تعبير عن العائلة
عند كتابة تعبير عن العائلة لا بدَّ من الإشارة بأنّ مفهوم العائلة قد يتجاوز الصورة المُعتادة من الأب والأم والأبناء ربما صديق حقيقي يكافئ عائلة بأكملها، ربما زوجٌ حنون أو ابن بار أو عم أو خال هو عائلة بحدِّ ذاته؛ والعائلة هي أساسُ الاستقرار في المجتمع، وهي اللبنة الأساسيّة فيه، وكي تكونَ العائلة سعيدة لا بدّ أنْ تتوفّرَ فيها بيئة مناسبة ومثالية للسعادة، بحيث تكون هذه العائلة نموذجًا صحيًّا في المجتمع وصورةً مشرقة عنه، وهذا يتطلّبُ تضافرَ الجهود بين أفراد العائلة جميعًا، سواء كانوا صغارًا أم كبارًا، خصوصًا الأم والأب اللذَيْن تقعُ على عاتقِهم المسؤوليّة العظمى تجاه سعادة العائلة واستقرارها وحياتها الهانئة، وفي الوقتِ نفسه فإنّ هذا لا يُنفي دورَ الأبناء في معاونةِ الآباء والأمّهات للحفاظِ على نسيج العائلة من التفكّكِ والانهيار.
كتابة تعبير عن العائلة تستوجبُ استحضارَ قيمة العائلة ووصفَ هذه القيمة العظمى، خصوصًا أنّ الجميعَ يطمح إلى تكوين عائلة في الدرجة الأولى، ثمّ أن تكونَ هذه العائلة سعيدة، والعائلة السعيدة لا بدّ أنْ يسودُها المحبّة والإيثار، ولا يكون فيها أيّ تمييز بين الأبناء، كما يكون احترام الأم والأب هو الأساس فيها، كما أن العائلة السعيدة هي العائلة التي يتربّى أبناؤها على القيم والمُثُل العليا والأخلاق الحميدة، ولا يتأثّرون بالأمور الهامشيّة أو الطاقة السلبيّة المحيطة، والعائلة السعيدة أيضًا لا يوجد فيها حقد أو ضغينة تجاهَ الأقارب، بل إنّ المحبة فيها دستورٌ ثابت؛ فالاحترام هو أساسُ العلاقات السعيدة بين الناس.
كتابة تعبير عن العائلة السعيدة لا تَكفيها القليلُ من الكلمات؛ لأن العائلة السعيدة تختزنُ الكثير من المواقف الجميلة التي لا حصرَ لها، إذْ يكون أبناؤها قدوةً في مجتمعهم، يتمّتعون بما يؤهّلهم إلى النجاح والتفوّق؛ لأنّهم عاشوا في جوٍ عائلي مِلؤه الاستقرارُ والفرح، بعيدٍ كلَّ البعد عن المشاحنات التي تجرّ وراءها الكثيرَ من المشاكل، كما يتمتّع أبناؤها بالثقة العالية بأنفسهم؛ لأن شخصياتِهم انصقلت في بيئة ملائمة، لا يوجد فيها خوف أو قلق أو توتر، فالعائلة السعيدة لا تُقاس سعادتها بالغنى أو السفر أو امتلاك الأشياء، بل بمدى تفاهُم أفرادِها فيما بينهم، وبمقدار الاحترام السائد فيها، وبالمبادئ التي تربّى عليها الأبناء.
من حقِّ الجميع أن يحظى بعائلة سعيدة مستقرّة، لهذا على مَن يرغب بتأسيس عائلة أن يبذلَ جُهدَه لتكون هذه العائلة سعيدة، كي تُفرز للمجتمع أبناءً واثقين وأقوياء ومسلّحين بالأخلاق ومبادئ الحياة المثاليّة، وهذا بدورِه سينعكسُ على المجتمع بصورةٍ عامّة، ويصبح مجتمعًا قويًا لا تؤثّرُ فيه التقلّبات، ولا تُغريهِ دروبُ الانحراف، وهذا تحديدًا ما أمرَ الله تعالى به عبادَه.