تعبير عن شروق الشمس

كتابة:
تعبير عن شروق الشمس

الشمس رمز البدايات

الشمس لا تُشكّل عند البشر ما يعترف به الجغرافيون ويؤمن به الفلكيون وما تعاهدت الكتب العلمية على ذكره فحسب، إنّ الشمس أعظم من ذلك بكثير عند عامة ساكني كوكب الأرض، الشمس هي رمز البداية لكل إنسان أراد أن يبدأ من جديد فتلهمه أشعتها ما لم تقدر الكتب كافة على إلهامه إيّاه، الشمس هي الهاجس الأول الذي يجعل من البشري إنسانًا بحق، إذ لا تطلق لفظة الإنسان على البشري فقط لأنه اشترك بالحاجات الفيزيولوجية مع الآدميين، بل يكون البشري إنسانًا حين يتصف بالإنسانية التي يستقيها من شعاع الشمس، ولو ارتكب الإنسان جرمًا في حياته فإنّ أول ما يعاقب به هو زجه في السجن وحرمانه من نور الشمس، وكأنهم أقسموا على أن يحرموه من البداية تلك التي يحلم بها أي إنسان منذ نعومة أظفاره.


كل يوم تُشرق فيه الشمس يوهب به الإنسان فرصة البداية؛ أي فرصة أن يكون الشخص الذي يبتغيه، فهو إما أن يؤمن بتلك البداية ويستثمرها ليجعلها حجرًا من الأحجار المناصرة له وإمّا يضيعها كما يضيع الكثيرون بداياتهم فيقفوا على قارعة الانتظار من غير بداية، ولا ينتبهون إلى أن الشمس ما زالت تأتيهم في كل صباح من المشرق لتهدي للإنسان فرصته في أن يكون ذلك الإنسان السعيد الناجح.


لا يمكن للإنسان أن يكون بلا بداية لذلك لا يمكنه أن يعيش دون شمس، لذلك فإنه لا بد للإنسان أن يرى شمس أيامه دائمًا فيفتح لها النوافذ حتى تتحدد بدايته، حتى يسعى من أجل تلك البداية التي خلق من أجلها.


الشمس عنوان الأمل

ثلاثة حروف قادرة على تحويل الإنسان من جثة هامدة تسعى للموت بإرادة صلبة وخطوات ثابتة إلى إنسان يشع في خطواته الأمل فلا يسير على الأرض، بل هو يقفز في خطواته ليكون جبينه ملامسًا للسماء، الأمل تلك اللفظة التي يقتات عليها الإنسان طوال سنوات عمره فينسى الموت ولو غزى المشيب رأسه لأنه يتغذى بالأمل، لأنه يتغذى بقتل اليأس ويسعى دائمًا بهمة عالية إلى الغد، الغد هو الإشراقة الحقيقية لكل إنسان ولم يكذب من قال إنّ الإنسان يكبر ويشيب ولكن تكبر معه خصلتان ثابتتان هما طول الأمل وحب الحياة، وكأن لفظة الأمل تأبى إلا أن تكون شريكة في مقامها مع الحياة.


لا يكون ذلك إلا من خلال الشمس التي تهب الإنسان الأمل، فالسجين لا يُقتل أمله إلا عند حرمانه من الشمس، تلك الذهبية التي ينسج من شعاعها خيوطًا لو تشابكت بين بعضها لما كانت مسطرة سوى للفظة الأمل، كيف يمكن للإنسان أن يخط سطرًا من حياته دون أن تكون عينه بعين الشمس فيستقي منها حرّ الأيام القادمة وبردها، فينسج من شعاعها ما يقيه برد الأيام القادمة، ولو تدخلت خيوط اليأس مع خيوط النفس البشرية لكان الحل في الشمس والالتفاف حولها والالتفات إليها.


أرى شمسًا لحلم جديد

يكبر الإنسان وتكبر معه أحلامه وأمانيه وكأن السنين كلما مرت آلت على نفسها ألا تترك الإنسان دون حلم جديد يجعل من أيامه قوتًا لذلك الحلم فيسعى إليه بكامل قوته، ولو سأل إنسان آخر عن حلمه لما أجابه إلا بعد أن يرفع ناظريه إلى السماء رامقًا الشمس بنظرات من الحيرة، وكأنه يستقي جوابه من الشمس ويستجدي الإجابة منها ويرجوها أن تكون منبرًا لحلمه، فإذا بلسان حاله ينطلق قائلًا سيكون حلمي ساطعًا مثل الشمس يراه الناس أينما كانوا وكيفما حلّوا، ثم يهبط بعينيه تارة أخرى ليرى خيوطها الذهبية ممتدة تلامس أقدامه الصغيرة فيتجرأ في قوله: ها هي الشمس تعيرني من بريقها طريقًا أهتدي به.


الشمس لا تكون إلا مصباحًا لسالكي الطرق الوعرة وطالبي المراتب العالية، وكل صاحب حلم يبحث دائمًا عن شمسه ولا يهتدي إلا بها، فتكون هي دافعه المقدس في هذهالحياة، وكلما غابت الشمس وأشرقت من جديد علم أنه لو تعب في سبيل حلمه فإن شمس نجاحه لا بد لها أن تشرق، إذ لا يعدو الليل أن يكون محطة صغيرة قبل أن تأتي الشمس وتكتسح كل الظلام، وتهَب الدنيا ثوبها الذهبي الذي تحب، إنّ الحلم والشمس وجهان لعملة واحدة فلا يكون أي منهما دون الآخر، فمن أراد تحقيق حلمه لا بد أن يطلب شمسه من أجل ضمان تلك الإشراقة الذهبية.


ها هو الشروق بعد ليل طويل

يأتي الليل فيخيم على الإنسان ويقتص منه كأنه يعاقبه على الأمل والجمال الذي حظي به في النهار من الشمس، إن الليل يختلف عن النهار اختلاف البحر عن الصحراء فلا شكل أحدهما يشبه الآخر، إذ إنّ أحدهما منبع الحياة والآخر منبع الموت، أحدهما يفيض بالحياة والثاني يفيض بالخطر صحيح أن لكل منهما مخاطره، ولكن يندر أن يجد المرء إنسانًا ترك نعيم البحر ليلحق بشقاء الصحاري القاتلة المخيفة، فيقاتل الإنسان في الليل مخاوفه فتغلبه أو يغلبها، لكن محال أن يقتل اليأس صاحبه في وضح النهار وعند الشروق، بل لو تخلل اليأس إلى شعاب الإنسان لذهب إلى الأعالي ليتابع شروق الشمس فتضج روحه بالحياة.


الشمس هي مولد كل إنسان فيها يتجدد وبها ينعم ويستقي زاد أحلامه الصغيرة، فتشرق بين أضلعه شمس كل يوم حين يرفل بين يديها طفلًا صغيرًا يلتقط أحلامه من خيوطها الذهبية الجميلة، الشمس بعد الليل هي بمثابة فجر لكل حالم، فلمّا تشرق تشرق نجاحاته في نفسه، الشمس هي رمز كل نجاح ورمز كل أمل، ودائمًا ما يُكنّى عن النجاح بالفجر فيُقال هذا الرجل قد بزغ فجره، إن الشمس هي حكاية النجاح منذ الأزل، وبداية كل جديد وجميل.


لقراءاة المزيد، انظر هنا: عبارات جميلة عن شروق الشمس.

5097 مشاهدة
للأعلى للسفل
×