جدة هي مدينة تتلألأ على الساحل الغربي للبحر الأحمر، والتي تُعتبر من ثاني أكبر مدن المملكة العربيّة السعودية بعد العاصمة الرياض، وهي البوّابة الرئيسيّة للدخول إلى أعظم مدينة في العالم وهي مكة المكرمة من خلال استقبال الحجيج بحراً وجواً من ميناء جدة البحري ومطار جدة الدولي؛ فالمسافة ما بين جدة ومكة المكرمة لا تبعد عن بعضهما إلا نصف ساعة بالسيارة.
لو تجوّلنا في جدة سنندهش من جمالها السّياحي الفاتن؛ حيث ستستقبلنا أطول نافورة في العالم وهي نافورة جدة التي يصل طول ارتفاع مياهها إلى مائتين واثنين وستين متراً، فلا عجب أنّها تستحقّ التوقف والاستمتاع بمنظر مياهها المتراقص، وبعدها لا بدّ من التوجه إلى كورنيش جدة وهو الكورنيش الجنوبي الذي يمتدّ بطوله من منطقة البلد إلى شواطئ الميناء مسافة سبعةً وعشرين كيلومتراً، فهو المكان المناسب لجلسات العائلات والزوّار على أرصفتها الصخرية الجميلة وتحت أشجار النخيل العملاقة.
المشي في كورنيش جدة له متعة عند التوجه إلى المراكز التجارية والفنادق والمطاعم التي تزدحم وتتسابق لتقديم خدماتها لزوّار الكورنيش، وإذا تعبنا من السير استوقفتنا عربات الخيل المُزيّنة بالأضواء الملوّنة لركوبها والتمتّع بجمال شواطئها الرملية، فالكورنيش هو عنوان الرفاهية في جدة.
وعلى نهاية الكورنيش تقبع الكثير من المخيّمات والقُرى السياحية التي تستقطب وتفتح ذراعيها مرحّبةً بأعداد كبيرة من المتنزهين جاؤوا للتنزّه على شواطئ شرم أبحر الذي يمتدّ على شكل هلال في مسافة سبعة عشرة كيلومتراً يلتقي فيها الشاطئ الشمالي والجنوبي لمدينة جدة، والذي يُعتبر الشاطئ الشمالي هو المكان المثالي للغوص نتيجة مِياهه العميقة وجمال مرجانه.
لم ينتهِ الجمال بعد في جدة فهي تنبض بأسواقها ومراكزها التجارية؛ حيث تحتوي على أكثر من ثلاثمائة وعشرين سوقاً ومركزاً تجارياً، والتي تنتشر فيما بينها الكثير من المجسّمات الجميلة المنحوتة التي صممتها أيدي محترفة من العالم، ويقارب عدد هذه المجسمات أكثر من ثلاثمائة وستين مجسماً بين ميادينها وشواطئها؛ فالزائر لن يملّ أبداً من اندهاش نظره بجمالية المجسمات والتقاط الصور التذكارية، فلن يدرك إلا أن جدة هي عبارة عن متحف مفتوح للتسوق.
أخيراً جدة المتطورة هي عريقة بأصلها فبمساحتها الكبيرة لم تتخلّ عن حارتها القديمة الأصيلة، فرائحة تراث جدة القديم ما زالت تسطّره وتشهده الحارات القديمة المشهورة؛ كحارة اليمن، وحارة البحر والشام، وحارة المظلوم، وحارة البلد، فالطابوق الطيني وحجر الجص يزين بيتوها القديمة.