تعبير عن وصف الطبيعة الخلابة

كتابة:
تعبير عن وصف الطبيعة الخلابة

وصف الطبيعة في فصل الخريف

إنّ الطبيعة هي الجمال الذي خلقه الله على هذه الأرض، وهي إحدى التجليات الدّالة على قدرة الله في خلقه، وتشمل الطبيعة الجبال والسهول والهضاب والأشجار والغابات والنباتات، بالإضافة إلى البحار والأنهار التي تعدّ أماكن يُرفّه الإنسان فيها عن نفسه، ليبتعد عن ضجيج الحياة، ومن شدة جمالها جعلت الشعراء يتغنّون بها ليل نهار، وإذا أردنا الحديث عن وصف الطبيعة في الشعر سنجدها في قول الشّاعر أحمد شوقي:[١]

تلك الطبيعة، قِف بنا يا ساري

حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا

لروائع الآياتِ والآثار

مِن كُلِّ ناطِقَةِ الجَلالِ كَأَنَّها

أُمُّ الكِتابِ عَلى لِسانِ القاري


خلق الله في الدنيا فصولًا أربعة، وجعل لكل فصل ما يُميّزه عن الآخر، ولذلك كان للخريف تميّز وتفرّد، وهو ثالث فصول السنة، وفيه تجتمع كل المظاهر الطبيعية الجميلة، فهو يجمع بين فصل الصيف والشتاء، ويُعطي للسماء والأرض حُلة استثنائية متميزة.


إذا نظرنا إلى جمال الطبيعة الخلابة في فصل الخريف، سنجد أن أوراق الأشجار تجف ويهجرها اللون الأخضر، آتيًا إليها بدلًا منه اللون الأصفر أو البرتقالي، ثم تتناثر هذه الأوراق على الأرض مع هبوب الريح، فتُعطي منظرًا جماليًا أخاذًا على الرغم من انفصالها عن الأشجار، فالأوراق تتخلى عن حياتها في سبيل إسعادنا، ويكفي أن الأرض تكتسي بحلة ذهبية في هذا الفصل، حيث إن السير في فصل الخريف مع هذا الجمال يخفف عن النفس آلامها.


إذا نظرنا إلى السماء في فصل الخريف سنجد أن فيها من الجمال ما لا يكون في فصل آخر، حيث إنّ السماء تلتحف بالغيوم متخلية عن صفائها مع تخلّي الأرض عن فصل الصيف، معلنة اقتراب مطر الشتاء وحياة الأرض من جديد، بالإضافة إلى هجرة الطيور باحثة عن ملاجئ تحتمي فيها من البرد، فالناظر إلى السماء في هذا الوقت سيجد لوحة فنية أبدعها الله في السماء، متكونة من غيوم السماء مع هجرة الطيور.


أمّا إذا أردنا وصف منظر غروب الشمس في هذا الفصل سنجد أنه الأجمل على الإطلاق، وكأن السماء تعجب بلون أوراق الشجر المتناثرة، فتنجذب إليها وتأخذ لونها، فالسماء والأرض يأخذان لونًا واحدًا، وهذا يعطينا شعورًا بالدفء الذي لا نجده في فصل آخر.


ثم إنّ رياح الخريف لها طعم آخر، فهي ممزوجة من دفء الصيف وبرودة الشتاء القادم، فتداعب الأشجار وتجعلها تترنّم مع موسيقاها العَذبة، وتداعب القلوب فتدخل عليها نسيمًا عليلًا يرفّه عن النفس، بالإضافة إلى زخّات المطر الخفيفة التي تتزامن مع الشمس مشكّلة تصالُحًا عظيمًا في هذا الفصل.


عندما تجتمع كل هذه المناظر مع بعضها، منظر السماء بغيومها وطيورها، والأرض بأوراقها ورياحها عندئذٍ تكتمل لوحة فصل الخريف، فلا أجمل من الجلوس على سطح المنزل أو على النافذة لمراقبة تساقط الأوراق، أو استنشاق النسيم مع طلوع الفجر، ومراقبة زخات المطر الخفيفة التي تمنح القلب أملًا وبهجة، ويا لجمال الخروج لنزهة ليلًا وإشعال النار للحصول على الدفْء.


أخيرًا، إنّ فصل الخريف نهاية جمال الصيف ودفئه، وبداية جمال الشتاء ومطره.



لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن وصف الطبيعة في فصل الخريف.


وصف الطبيعة في فصل الشتاء

فصل الشتاء هو آخر فصول السنة، ويكون ختامها مسكًا كما يُقال، فبعد طول انتظار وصبر يأتي الخير أخيرًا، بعد كثرة دعاء ورجاء، يستجيب الله لنا وللأرض، فيأتي الشتاء معلنًا عن استجابة وبداية خير، يقول الشاعر يونّا أبو رحمة عن فصل الشتاء:

يقولُ: ذا الشتاءْ
من قُبَّةِ الفضاءْ
وعِطرِهِ اللطيفْ
والجدولَ الودودْ
نَدورُ حولَ النارْ
نُسَبِّحُ المَنّانْ
يَفيضُ بِالجَمالْ
يَروي لنا العطشانْ


إنّ فصل الشتاء يعني لنا المطر، والمطر يعني الأمل لنا وللأرض، فيا لجمال زخات المطر عندما تنزل على الأرض القاحلة العطشى فترويها، وتنزل على القلوب الجافة فتُحييها، فكما أنّ المطر أزال جفاف الأرض في فصل الصيف، فهو قادر على أن يزيل جفاف القلوب، ويا لجمال الغيوم الكثيفة التي تغطي السماء على عكس البرد الذي يحمله المطر، فكأن الغيوم تحتضن بعضها البعض، ومن شدة حنانها تفيض حبًّا على الأرض.


عندما يأتي فصل الشتاء يعود الخير للأرض، فينبت الزرع من جديد، ويفترش اللون الأبيض المساحات، وتتجدّد براعم الأشجار وأوراقها، وتعود المياه للمحيطات والبحار بعد أن سلبت الشمس منها مياهها، وتمتلئ السماء بالحياة، فتارة تسكن الغيوم وتشرق الشمس لتعطينا الدفء، وتارة تتلبد الغيوم معلنة عن المطر، وتارة يأتي البرق كإنارة للسماء، وتارة يأتي الرعد بأصواته القوية التي تجعلنا نؤمن بقدرة الله وقوّته في الكون.


فيا لجمال قطرات الماء على النوافذ مع طلوع الفجر، ويا لجمال تجمّع الثلوج على الأرض والسير بينها، ولعب الأطفال فيها وبناء رجل الثلج، ويا لجمال قوس قزح عند طلوع الشمس بعد يوم حافل بالمطر، ويا لجمال المياه المنحدرة من الجبال لتروي السهول، ويكفي الشتاء جمالًا نقاء هوائه في ساعات الصباح الباكرة، ويكفي قلوبنا جمالًا في هذا الفصل ما يملأه من بهجة وسعادة عند نزول المطر، وتشوقنا وتلهفنا له.


جمال فصل الشتاء يكون أيضًا في أجوائه التي تشيع جوًا من المحبة والألفة بين أفراد الأسرة، حيث التفاف قلوب الأسرة حول المدفأة، والتسامر فيما بينهم ليلًا، وشرب الشاي الدافئ قبل النوم، والالتحاف بالسقف حفاظًا على دفء المنزل، وتصاعد أدعيتنا من أعمق نقطة في قلوبنا مع أول قطرة مطر.


أخيرًا، إنّ فصل الشتاء موسم الجمال والأمل، والشوق والحب، والمطر العذب، ومراقبة قطرات الندى وهي تنساب على النوافذ، والنسيم العليل صباحًا، فلو أتيح لنا أن نقبّل يد الشتاء حتى لا يغادرنا لفعلنا، ولكن قلوبنا تحتاج لدفء الصيف، فنودّعه على شوق وننتظر قدومه في كل عام، فحمدًا لله على جميل ما أبدع في الكون.


لقراءة المزيد من الموضوعات، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن وصف الطبيعة في فصل الربيع.

المراجع

  1. " تلك الطبيعة قف بنا يا ساري"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2020.
8697 مشاهدة
للأعلى للسفل
×