تعبير كتابي عن الأم
عندَ قراءة تعبير كتابي عن الأم يشعرُ المرء بالكثيرِ من المشاعر الفريدة التي تلامسُ قلبَه، فالأمّ هي أقرب الناس للأبناء، وهي القلب الحنون الذي يضمّ جميع أفراد العائلة ويَحتويهم ويسهرُ على راحتِهم، فالأمّ أعظمُ من أن تصفَها الكلمات، وأكبرُ من أن تحتويَها العبارات، ولهذا أمر الله -تعالى- بطاعة الأم واحترامها وعدم عقوقها، كما أنّ رضاها من رضا الله، إذ يقول -تعالى- في محكم التنزيل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}[١]، فالأم مهما قدّم لها الأبناء فإنهم لن يستطيعوا تقديم ولو جزء بسيط مما تستحق، لأنّها تُضحي بنفسها لأجل أبنائها، وتحترق مثل الشمعة كي تُضيء لهم عتمة الدرب.
أي تعبير كتابي عن الأم، لا بدّ أن يحمل مكنوناتِ النفس لهذه الإنسانة العظيمة، فالأمّ هي الجبل العالي الذي يحفظ توازن الأسرة ويحميها من الانهيار والتشتّت، ولا يمكن معرفة قيمة الأم الحقيقيّة إلا عند معايشة فقدها، فالبيت الذي ليس فيه أمّ هو بيتٌ حزين فيه الكثير من الشعور بالنقص؛ لأنّ الشخص الوحيد القادر على إعطاء الحبّ للأبناء دون مقابل ودون التفكير بأيّ مصلحة مقابلة، فالأم لا تُريد من أبنائها إلّا أن تراهم أفضل الناس، وتفرح بنجاحهم، وتفتخر بهم، ولهذا فإنّ الأم هي أولى الناس بالرعاية والعناية، وأحقهم بالولاء والطاعة، ولا يجوز بأي حالة من الأحوال تفضيل شخص على الأم؛ لأنّها لا تُعوّض أبدًا.
أنعم وسادة في العالم هي حضن الأمّ، وأوسع فضاءٍ في الدنيا هو عقل الأم الذي يتسع للتفكير بجميع الأبناء دون تمييزٍ بينهم، فالأم هي المدرسة الأولى التي يأخذ منها الأبناء تعاليم حياتهم، ويتعلّمون منها الأخلاق وكيفية التعامل مع الحياة والناس، ومن خلالها يستطيع الأبناء أن يكونوا شخصياتهم التي يُواجهون بها الحياة والمستقبل، وليس غريبًا أبدًا أن يكون عقوق الأم من الكبائر؛ لأنّ كلّ التعب الذي تقدّمه لأبنائها لا بدّ أن تكون مكافأته طاعتها ورعايتها وعدم عقوقها، وليس غريبًا أيضًا أن تُقال في الأم الكثير من القصائد والأشعار وتُكتب عنها الكتب والروايات والقصص، فالأم بصورتِها النمطيّة تمثل الملاك في أذهان الجميع، وهي البطلة الأولى في عيون أبنائها، وبهذه الكلمات البسيطة التي لم تفي الأم حقّها، يمكن اعتبار هذه الكلمات أنّها تعبير كتابي عن الأم لكنّه تعبيرٌ مختصر لم يصف ولو جزءًا بسيطًا من قيمة الأم العظيمة في الحياة، فالمجد للأمّهات.
المراجع
- ↑ سورة الأحقاف، آية: 15.