تعبير عن بر الوالدين قصير
الوالدان هما أحقُّ الناس بالصحبة والإحسان والحب، فقد قال صلى الله عليه وسلم عندما جاء رجل إليه يسأله: يا رَسُول اللَّهِ من أحق الناس بحسن صحابتي قال: "أمك" قال: ثم مَن قال: "أمك" قال: ثم مَن قال: "أمك" قال: ثم من قال: "أبوك"، وهما أحق الناس بالبسمة، فهما وحدهما مَن يسعدان لسعادة المرء، ويحزنان لحزنه، وهما مَن يفرح للمرء إذا ضحكت في وجهه الدنيا، ويتمنيان أن يكون أولادهما أفضل منهما، هما ذاك النبع الذي يرتوي منه المرء ليستمر في السير في هذه الحياة، وفي هذا المقال تعبير عن بر الوالدين قصير.
قال الله تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" [١]، دعا الله عزَ وجل المرءَ إلى البِرُّ بوالديه، والبِرُّ يعني الطاعة، والإحسان، والعطاء، ولا يكون البِرُّ لهما في حياتهما فقط، بل يستمرّ البر حتى بعد وفاتهما، وبرهما في حياتهما بأن يتسابق الإنسان الصالح مع إخوته لإرضاء والديه وفعل ما يحبان ولكن فيما يحبه الله -عز وجل- ويرضاه، ويعين والديه على الخير وينهاهما بالمعروف عن الخطأ، ويكون البِرُّ في خفض جناح الذل لهما، فلا يرفع المرء الصالح صوته على والديه، ولا يتأفف من طلباتهما، فهما أحق الناس بالطاعة والحب والمودة والرحمة، فالأب يقضي وقته ويكد ويتعب لأجل سعادةِ وراحةِ أبنائه، والأم التي خصها الله -عز وجل- بالبِر هي التي حملت المرء في أحشائها تسعةَ أشهرٍ، فاستنزف من صحتها وقوة جسدها، وبعد ولادته تبدأ رحلةٌ جديدةٌ من السهرِ والتعبِ والبذلِ، ويظل العطاء ويستمر دون انقطاع ما داما على قيد الحياة، لأجل ذلك على المرء أن يرد لوالديه ما قدماه له دون أن يشعرهما أنهما ثقيلان عليه، أو أنهما عائق، ويكون البِرُّ أيضًا بالتبسم في وجههما وإن كان المرء يشعر بالضيق، ويكون بإدخال السرور إلى قلبهما ولو بكلمة، والدعاء لهما في حياتهما وفي مماتهما، والاستماع لهما والنظر إلى وجههما، والتودد لهما، ويكون برهما بعد وفاتهما بكثرة الاستغفار لهما، ووصل أصدقائهما ومَن يحبان، فكما أفنيا حياتهما لأجله عليه أن يرد الإحسان بالإحسان.
ولبر الوالدين ثمرات ينالها المرء في حياته، وبعد وفاته، فهو باب من أبواب التوفيق، ونيل البركة كالزيادة في العمر مع سلامة العقل والعافية، ونيل العلم وما يتمناه قلبه من دعائهما، كما يبتعد العبد عن غضب الله -عز وجل- وعذابه ويكسب رضاه وعطاءه، كما أن بر الوالدين بابٌ لإنجاب أبناء بارين، فكما أعطى الابن أبويه سيعطيه أبناؤه، ومن الجدير بالذكر أن لمعاملة الأهل لأبنائهم دور كبير في إعانتهم على الطاعة والحب والبر، فالمعاملة الحسنة سيجني المرء منها ثمارًا حسنة.
المراجع
- ↑ {لقمان: آية 14}