تعبير عن المحافظة على الممتلكات العامة

كتابة:
تعبير عن المحافظة على الممتلكات العامة

المقدمة: الممتلكات العامة ملك الجميع

في كل مكانٍ من هذا العالم ممتلكات عامة تضعها الدول حتى تكون في متناول الجميع لأجل راحتهم، ولأجل أن يستخدموها لتسهيل أمورهم، فالممتلكات العامة ملكٌ لجميع الناس ووُجدت لأجلهم والأمثلة عليها كثيرة، فالشوارع والجسور والإشارات الضوئية وإنارات الشوارع كلها ممتلكات عامة.

وكذلك الحدائق العامة والغابات وكلّ شيء يوضع في متناول الناس كي يستخدموه، لكن مع الأسف تتعرض الكثير من الممتلكات العامة للتعدّي والتلف من قبل البعض، مما يجعلها غير صالحة وبحاجة إلى إعادة تأهيل، وهذا خطأ فادح.


العرض: الممتلكات العامة مسؤوليتك

الممتلكات العامة والحفاظ عليها مسؤولية الجميع، وعلى كلّ فردٍ أن يحرص على الحفاظ عليها وعدم المساس بها أبدًا، وتوعية الناس بهذا الأمر لأنها تخدم جميع الناس وأيّ عابثٍ يعرضها للتلف يُسبب حرمان الآخرين منها، ومن واجب الأهل أن يربّوا أبناءهم على احترام هذه الممتلكات وعدم العبث بها أبدًا.


خاصة أنّ الكثير من الأشخاص يعبثون بها ويتلفونها من باب التسلية فقط لا غير، ويُحاولون أن يكسروا ويخربوا فيها دون أدنى شعور بالمسؤولية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام، ويُسبب حاجتها الملحة للصيانة وهدر المال العام، وهذا بحدّ ذاته ينتج عن الإهمال وقلة الوعي الذي يدعو البعض لتخريب كلّ شيء يروه أمامهم حتى وإن كان من الممتلكات العامة على الرغم من أنها لهم.


الحفاظ على الممتلكات العامة مقياسٌ لرقي الشعوب ووعيها، ودليلٌ على أنّ هذا الشعب متحضرٌ يحترم ممتلكات دولته، خاصة أنّ الدول تصرف ميزانيات طائلة على هذه الممتلكات لتظلّ بأبهى صورة، وكي تخدم جميع الناس، وعلى كلّ فردٍ من أفراد الشعب أن يعتبر أنّ الحفاظ عليها مسؤوليته الشخصية، وأن يحرص كلّ الحرص عليها، ويكون هذا بعدّة صورٍ وطرق.


فمن يذهب إلى حديثة عامة عليه أن يُحافظ على نظافتها وألّا يُتلف أي شيءٍ فيها، وينطبق هذا على المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات وعلى الدوائر الحكومية العامة، والحفاظ عليها يكون بأبسط الأشياء وأعقدها، مثل الحفاظ على نظافتها والحفاظ عليها من السرقة والعبث وقلة مسؤولية البعض.


مَن أراد لوطنه التقدم والتطور فعليه أن يبذل جهده في أن يكون مواطنًا واعيًا يقدر كلّ شيءٍ في وطنه ويحرص على الحفاظ عليه، وعليه أن يحافظ على ثرواته ومقدراته ولا يعرّضها للهدر والضياع، فينابيع الماء ضمن حدود الوطن هي ممتلكات عامة ويجب عدم هدر المياه منها أبدًا.


وكذلك الغابات التي يجب الحفاظ على خضرتها وعدم تقطيع الأشجار أو رمي القاذورات حولها وعدم افتعال الحرائق، كذلك الشوارع التي يجب الحفاظ على نظافتها ونظافة الأحياء والمجسمات والأماكن الأثرية والتاريخية لأنّ هذا يعكس مدى الحب والانتماء الموجود لدى الشعب، وطريقة تعبيره عن حبه لوطنه بحفاظه على كلّ شيءٍ فيه، لتستفيد منه الأجيال القادمة أيضًا لأنه حقٌ لها. 


قد يظن البعض أنّ الممتلكات العامة تنحصر في الأشياء المادية فقط، لكن هذا غير صحيح، فالممتلكات العامة تشمل النباتات والأشجار والغابات والكثير من الأحياء البرية التي توجد في البيئة وتنتشر بها، وأي مساسٍ بها قد يُسبّب كوارث بيئية حقيقية، لهذا يجب الحفاظ عليها باعتبارها ملكٌ لجميع الناس، والامتناع عن أي ممارسات يمكن أن تؤدي لدمارها أو موتها.


فالحيوانات والنباتات التي تُعدّ حجر الأساس في الاتزان البيئي والحيوي يتسبب قتلها باختلال التوازن البيئي في الدولة، ممّا يعرضها للكثير من الدمار الذي ينعكس على الدولة بأكملها، وينطبق هذا على المناظر الطبيعية التي يعمد البعض إلى تدميرها والانتقاص من جمالها وتشويهها، مما يُسبب تشويه الطبيعة بأكملها في المكان وتحوله إلى خرابة.


في كثيرٍ من الأحيان يتخلّى الناس عن واجبهم تجاه الممتلكات العامة ويتذرعون بحججٍ كثيرة مثل قولهم إنّ هذه الممتلكات ليست لهم ولا يستفيدون منها، فيحافظ الشخص على بيته وممتلكاته ونظافة مكانه لكنه يناقض نفسه ويُتلف الممتلكات العامة ولا يسأل عنها أبدًا، وهذا التناقض يتولد نتيجة الأنانية واللامبالاة وانعدام المسؤولية.


وعلى الدولة أن تُكثّف من حملاتها التوعوية لجميع الناس والفئات، وخاصة لطلبة المدارس والجامعات من خلال التشديد على الحفاظ على الممتلكات العامة في المناهج الدراسية، وتفعيل قوانين خدمة المجتمع التي تجبر الناس على تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الممتلكات كي يتعلموا الانتماء إليها والحرص عليها كما لو أنها ممتلكات شخصية غالية بالنسبة لهم.


تضافُر جميع الجهات المسؤولة في الوطن من مواطنين وجهات حكومية خاصة يُسهم كثيرًا في خلق حالة من الوعي الكبير، ممّا يجعل الناس يحافظون على الممتلكات العامة بكل ما أوتوا من قوة، فالانتماء لا يكون بالأقوال وإنما بالأفعال التي تُثبته وتجعله مرئيًا واضحًا من قبل الجميع.


حتى إنّ بعض الأشخاص يتحملون مسؤوليات مضاعفة من شدة انتمائهم لأوطانهم، ويدفعون النقود من مالهم الخاص لأجل صيانة الممتلكات العامة وترميمها والحفاظ عليها، ولأجل أن تكون في أبهى حلّة في كلّ وقت، حتى لو رآها أيّ شخص غريب عرف أنّ الشعب الذي يحافظ على ممتلكاته العامة هو شعب يستحق الاحترام، وشعبٌ يعرف قيمة وطنه جيدًا فيحافظ عليه وعلى كلّ شيءٍ فيه.


الخاتمة: الممتلكات العامة مرآة الوطن

الممتلكات العامة في أي وطن هي بمثابة المرآة التي تعكس مستوى الرفاهية والرقي الذي يتمتع به أبناء الوطن، كما تعكس هذه المرآة حرص الدولة على أن ينعم شعبها بالأمان والسعادة، وحرصها على أن يكون كلّ شيءٍ متاحًا فيها لأجل أبناء الوطن، لهذا من واجب الجميع أن يكونوا جنودًا أوفياء في خندق الوطن، وأن يحرصوا على الحفاظ على ممتلكات الدولة ومقدراتها.

4591 مشاهدة
للأعلى للسفل
×