تعبير عن نظافة البيئة
يُطلق مفهوم البيئة بشكلٍ عامّ على الوسط الذي يحيط بالكائن الحي والذي يمارس فيه كافة أنشطته الحيوية ويتفاعل مع مكوناته، وتختلف البيئات الحيوية من حيث خصائصها الطبيعية وبعض مكوناتها والكيفية التي تسير بها الأمور في هذه البيئات، فالبيئة القطبية مثلاً تحتوي على الدببة القطبية وحيوان البطريق، وهذه الأنواع تتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة، بينما تعيش الجمال في الصحاري وتتكيّف وظيفيًّا لتكون قادرة على التعايش مع ظروف بيئة الصحاري كارتفاع درجات الحرارة وندرة الموارد المائية على مدار العام.
وتعدُّ نظافة البيئة الطبيعيّة التي يعيش فيها الكائن الحي من أهمّ أسباب بقائه على قيد الحياة، حيث تتسبب الملوثات في إحداث تأثير مباشر على الكائنات الحية من خلال تلويث مصادر الغذاء، فحين تتناول الكائنات الحية غذاءً يحتوي على مواد دخيلة فإن ذلك قد يتسبب في تسمّمها ونفوقها، إضافة إلى تأثير تلوث المياه على الكائنات البحرية، حيث يتسبب تلوث الماء في التأثير على قدرة الكائنات البحرية على التنفس، كما يتسبب التلوث في إحداث خلل في المنظومة البيئية ككل ويؤثر على دورة العناصر الطبيعية في البيئات الحيوية، كما يؤثر التلوث بشكل عام على حياة الإنسان ويظهر هذا التأثير بشكل أكبر عندما تتلوث المصادر المائية فيشرب الإنسان ماءً ملوثًا يحتوى على مسببات العديد من الأمراض التي قد تكون مميتة.
وهناك العديد الأسباب المؤثرة في تلوث البيئة، ويعد الإنسان السبب الأبرز في تلوث البيئات المختلفة بسبب الأنشطة البشرية التي تُحْدِث اضطرابات بيئية متفاوتة التأثير في العديد من مناطق العالم، فاستخدام الوقود الأحفوري من النفط والفحم الحجري وما ينجم عن عملية احتراق هذا الوقود من الغازات يؤدي إلى تلوث الهواء والتأثير على عمليات تكوين الغذاء في النباتات، بالإضافة إلى التخلص غير الآمن من النفايات التصنيعية خاصة في المصانع التي تحتوي على مواد كيميائية لها تأثير كبير على البيئة، فضلاً عن طرح النفايات المنزلية في المناطق غير المخصصة لها وفي القنوات المائية وما ينجم عن ذلك من تأثير على حياة الإنسان والحيوان والنباتات.
وتبذل العديد من المنظمات المحلية والدولية جهودًا جبارة في مقاومة مسببات التلوث البيئي والحد من مخاطر تلوث البيئة من خلال إجراء حملات موسّعة لتنظيف العديد من المناطق التي تملؤها النفايات المنزلية أو الصناعية، وإقامة العديد من الورشات التوعوية بأهمية النظافة والمحافظة على البيئة من التلوث، وبيان أفضل الطرق الآمنة للتخلص من النفايات بشكل آمن، وبعض السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الناس بشكل يومي والتي تؤثر على البيئة بشكل سلبي، ويجب على الإنسان أن يبادر بالمحافظة على البيئة، فالسلوك الفردي السليم تجاه البيئة إذا تم تطبيقه على مستوى الجماعات فإن ذلك سيكون له الأثر الإيجابي الكبير على نظافة البيئة ككل.