تعبير كتابي عن حادث مؤلم

كتابة:
تعبير كتابي عن حادث مؤلم

لم تعد حياتي كما كانت

منذ تلك اللحظة التي ودّع فيها والدي الحياة، لم تعد حياتي كالسابق، تبدلت ابتسامتي، وتبدلت أحلامي، وبدأ الألم يغزو قلبي كلما فكرت بتلك اللحظات السعيدة التي جمعتني بوالدي، ولكن الموت لم يُمهله كثيرًا حتى جاء طارقًا بابه في وقتٍ مبكر، أخذه منا على حين غرة.

كانت السعادة تملأ حياتنا وصوت الضحكات في سهرات المساء لا تنقطع، كان والدي يزورني كل أسبوع في المدرسة، فأشعر بالفخر أمام زملائي، ولكن اليوم لم تعد حياتي كما كانت، وكلما طُرق باب المنزل ظننت رجوع والدي، ولكن عبثًا ما أتخيله!.

سواد يملأ الدنيا

بعدما قررت أمي السفر إلى الخارج في رحلة عملٍ خاصة بالشركة التي تعمل بها، أخذتُ موافقة والدي وسافرتُ معها، بعد أيامٍ من جلوسنا في البلاد البعيدة وقبل أن تنتهي أمي من أعمالها جاءنا الخبر الصاعق؛ إذ رن جرس الهاتف ولسببٍ غريب ترددت أمي في رفع السماعة، وكأنها كانت تتوقع شيئًا ما، تحدثت قليلًا ثم بدأت قشعريرة تسري في جسدي فأُمي أمامي مجهشةٌ بالبكاء

لا أدري ماذا أقول أو أفعل، سوى أنّ سوادًا بات يملأ الدنيا، بعدما تعرض والدي لحادثٍ أودى بحياته، فتجرعنا وأمي الألم في وقت مبكر، قطعت أمي الرحلة وعادت مسرعةً نحو البلاد علّها تدركُ أبي بنظرةِ وداعٍ سريعة، وبصعوبةٍ بالغة تداركت أمي الصدمة؛ لأنّها تعلمُ أنّ والدي ترك وراءها ولدًا صغيرًا.

في محاولة لتجاوز الألم

بعد انتهاء أيام العزاء وفي محاولةٍ لتجاوز آلامنا، قرّرنا السفر وأمي إلى بيت جدي، غادرنا البلاد وودعنا قبر والدي وانطلقنا في رحلة جديدة، علنا ننسى ما مر بنا من ألمٍ غيّر حياتنا للأبد، فوالدي لن يعود ولكن علينا التأقلم مع قضاء الله وقدره راضين به، استقبلنا الأحبة، وبعد بعض عبارات التواسي رتبنا حقائبنا وذهبنا لنرتاح في غرفة أمي القديمة.

بعد أن استيقظنا من النوم فتحت أمي دفتر ذكرياتها وبدأت تُطالع ذكريات المدرسة والجامعة وتنظر إلى الصور التي جمعتها ورفيقاتها، وقررت الاتصال بصديقاتها ودعوتهن للخروج، حضر صديقاتها وأسعدني وجود بنات وأولاد صغار كعمري تقريبًا، حتى ضحكنا كثيرًا ولعبنا معًا حتى أنهكنا التعب.

مؤمن بأن الألم ليس أبديًّا

أخيرًا؛ إنّني لأعلم علم اليقين أنّ الألم لا يظل مدى الدهر، وإنّما تمحوه ضراوة الأيام، علّنا نكبر وتكبر آلامنا ويزداد احتياجنا للغائب الذي لا يعود، ولكننا بلا شك نُؤمن بأنّ الله سيُعوضنا خيرًا وسيُجزينا أحسن الجزاء على ما صبرنا.

قرّرت تجاوز آلامي والسير نحو تحقيق كل ما رغب لي والدي بأن أكون عليه، أن أتفوق في دراستي، وأرعى والدتي طوال حياتها، وأن أُساعد الفقراء تمامًا كما كان والدي يمد لهم يد العون ويقتطع لهم جزءًا من مرتبه، ولا يُهمه سوى أن يرى ابتسامة الفقراء والمساكين.

5106 مشاهدة
للأعلى للسفل
×