تعبير عن النمر

كتابة:
تعبير عن النمر

في الغابة يتبختر منتظرًا فريسته

تزخر الغابة بالكثير من أنواع الحيوانات المفترسة، والبرية غير المفترسة التي تأكل النباتات، ومن بين الحيوانات التي يُعرف عنها القوة والصلابة حيوان النمر، والنمر معروفٌ بأنه من الحيوانات ذات الحضور البارز في الغابة؛ إذ يمشي يتبختر بين أشجار الغابة وهو ينتظر مرور فريسته فينقض عليها دون شفقة، ولا تستطيع الفريسة المسكينة الإفلات منه بنجاح؛ لهذا أفضل ما يمكن أن تفعله الفرائس في هذه اللحظة هي محاولة الاختباء، أو الهروب، أو الاستسلام لقوة النمر الذي لا يرضى أبدًا بالاستسلام مهما كلف الأمر.

للنمر جلدٌ مميز مخطط أو مرقط، وهو من الجلود الجميلة جدًا ذات اللون الرائع المتناسق مع الخطوط التي تزين جسده؛ لهذا فإنّ مشيته تظهر عليها التبختر لمعرفته بأنه حيوان لافت للنظر، وفي الوقت نفسه ينظر الإنسان إلى النمر بأنه كنزٌ ثمين لجمال جلده الذي يطمح أي شخص بالحصول عليه، لكن هيهات أن يستطيعوا التمكن من النمر، فهذا الحيوان القوي الذي تميز مشيته نظرة التكبر لا يستطيع أحدٌ أن يخدعه.

وجه النمر يُوحي بالقوة ويمنحه إطلالة بهية وجميلة، أما فكّه المفترس فيجعل أيّ شخص ينظر إليه أن يحسب له حسابًا؛ لهذا ليس من الحكمة أبدًا أن يحاول أي شخص الاعتداء على النمر أو أن يأخذه غدرًا،فالنمر هو سيد حيوانات الغابة وولي عهد الأسد في كلّ وقت، ولا يمكن أبدًا تهميش قوته أو التقليل من شأنها.

النمر سبّاح ماهر

يتميز النمر بالعديد من الصفات التي لا تليق إلا به، فالنمر سبّاحٌ ماهر يستطيع أن يقطع الأنهار والبحيرات دون أن يغرق، وهذا يجعله من الحيوانات ذات المهارات والمواهب المتعددة، ويتميّز باللياقة العالية لأنه يأكل كمية كبيرة من اللحم يوميًا تتراوح ما بين 20 إلى 30 رطلًا في اليوم؛ لهذا لديه عضلات قوية تمكّنه من الجري والساحة بسرعة ودون أن يسبقه في هذا أحد، وهذا بحد ذاته يجعلنا نفكر في خلق الله تعالى الذي منح النمر كلّ هذه المواصفات المميزة والرائعة.

اللافت في حياة النمر أنه لا يسمح لأي من الذكور الأخرى من النمور أن تأتي إلى منطقته، أو أن تكون حوله في الغابة، أو أن تسبح معه في ذات الجهة من البحيرة أو النهر، فالنمر يحبّ أن يكون متفردًا مميزًا لا يتلفت إلى أيّ أحد، وهو يتّكل على نفسه في الصيد ويصيد فرائسه منفردًا، ولا يعيش على شكل جماعات وإنما يعيش مع نفسه ويحافظ على صغاره بكل شراسة، ويعلمهم كلّ شيء حتى يصبحوا أقوياء قادرين على الدفاع عن أنفسهم ضدّ أيّة حيوانات أخرى في الغابة.

يستطيع النمر أن يسبح بسرعة كبيرة تزيد عن 59 كيلو مترًا في الساعة؛ لهذا يستطيع أن يحصل على فرائسه التي تعيش في الماء بكل سهولة ويُسر، خاصة أنّه يأكل كميات كبيرة من اللحم يوميًا، وأنثاه لا تقل قوة وشراسة ومهارة عنه.

قطة ضخمة لا تشبه ما اعتدناه

النمر من فصيلة السنوريات التي تنتمي إليها القطط؛ لهذا يعدّ كلّ من القط والنمر من الحيوانات التي تتشابه في الشكل تقريبًا على الرغم من وجود الاختلافات الجوهرية بينهما؛ لهذا ليس غريبًا أبدًا أن نتذكر النمر بمجرد رؤيتنا للقط والعكس أيضًا، فالنمر قطة ضخمة لكنها لا تشبه القطط التي اعتدنا وجودها حولنا، فالنمر أكبر حجمًا وأثقل وزنًا وأكثر شراسة، وفي الوقت نفسه مشية النمر أكثر تبخترًا من مشية القطة، لكن هذا لا ينفي الشبه الكبير بينهما.

يوجد العديد من القطط التي تمتلك جلودًا مرقطة ومخططة تشبه جلد النمر، وهذا بحدّ ذاته كافٍ كي نربط بين هذين الحيوانين الجميلين؛ ولهذا لا يستغرب أحد إذا وصفنا النمر بأنه قطة كبيرة، أو إن قلنا عنه أنه يذكرنا بالقطط، وعلى عكس القطة تمامًا، فإنّ النمر يحبّ الماء والسباحة وممارسة العديد من الأنشطة التي تدلّ على القوة والنشاط، لكن القطة لا تحب كل هذا.

كميات الطعام التي تتناولها القطة لا يمكن مقارنتها بكميات الطعام التي يأكلها النمر المفترس؛ لهذا يمكن الجمع بين القطة والنمر، واعتبار أنّ النمر قطة كبيرة من ناحية أنهما من الفصيلة نفسها، وأنهما يتشابهان في الشكل كثيرًا.

قوي لا يعرف الخوف والهزيمة

أختمُ موضوعي عن النمر بوصف إعجابي الكبير بهذا الحيوان الجميل القويّ الذي لا يعرف الخوف والهزيمة، ولا ينحني أبدًا للأعداء، ولا يسمح لأيّ حيوانٍ آخر أن يعتدي عليه أو يتمادى معه.

فالنمر اسمٌ يلمع في عالم القوة، وهو حيوانٌ مشهودٌ له بالصلابة بين حيوانات الغابة جميعها، ويكاد أن يكون الأكثر قوة بينها نتيجة لمهارته الكبيرة في الصيد والقتال، فهو ماهرٌ جدًا في القبض على الفرائس، ويستطيع أن يؤمن نفسه بالطعام بمجرد أن وقعت عينه على فريسته المسكينة؛ لهذا تهابه حيوانات الغابة وتحسب له حسابًا.

لا تتوقف قوة النمر على أنه يستخدمها في الصيد في الغابة؛ إذ من الممكن للنمر أن يُهاجم الإنسان إذ شعر بوجود خطر منه، ولا يجب أبدًا الاستهانة بهذا الهجوم؛ لأن للنمر فكٌ قوي وجسدٌ ضخم وسرعة هائلة في الجري لا يستطيع الإنسان مجاراته فيها أبدًا.

لهذا يُعدّ الإنسان النمرَ من أقوى الحيوانات في الغابة، ولو حاول أحدٌ التعدي على صغاره مثلًا لتحوّلَ النمر إلى وحشٍ كاسر يحرق الأخضر واليابس، فلا يتوقف أبدًا عن الدفاع باستماتة.

النمر من الحيوانات التي لها كبرياء عظيم، وهذا ما يجعله لا يقبل بالهزيمة أبدًا، ويكون مستعدًا ومتأهبًا للدفاع عن نفسه في أيّة لحظة، لهذا ليس من الحكمة أبدًا المبادرة بالهجوم عليه أو محاولة كسر شوكته؛ لأنه لن يقف صامتًا أمام هذا التعدي الصارخ عليه، لذا فإنّ أجمل ما في النمر هو قوته وجبروته في القتال.

5236 مشاهدة
للأعلى للسفل
×