تعبير عن الوالدين
عند كتابة موضوع تعبير عن الوالدين فإنّه سيتم الحديث عن سبب وجود الإنسان في هذه الحياة، فقد خلق الله الذكر والأنثى، وجعل من نسلهما أمةً باقية إلى يوم الدين، فما إن يفتح الإنسان عينيه بعد الولادة مباشرة فيجد الوالدين يأخذان بيديه ويهتمان به، ويحاولان تقديم ما يمكن تقديمه من سبل الراحة والأمان، حيث يولد الإنسان في حالة من الضعف وعدم القدرة على الاهتمام بنفسه، ومع مرور الوقت يبدأ الطفل بالاعتماد على نفسه في الحركة والتنقل من مكان إلى آخر وتناول الطعام، لكن عطف الوالدين عليه وحبهما له لا ينقطع مهما بلغ من العمر أو تغيرت مراحل الحياة التي يعيش فيها.
وعند كتابة موضوع تعبير عن الوالدين، لا بُدَّ من الإتيان على دور كلٍّ من الوالدين في حياة الإنسان سواء كان ذلك داخل المنزل أم خارجه، فالأب يقع على عاتقه مسؤولية تأمين لقمة العيش الكريمة للأم الأبناء والمساهمة في العملية التربوية، وتأمين النفقات المتعلقة بالتعليم، ومحاولة إيجاد حلول منطقية لكل ما يهمّ بالأسرة من مشكلات أو أحداث غير متوقعة، أما الأم فيقع عليها مسؤولية أكبر نسبيًا في العملية التربوية كونها تقضي في الغالب معظم وقتها في البيت مع أبنائها، بالإضافة إلى دورها الفاعل في رعاية شؤون المنزل، فضلًا عن دورها في الحمل والإنجاب والرضاعة، والدور الأكبر في رعاية الطفل في مراحل حياته المبكرة.
وقد حثَّ الدين الإسلامي العظيم على رعاية الوالدين، وتقديم كل ما يحتاجان إليه في هذه الحياة، بالإضافة إلى الإنفاق عليهما من قبل الأبناء خصوصًا عند تقدمهم في السِّن، وكان ذلك من خلال ما ورد في العديد من آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة التي رُويت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث جاءت هذه الآيات والأحاديث لتبين أهمية الإحسان إلى الوالدين والعطف عليهما وعدم التأفف في وجهيهما، ومقابلتهما بالابتسامة والكلمة الطيبة، وفي ذات الوقت بينت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة خطورة حقوق الوالدين، وما يترتب على ذلك من الخزي في الدنيا، والعذاب الأليم يوم القيامة.
وفي ختام كتابة تعبير عن الوالدين لا بُدَّ من الإشارة إلى أهمية أن يحرص الإنسان على العناية بوالديه في حياتهما، وأن يستغل اللحظات التي تجمعه بهما في تقديم ما يستطيع لنيل رضاهما ليفوز برضا الله -عزّ وجل-، ولا يقتصر برُّ الوالدين والإحسان عليهما على وجودهما في هذه الحياة، حيث يبلغهما العمل الصالح من الإبن الصالح بعد الموت من خلال الصدقات الجارية والدعاء لهما بالخير والمغفرة بعد الموت، وكلُّ ما يصدر عن الأبناء من حقوق في حياة الوالدين أو بعد موتهما لن يكون إلا سببًا في هلاك الأبناء؛ لأن في رضا الوالدين رضا الله تعالى وفي سخط الوالدين سخطه سبحانه.