تعبير عن الوقت وكيفية استغلاله
عند كتابة تعبير عن الوقت وكيفية استغلاله فذلك يعني تعريف الزمن معنويًّا، فالوقت هو الزمن الذي يعيش فيه الإنسان، ويلازم أبجديّاته من بداية حياته إلى نهايتِها دون أن يراه، وهو أثمن ما يملكُ الإنسان، فبِهِ يستطيع أن يفعل ما يفيده في دنياه وآخرته، وقد أقسم الله بالوقت لِعظمه، حيث أقسم بالعصر والليل والضحى، وهذا هو الدهر أيْ الزمن، لكن مشكلة الوقت تكمن في أن الشخص لا يشعُر به، فيمضي دون إذن ودون تنبيه، يمضي بسرعة لا يراها أحد، فلا يبقى غير التحسّر والندب عليه.
تناقلَ الناس قولًا معروفًا وهو: "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك"، لكنْ لم يسبق للناس أن فكّرت بهذه المقولة أو تأمّلتها مثلًا، فالوقت كالسيف الفتّاك إن لم يستغله الشخص أحسن استغلال ولم يقضِهِ فيما ينفعه فإنه يقطعه، أيْ يسبّب له هذا الحسرة والندامة اللتيْن لا تنقضيان ولا تذهبان، وهذا الأمر يدفع الناس لِأن يجهزوا أنفسهم، ويعدّوا عدّتهم ليقوموا بما يجب عليهم القيام به من تنظيمٍ للوقت واستغلالٍ له، لكنْ ثمّة الكثير من الناس ممّن يسألون عن كيفيّة إدارة الوقت!
إدارة الوقت فنٌّ فريد لا يُتقنه كثيرون، فهو يحتاجُ لِعقل مدبّر ونفسٍ مُجِدّة وتوّاقه للتّغيير والإصلاح، فالأشخاص الناجحون يسعون إلى تنظيم أوقاتهم دائمًا، فهو السلاح السرّي لهم ليحققوا نجاحاتهم المُتتالية، فالشخص مهما كان عمله ووظيفته فهو أمام أحد طريقيْن، النجاح والفشل، لكنْ مع إدارة الوقت وتنظيمه فإنّه بذلك يقطع نصف الطريق نحو النجاح، وتكون إدارة الوقت باستحضار المَهامّ والواجبات التي يجبُ على الفرد إنجازها ووضعها في قائمة لكي يستطيع تذكّرَها بتقسيم الواجبات والمَهمّات إلى أولويّات وثانويّات وتوزيعها على مدى الأسبوع ثمّ على مدى الأيام، بحيث تحدّد المهمات التي سينجزها في يوم السبت ويوم الأحد، وأيضًا الواجبات التي سيقوم بها في وقت الصباح وفي المساء.
وإعطاء الوقت الكافي لتعزيز العلاقات الاجتماعيّة يعدّ أمرًا مهمًّا جدًا، فملاقاة الأصحاب يزيد من إقبال الشخص على الحياة ورغبته في فعل الصواب دائمًا من تنظيمٍ للوقت وغيره، وفي المساء وعند نهاية اليوم على الفرد أن يقيّم نفسه وينظر فيما فعله هذا اليوم، ويصوّب ما رآه خاطئًا، ويقوم بوضع قائمة جديدة لليوم التالي بحسب ما يراه مناسبًا، وبالتأكيد فإنّ إدارة الوقت وتنظيمه لا يعني أن يمضي المرءُ أغلب الوقت متعبًا وأن يُجاهد للوصول إلى ما تصبو إليه، فللنفس على صاحبها حقّ، وللأهل حقّ، وللصحّة حقّ، لذلك عند وضع خطة أسبوعيّة يجب مراعاة الجوانب الإنسانية كافّة، إن كانت عاطفيّة أم صحيّة أم روحانيّة أم اجتماعيّة، فالحياة كالعجلة عليها أن تكون متوزنة كي تستطيع السّير والتقدّم، وفيما سبقَ تعبير عن الوقت وكيفية استغلاله بشكلٍ منهجيّ تنظيميّ.