محتويات
ملونة بألوان الدنيا
الفراشات بكلّ ما فيها من جمال وألوانٍ ساحرة، تملأ من ينظر إليها بالدهشة والجمال، ويُحب الناس مشاهدة ألوانها والتمعن بجمال تناسقها، فالفراشات ملونة بألوان الدنيا، وكأنها ورود طائرة تنتقل بين زهرة وأخرى غير آبهة بأيّ شيء من هموم الحياة.
تتراقص الفراشات وهي تنتقل بين الزهور وتفرح بأشعة الشمس الذهبية وهي تندمج مع ألوانها، وتفرح بالندى الذي يكون على بتلات الورد وأوراق الشجر، فيمتلئ قلب من يرى الفراشات بكلّ معاني الحب والأمل والتفاؤل ويشعر بأنّه يُحبّ الحياة بكلّ ما فيها من صخب.
الفراشات دليل على أنّ جمال الحياة ببساطتها وألوانها، وأنّ هذا الجمال الأخاذ والمتنوع ما هو إلا إبداع الخالق سبحانه وتعالى، الذي أبدع في رسم ألوان الفراشات وكأنها ريشة رسامٍ ماهر، فمن يُصدق أنّ الفراشات التي بدأت حياتها بشرنقة صغيرة قد أصبحت بكلّ هذه الروعة الساحرة التي ليس لها مثيل، وحتى عندما تمرّ الفراشات بأطوار الحياة، فإنّها تمثل معجزةً كبيرةً بإنتاجها للحرير الذي يُعدّ من أغلى أنواع الخيوط.
الفراشات تلون الدنيا بألوان الفرح والحياة بكلّ الطرق، ومهما اختلفت ألوانها وأشكالها، فإنّ التميز هو السمة الغالبة عليها، ويشعر بروعة الفراشات وخفتها من يجرب أن يلمس أجنحتها فتتلطخ يده بألوان أجنحتها الساحرة التي تطير كالغبار، ورغم هذا يظلّ ملمس الفراشات عالقاً في الذاكرة.
متطايرة فوق الورود
الفراشات المتطايرة فوق الورود تشكل لوحةً فنيةً مبدعةً لا يُمكن تصور روعتها وجمالها، بل يكتفي الإنسان بتأملها بكل ما فيه من فكرٍ وجمال، فالفراشات ترمز لعودة الربيع وألوان الورود، وهي زينة البساتين المليئة بالورود الرائعة، فلا يُمكن أن يكتمل جمال الحقول إلّا عندما تكون الفراشات التي تتطاير بين الورود جزءًا منه، وكأنها اللمسة الإلهية المبدعة فيه.
الفراشات صديقة الأزهار والنباتات، ولا يُمكن أن يكتمل جمالها دون بعضها بعضًا، فالفراشات أيقونة الحب التي لا تذبل، والفرح المتجدد الذي يحمل الكثير من ذكريات الطفولة الجميلة، لهذا تظلّ الفراشات مرتبطةً بكلّ ما هو جميل ورائع.
الفراشات كائنات جميلةً، تملك الكثير من المقومات التي تجعلها حاضرة رغم أنّها صغيرة، لكن تأثيرها كبيرة على القلب والروح، ويشعر كل من يُراقبها بأنّه يعيش طفولته بكلّ حب؛ لأنّها لا تُسبب أيّ أذى لأيّ شخص، كما أنّ منظرها مبهج، ورؤية الفراشة تهبط على بتلات الورد هو بمثابة رؤية لوحة فنية فائقة الجمال؛ لهذا قال الشعراء والأدباء الكثير من الحروف والكلمات في وصف الفراشات والورود معًا.
رغم أنّ عمر الفراشات قصير إلّا أنّها تترك أثرًا رائعًا في نفوس الجميع، فهي كائنات لطيفة جميلة مهما كانت ألوانها فاتحة أو قاتمة، وحتى إن كانت فراشة كبيرة أو صغيرة، فمهما اختلفت الفراشات لا بُدّ أن يتفق الجميع على أنّها رائعة دائمًا بجميع حالاتها.
من اليرقة إلى الفراشة الزاهية
تتدرج الفراشة في أطوار مختلفة في حياتها، حيث تنمو تدريجيًا منذ أن تكون مجرد بيضة صغيرة تكاد لا ترى، وحتى تُصبح فراشةً مكتملةً تفرد جناحيها على الملأ، وأوّل طورٍ من أطوار حياة الفراشة هو البيضة، حيث تضع الفراشة الأم بيوضها خلف ورقة خضراء كي تحميها من أيّ أذى، وما إن تبدأ بيوض الفراشات بالتفقيس حتى تبدأ بالتغذية على أوراق الأشجار كي تكبر بسرعة.
تفضل الفراشات أوراق بعض أنواع النباتات أكثر من غيرها، وبمجرد أن تفقس مئات البيوض التي تكون مغلفةً بمادة لزجة، تُصبح الفراشات في طور اليرقة، وتظلّ في هذه المرحلة مدة أربعة عشر يومًا تقريبًا، تتغذى خلاله على بقايا البيضة التي فقست منها وعلى أوراق الأشجار.
بعد مرحلة اليرقة تتحول الفراشة الصغيرة إلى مرحلة الشرنقة، وفي هذه المرحلة تتوقف عن تناول الطعام المكون من أوراق الأشجار وتدخل الشرنقة في مرحلة من السكون، حيث تبدأ خلال هذه المرحلة بالتهيؤ كيف تُصبح فراشةً بالغةً، وتستمر مدة طور الشرنقة أسبوعًا واحدًا عند معظم أنواع الفراشات، لكنها قد تمتد طيلة فترة الشتاء عن بعض الأنواع النادرة منها.
أمّا المرحلة الأجمل في حياة الفراشة هي مرحلة الفراشة البالغة التي تظهر بها الفراشة بكامل ألقها وجمالها وألوانها الرائعة المميزة، وتبدأ بالتغذية على رحيق الأزهار، فتنتقل من زهرة إلى أخرى وهي بكامل بهجتها.
متباهية بخفتها في الحقل
في الختام، من أراد أن يحصل على كمية كبيرة من البهجة والفرح والجمال، ما عليه إلّا أن يُراقب الفراشات وهي تطير وسط الحقول والبساتين وتنتقل من زهرة إلى أخرى بخفتها وجمالها وأناقة ألوانها وشكلها، سينبهر من يُراقب الفراشات بألوانها التي تلفت النظر، وسواء أكانت بلون واحد أم عدة ألوان فهي جميلة ورائعة.
يُوجد فراشات صفراء وأخرى زهرية وأخرى بنية وأخرى زرقاء، وأخرى مرسوم عليها أجمل الرسومات؛ لهذا يحق للفراشات أن ترى في نفسها مصدرًا للجمال الأخاذ، ويحق لها أن تتيه فرحًا وتطير بكل ما تملك من خفة؛ لأنّ مجرد رؤيتها يُعطي الكثير من الإيجابية والإحساس العالي بالمحبة.
الفراشات ملهمة وجميلة، وليس غريبًا أنّها حاضرة في الأدب بشكلٍ كبير، فكم من الشعراء وصفوا ألوان الفراشات وطريقة طيرانها من زهرة إلى أخرى، وكم تغزلوا بألوانها، فالأطفال يُحبون الفراشات وكذلك النباتات والحيوانات، إنّها كائنات لطيفة يجتمع على حبها الجميع، ويعدّونها رمزًا للتفاؤل والربيع؛ وذلك لارتباطها بالزهور وضوء الشمس، فيا له من جمالٍ أخاذ يسحر العقول بكلّ ما فيها من تفاؤل.
كانت الفراشات وما زالت كائنات مثيرة للدهشة، وتُعطي للجميع دفقة من أملٍ لا ينضب، فهي خفيفة لطيفة لا تُسبب أيّ أذى أو إزعاج، فمن أراد أن يحظى بالكثير من التألق عليه أن يجلس في الحقل قرب الورود والنباتات الغضة، ويفرح بمراقبة الفراشات وهي تطوف حوله بكل جمال.