من القيام بدورها التي وُجدت من أجله، كما يجب تعزيز دور الصحافة والتركيز على أهمية وجودها، ومنحها الصلاحيات لطرح التساؤلات حول القضايا المختلفة، والبحث لها عن حلول، ومعرفة آراء الناس حولها.

يوجد اليوم الكثير من كليات الصحافة والإعلام المنتشرة في الجامعات، التي تُخرج سنويًا آلافًا من الصحفيين المتمرسين والمدربين على كتابة التقارير الصحفية وتقصي الأخبار من مصادرها الموثوقة، فالصحفيّ مؤتمن في هذه المهنة، ومهمته الأساسية تتلخص في أن يبحث عن الحقيقة ويُظهرها؛ ولهذا من واجب الدولة ألّا تسمح لأيّ أحد بالتأثير على الصحافة والصحفيين والتأثير عليهم، وألّا تفتح مجالًا لأيّ أحد بتكميم أفواه الصحفيين كي يعملوا بكلّ ما يملكون من طاقات وإبداع.

المجتمعات الراقية تسهم في رفعة مهنة الصحافة فيها لأنها تعلم جيدًا أنها سلطة خامسة في الدولة، ولها ثقلها الكبير، ويُمكن لها أن تقوم بأدوار كثيرة في المجتمع وخاصة الدور التوعوي والإخباري.

كما تُمكّن العديد من الأشخاص من إظهار ما لديهم من مواهب وأخبار، وتمنحهم مساحة للتعبير عن أنفسهم بكل حرية وحياد، وتعطيهم القوة والثقة اللازمة كي يكونوا قادرين على إحداث التغيير بالكلمة أولًا والفعل ثانيًا، فالصحافة مهنة مهمة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها أبدًا، حتى وإن أحجم الناس عن القراءة أحيانًا، لكنها ستبقى مهنة خالدة ذات أهمية كبيرة.

الخاتمة: الصحافة إخلاص وصدق

ختامًا، أهم ما يجب أن تتصف به الصحافة هو الإخلاص والصدق، وهذا يعني تحرّي الأخبار الصحيحة ونشرها بكل أمانة بعيدًا عن أي تزييف أو تزوير أو تغيير في الحقائق، وأن يكون الصدق هو السمة السائدة في كلّ ما يُنشر للناس.

وهذا يعني العمل بجد واجتهاد والابتعاد عن التلفيق الذي يُشوّه مهنة الحافة، وتجنب الشائعات وكلّ شيءٍ يدعمها، وتجنب تلميع الأشخاص والأعمال المزيفة إذا لم تكن تستحق هذا المدح والثناء، فالصحافة يجب أن تكون مهنة حرّة لا تتأثر بالآراء السياسية أو العنصرية أو الانتماءات.

3449 مشاهدة
للأعلى للسفل
×