تعبير عن العربي بن مهيدي

كتابة:
تعبير عن العربي بن مهيدي

المقدمة: أسطورة الثورة الجزائرية

أسطورة الثورة الجزائرية ، العربي بن مهيدي أحد الشهداء الذين قضوا في سبيل الدفاع عن حرية الجزائر، فقد كان قائدًا ومناضلًا من الطراز الرفيع، وُلد في شرق الجزائر في مدينة عين مليلة في عام 1923م، وانضم في عام 1939م إلى صفوف الكشافة الإسلامية.

أصبح بعدها القائد لفريق الفتيان والشباب، فقد ظهرت عليه صفات القيادة منذ الصغر، وانضم إلى صفوف حزب الشعب الجزائري في عام 1942م؛ حيث كان له الكثير من الاهتمام بالشأن الوطني والشأن السياسي الجزائري.

العرض: مهيدي قاهر جنرالات العدو

قاهر جنرالات العدو الفرنسي، فهو قائد فذ؛ ولهذا تم اعتقاله أكثر من مرة، ففي عام 1945م اعتقل وتعرّض للتعذيب والاستنطاق قبل أن يُطلق سراحه، وانضم لاحقًا إلى المنظمة الخاصة؛ حيث كان من أوائل من انضموا إليها، وأصبح أبرز العناصر فيها، ومن ثمّ أصبح مسؤولًا عن الجناح العسكري في عام 1949م.

كما كان في الوقت نفسه نائبًا لرئيس الأركان للتنظيم السري في الشرق الجزائري، وتدرّج في مناصب سياسية وطنية حتى أصبح مسؤول التنظيم في عام 1950م، وسيرة العربي بن مهيدي تجعلنا فخورين به جدًا، حيث كان العربي بن مهيدي نشيطًا جدًا أثناء نشاطه مع الثورة، إذ لعب دورًا بارزًا في التجهيز للثورة المسلحة التي قامت في الجزائر ضدّ الاستعمار الفرنسي.

أخذ يُقنع الكثير من الأشخاص للانضمام إلى الثورة، وكانت له مقولة شهيرة يُردّدها دائمًا: "ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب، وأيضًا اعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنُعطيكم طواعيةً حقائبنا وقنابلنا"، وبعد هذا أصبح العربي بن مهيدي أول قائد في وهران للمنطقة الخامسة، وعمل بجدّ ليتم انعقاد مؤتمر الصومام عام 1958م، إذ كان مؤتمرًا تاريخيًا.

بعد تاريخٍ طويل ومشرف من النضال الذي قام به العربي بن مهيدي ضدّ الاستعمار الفرنسي، والتجييش الذي قام به ضدّهم، تمّ اعتقال المهيدي في أواخر شباط من عام 1957م، وتلقّى عذابًا قاسيًا وشديدًا انسلخ فيه جلده، لكنه رغم هذا لم يستسلم ولم يُغير مواقفه أبدًا، ولم يتنازل عن مبادئه.

ظلّ مرابطًا صامدًا ومثالًا يُحتذى به في النضال والبطولة، حتى أصبح أيقونة الشعب الجزائري بحقّ، وارتقى شهيدًا وسيرته مشرفة، وكتب اسمه في الصفحات المشرقة من كتب التاريخ التي تروي قصص الشهداء، التي سنرويها لأبنائنا وأحفادنا.

لم ينقطع ذكر العربي بن مهيدي من سير البطولة والتضحية، فالجميع مدينون له ولأمثاله بالنصر والتحرر من الاستعمار الفرنسي الغاشم، حتى إنّ بطولاته تتحدث عنها المناهج الدراسية الجزائرية، ووصفه الفرنسيون بأنّه كان قائدًا لا يُشق له غبار، ومحاربًا شرسًا لم يستسلم رغم التهديدات المستمرة التي كانت تُلاحقه من قبل المستعمر الفرنسي.

العربي بن مهيدي نموذج من شهداء الجزائر الذين لهم الفضل في تحرُّر البلاد من الطغيان، وهو بحق أيقونة باقية ومصدر فخرٍ لجميع العرب، فهو من الرجال الملتزمين وطنيًا ودينيًا، وكان متوكلًا على الله في جميع خطواته حتى نال شرف الشهادة، وعلى المستوى الإنساني كان عطوفًا حنونًا يُلقّب بالحكيم.

كانت له رؤية مستقبلية ثاقبة جعلته يرسم خطًا واضحًا لحياته كي تكون حياته بهدف، فهو بحق أحد أقطاب الجزائر الذين قضوا في سبيله ولم يبخل على وطنه بأيّ شيء، فقد أرهق الاستعمار الفرنسي بالنضال المشرّف الذي قاده، وكان رجلًا مجاهدًا، معروفًا بدماثة أخلاقه وكرهه للاستعمار الفرنسي.

كما كان أكثر ما يشغل بال العربي بن مهيدي هو مستقبل وطنه الجزائر، ومتى سيتحرر من الاستعمار، رحم الله الشهيد البطل المناصل العربي بن مهيدي، فقد كان له موقف ثابت، وصاحب هدف وطني ومواقف مشرفة.

الخاتمة: العربي بن مهيدي مسيرة نضالية

العربي بن مهيدي مسيرة نضالية مُشرّفة، يفتخر بها جميع العرب وليس فقط الجزائريون، وهو قدوة لكلّ الشعوب المناضلة التي تسعى للتحرر من تحت وطأة الاستعمار، فالرجال الذين يكونون مثل العربي بن مهيدي هم قدوة لمن يأتون من بعدهم.

لهذا سيبقى ذكر الشهيد العربي بن مهيدي بمثابة المنارة التي يهتدي بها الشعب الجزائري؛ ليتذكر شهداءه الأبرار الذين لم يبخلوا بالروح أبدًا، فالشهيد العربي بن مهيدي أعطى مثالًا حيًا على معنى التضحية والفداء حفاظًا على تراب الوطن الطاهر.

4078 مشاهدة
للأعلى للسفل
×