تعبير عن المعلم للصف الخامس ابتدائي

كتابة:
تعبير عن المعلم للصف الخامس ابتدائي

تعبير عن المعلم للصف الخامس ابتدائي

هو الشَّخص الذي تُبْنى فيه الأمم، فهو يخرِّج الطبيب والمهندس والوزير والكاتب والأديب، وهذا المقال سيتحدَّث عن موضوع تعبير عن المعلم؛ ليبيِّن فضله، وما على البشريَّة من واجبٍ له عليها، المعلم تلك اليد البيضاء التي تَبني أهمّ ما على هذه الخليقة كلِّها، هو يبني الإنسان نفسه، كلُّ شيء قائم عليه، فيبني عقلًا وفكرًا، وتقول الأبياتُ الشعريّة:

يا شمعةً في زوايا الصفِّ تأتلقُ

تنيرُ دربَ المعالي وهي تحترقُ

لا أطفأ الله نورًا أنتَ مصدرُه

يا صادقَ الفجرِ أنتَ الصبحُ والفلقُ

وقد بدأت بعض الدُّول بإعطاء المعلِّم حقَّه من احترامٍ ومادِّيَّات ومكانةٍ اجتماعيَّة، فهذه المستشارة الألمانيَّة أنجيلا ميركل يطالبها مئات من القضاة والأطباء والمهندسين بإضافة زيادة لرواتبهم شأنهم شأن المعلمين الحكوميّين الألمان الذين حصلوا على الزِّيادة فاكتفت ميركل بإطلاق جملتها المشهورة كيف أساويكم بمن علّموكم، فأصبحت جملتها شعارًا للدُّول المتقدِّمة والنَّامية منها؛ لرفع شأن المعلِّم الذي يعامل، ويبني فكرًا وشعورًا وقلبًا وحياة، هو ذلك البحر الذي لا يكفُّ عن العطاء ولا ينضب، فعطاؤه لا ينقص إلا كما تُنقِص الإبرة عند دخولها البحر.

هو الشَّمعة التي تحترق فتصبُّ ما يذاب منها في عقول أجيالٍ سيجسّدون شخص ذلك المعلِّم عندما يكبرون، فتراهم يتهافتون على السلام عليه، وكأنَّه نبيٌّ يريدون التّبرُّك بلمسات منه، هو القدِّيس الذي لا يُخطِئ في أعينهم، فيكون مرجعهم الرُّوحيَّ والنَّفسيَّ والدّيني هي أشرف مهنةٍ على هذه الأرض، وهي مهنة الأنبياء، فكلُّ نبيٍّ بعث معلِّمًا، ولا ننسى المعلِّم الأول رسول الله محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى طالب العلم أن يحترم تلك المهنة التي ببقائها يُعلى من شأنِه، فيقدِّم له أسمى عبارات الشكر والامتنان.

وعلى ذوي طالب العلم أنْ يُحسِنوا اختيار المعلم الذي سيشرف على بناء أكثر من ثمانين بالمئة من شخصيِّة طفلهم، فكان الخلفاء والأمراء يعيِّنون أفضل المؤدِّبين والمربّين لوليّ العهد لأنهم يعرفون قَدر هذه المهنة، وتأثيرها على الإمارة برمَّتها، هو الشَّخص الذي يجاهد لينحت عقولًا فيقوِّم إجابةً، ويقيِّم عبارةً، ويثني على هذا، ويمتدح ذاك، يُسهر ليله، ويشقي نهاره مابين دفاتر وأوراق وكتب وكراريس لا همَّ له سوى إشراق عقول تلاميذه فيكون لهم الأب الرَّحيم، والصَّدر الحنون، والمربّي الفاضل، وكلَّ معاني الرَّحمة والإجلال.

ولا يتَّسع المقام لذكر مناقبه كلِّها، ولا يكفيه موضوع تعبير عن المعلم فقط، بل لو سطِّرت الحروف، وحفرت الكلمات، ووُقفت المجلَّدت لإيفائه حقّه لما استطاع أحدٌ أن يعطيَه جزاء وقفةٍ من وقفاته تلك، إنّه المعلم، رسول الحقِّ، وباني أممٍ برمَّتها.

4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×