محتويات
المقدمة: لم أعد أخشى القطط
كنت في وقت سابق من هذا العام أخشى القطط كثيرًا لدرجة أنني كنت كلما رأيت قطةً أهرب منها وإذا اقتربت مني قليلًا أبدأ بالصراخ وكأن وحشا هاجمني بلا رحمة، وفي أحد الأيام كنت على موعد مع حب القطط وكل ما يتعلق بالقطط، وكنت حينها عائدةً للمنزل إذ كنت في المدرسة، وكان وقتها لي صديقة تدعى نور، من المفارقات العجيبة أنني كنت أرى في وجه صديقتي تلك مسحة من جمال القطط، ًذ كانت تمتلك وجهًا أبيض بعيون خضراء، وحينها طلبت مني أن أذهب معها لشراء طعام لقطتها من أحد المحال التجارية وحينما دخلنا كانت هناك بعض القطط المعروضة للبيع داخل أقفاص ذهبية مغلقة وجميلة للغاية، سحرني لون عيونها وكثافة الشعر على جسدها فهي تمتلك فروة غزيرة بيضاء اللون نظرت إليها وإذا بالقطة تمشي نحوي على استحياء ودلال فسحرني ذلك الدلال ولم أجد نفسي إلا وأنا أمد يدي بلا تفكير إلى قفصها فزادتني تلك القطة اقترابًا وسحرتني بموائها ومدت لي يدها كأنها تصافحني ومنذ تلك الحادثة لم أعد أخشى القطط حسب وإنما صرتُ أسيرةً لتلك العينين.
العرض: رعاية قطتي متعة تجلب الرضا
اتصلت بصديقتي وأنا خجلة للغاية أريد مصارحتها بأمر ما ولكني كنت مترددة لأنها تعلم علم اليقين أنني أكره القطط وأخشاها، ولكني بعد طول تفكير حملت هاتفي واتصلت بها وأخبرتها بكل لهفة العالم أنني أرغب باقتناء قطة وعلى وجه التحديد شراء تلك البيضاء ذات العيون الخضراء، صمتت صديقتي لفترة من الزمن قبل أن أغلق الهاتف سمعتها تضحكُ ضحكات عجيبة لا بل بدأت تقهقه كالمجانين، أخبرتها أنني سأغلق الهاتف في حال لم تصمت وتأخذ الأمر بجدية.
صمتت صديقتي وأخبرتني أنها لا تصدق ذلك إلا أن رأتني آخذ القطة وأحملها بين يدي، قلت لها حسنًا وغدًا سأقتني تلك القطة إن شاء الله وسترين، ذهبت للنوم يتملكني الخوف من أن يأتي أحد ما ويشتري تلك القطة، فدعوت الله كثيرًا أن تنتظرني فأنا قادمة، وما لبثت أن غرقت في نوم عميق وإذا بي ألعبُ مع تلك القطة وأركض خلفها وأناديها ب "كيتي"، فجأة دقت الساعة تنذر بقدوم موعد المدرسة نهضت من نومي ولبست على عجل وانطلقت صوب المدرسة بعد أن فتحت حصالتي التي كنت أجمع فيها النقود لفترةٍ من الزمن، أنا سعيدة فالآن جاء وقتها.
لم أركز في الدروس وبقيت أعد الدقائق والساعات حتى يحين موعد الخروج من المدرسة، وأخيرًا دق جرس المدرسة يؤذن بموعد الرحيل من المدرسة وموعد اللقيا مع حبيبتي "كيتي"، ذهبت صوب صديقتي وبدأنا نمشي وسألتني عن سبب التغيير وما الذي حصل كي أتغير بين ليلة وضحاها، قلت لها لقد سحرتني نظراتها ولون عيونها كما أن لها شعرٌ جميل وقلب ناصع البياض تمامًا كلونها، وصلنا ذلك المحل ولم أجد القفص في مكانه.
طار عقلي حد السماء وهبط قلبي مكانًا لا أعلم كنهه، كدت أبكي واندفعت إلى داخل المحل وسألت البائع أين "كيتي" أرجوك أخبرني من ذا الذي اشتراها ؟ أخبرني، قال لي : عفوًا ماذا تقصدين بكيتي؟ لم ينته من حيرته حتى سمعت صوت مواء ناعم يأتي من خلفي التفت للوراء وإذا بها تقول لي : أنا هنا لم تأخرتِ يا عزيزتي؟ ضحك البائع وقال لي إنه وضعها في الداخل بسبب درجات الحرارة المرتفعة في ذلك اليوم، فرحت كثيرًا وقلت له أريد أن أشتريها فجهز لي ما تحتاج إليه من أغراض وطعام وعلبة للفضلات كما أخبرني ببعض التعليمات التي تساعدني في رعايتها.
وصلت المنزل يحدوني الأمل بضيف جديد سيملأ البيت فرحًا، ما إن دخلت المنزل حتى بدأ كل من في البيت يطلقون سهام عيونهم والحيرة تملأ قلوبهم، والأسئلةُ تجول حيرى في وجوههم، دخلت غرفتي في صمت رهيب وبدأت أرقص فرحًا وضعت لها الطعام وبدأت أراقبها بينما كانت تأكل والسعادة تملأ قلبها، انتهت من تناول طعامها وتذكرت ما قاله لي البائع: ينبغي أن أقدم لها الماء مع الطعام، قدمت لها الماء وشربت ومن ثم بدأت تتجول في المكان وكأنها ترغب في استكشاف بيتها الجديد.
تعبت قطتي وقررت الذهاب للنوم حضرت لها صندوقًا قريبًا من سريري بعد أن وضعت فيه قطعة قماش بيضاء ناصعة تمامًا كبياضها، تفحصت قطتي المكان بقدميها ونظرت إلي بشغف حتى شعرت أنها تقول لي شكرًا وأشكر الظروف التي قادتني إليك إنني في منتهى السعادة، جاء الليل وذهبت في نوم عميق لأول مرة لم أشعر بالخوف منذ بدأت أنام في غرفتي المنفصلة فالآن أصبح لي أنيس ورفيق ليل وسهر، نمت والسعادة تملأ ملامحي والأحلام السعيدة تقفز في مخيلتي ألاعبها مرّة وأخرى أركض معها وثالثة أتحدث إليها بكل ما يختلج في نفسي، أنا سعيدة سعيدة سعيدة.
خرجت يومًا للعب في الحديقة بجانب بيتنا وأخذت قططي معي بعدما وثقت أنني دربتها جيدًا على طاعة أوامري، والاستماع إلى كلما طلبت منها شيئًا، كانت في غاية سعادتها وهي تركض هنا وهناك ومن ثم تعود إليّ تلمسني وتعاود الكرّة، وبينما نحن عائدون للمنزل مرت سيارةٌ مسرعة ورشقتنا بالماء الذي كان في الشارع اتسخت أنا واتسخت قطتي، حزنت كثيرًا عليها وعلى بياضها الذي دنسه سرعة ذلك السائق وجنونه ولكني حمدت ربي أن قطتي بخير وأن الأوساخ ستزول المهم أنها لم تصب بأذى.
وصلت المنزل وأعددت لها حمامًا دافئًا ومنظفًا خاصًا بها كنت قد ابتعته من محل القطط، وبدأت اسكب عليها الماء شعرت بالخرف قليلًا ولكنها ما لبثت أن اطمأنت بين يدي فهي تعلم أنني القلب الحنون الذي لا يتسبب لها بالأذى بتاتًا، وبعد أن نظفتها أحضرت المنشفة وبدأت أجففها حتى اطمأنت وغطت في نوم عميق.
الخاتمة: مع قطتي لم أعد وحيدًا
مع كيتي لم أعد تلك الفتاة الوحيدة التي لا تخرج من غرفتها إلا لتناول الطعام ولم أعد تلك الخائفة التي تأخذ الكثير من الوقت حتى تغط في نوم عميق فأنا لم أعد وحيدة بل أصبح لي صديقة تسليني وأسليها تحبني وأحبها تحتضنني وأحتضنها ما أجملك يا قطتي ما أجملك يا كيتي! ما أجمل أن يكون لديكَ أحد الحيوانات الأليفة!
قد تفيدك المعلومات الواردة في هذا المقال في كتابة تعبير عن القطط: موضوع عن القطط.