تعبير كتابي عن شعوب العالم

كتابة:
تعبير كتابي عن شعوب العالم

شعوب العالم: طين واحدة وألوان مختلفة

شعوب العالم على الرغم من اختلافها في الشكل واللون والكثير من الصفات الجينية، إلّا أنّ ما يجمع بينها أكبر بكثير من كلّ هذا؛ إذ تجمع بينها الإنسانية، كما أنّ الله تعالى خلق هذه الشعوب من أصلٍ واحد، فكلّهم أبناء آدم -عليه السلام- وآدم مخلوق من طين.

هذا التنوع الكبير في العالم والاختلاف بين الشعوب على الرغم من الأصل الواحد للإنسان ما هو إلّا حالة طبيعية للاختلاف في البيئات الحيوية التي تعيش بها هذه الشعوب، واختلاف عاداتها وتقاليدها وظروفها ما هو إلّا نتاج طريقة نشوئها، فالاختلاف حالة عادية جدًا.

شعوب العالم وتعالُق الحضارات

شعوب العالم أجمع على الرغم من اختلافها في الظاهر إلّا أنّنا نستطيع أن نلمس التوافق في العديد من الجوانب، ويظهر هذا جليًا في طبيعة العلاقة القائمة بين الشعوب، والمبنية على أسسٍ كثيرة فيها اختلاف شاسع لكنه ليس جوهريًّا، قد يكون اختلافًا في العناوين.

تبدو العلاقة بين الشعوب معقدة للبعض أحيانًا، خاصّة عند رؤيتها في إطار الاختلاف فقط، متناسين أنّ هذا الاختلاف هو الذي أنتج الكثير من الحضارات المختلفة منذ فجر التاريخ إلى اليوم، وحتى قبل التاريخ، وهذا بدوره سهّل ولادة حضارات مختلفة، فلولا الاختلاف القائم بين شعوب العالم لما كان العالم اليوم متنوعًا.

طبيعة العلاقة القائمة بين شعوب العالم اليوم يحكمها العديد من الظروف، ومن بين هذه الظروف الاختلاف في الأديان واللغات والمعتقدات، إضافةً إلى الاختلاف الكبير في طبيعة الحياة فيما بينها، وعدم وجود انسجام بين بعض الشعوب بسبب الترسبات الفكرية لدى بعضها عن بعضها الآخر، وخاصةً في ظلّ الافتقار إلى عملية التواصل اللغوي.

تقوم العلاقة القائمة على تعالق الحضارات بين الشعوب على وجود علاقة تكاملية فيما بينها، فتكمل إحداها الأخرى، وتمنحها من روحها، خاصةً أنّ العديد من حضارات الشعوب يجمع بينها صفات وتشابه جوهريّ، مثل: الدين، واللغة، والعادات والتقاليد، وهذا بدوره يُقرّب بين الحضارات ويجعلها منفتحةً على بعضها بعضًا.

عندما نتمعن في التاريخ الطويل لشعوب العالم وطريقة تواصلها مع بعضها بعضًا نستنتج أنّ هذه الشعوب والحضارات لم تكن تستمر لولا أنّها انفتحت على بعضها بعضًا، واشتركت معًا في الكثير من الأمور، وعزّزت علاقاتها بالتجارة والصلات الإنسانية المختلفة.

شعوب العالم: عادات وتقاليد غريبة

نحن نقرأ في تاريخ الشعوب في العالم نلمس الكثير من العادات والتقاليد الغريبة التي لا نستطيع استيعاب فكرتها؛ لأنّها ليست من عاداتنا ولا تقاليدنا، وخاصةً عادات الشعوب التي يسودها النظام القبلي، فهي شعوب منغلقة نوعًا ما على عاداتها، ولا تسمح بتغييرها أبدًا.

ينصهر أبناء الشعب الواحد في البوتقة نفسها، ممّا يُولد تمازجًا بين هذه الشعوب، وينتج عنه عادات يُؤمن بها الجميع ويكادوا يُطبقونها كلّهم، فالعادات والتقاليد الغريبة التي تبدو مستهجنةً لدى بعض الشعوب، تبدو عاديةً جدًا لدى الشعوب الأخرى، وهذه العادات موجودة منذ الأزل.

الانفتاح بين شعوب العالم قّلل من الفجوة بين العادات والتقاليد، وقد انمحت بعضها ولم تعد موجودةً الآن، ففي زمن الفراعنة كان المصريون القدماء ينتقون أجمل فتاة ويُقدمونها قربانًا لنهر النيل كي لا يفيض ويُدمر الزرع، وهذه العادة انقرضت تمامًا ولم تعد موجودةً.

أسهم التطور الحضاري الذي نشهده اليوم في انفتاح شعوب العالم على بعضها بعضًا، وردم الفجوة الفكرية والثقافية، ممّا جعلنا نعرف معظم عادات هذه الشعوب ونختار منها ما يُناسبنا، وهذا بدوره قلّل المسافات بين الناس، وجعل إمكانية انسجامهًا معًا أكثر سهولةً ويُسر.

العادات والتقاليد الغريبة لشعوب العالم لم تأتِ من فراغ، وإنّما جاءت نتيجة فكر غريب ناتج عن ترسبات دينية وفكرية وحضارية، كما أسهمت البيئات المختلفة في وضع بعض تلك العادات والتقاليد.

مجموعة من العادات الغريبة لدى بعض الشّعوب

من أغرب العادات والتقاليد لشعوب العالم عادات الزواج والطعام وحتى العادات المتعلقة بالموت، ففي الصين مثلًا في حفلات الزواج يحمل العريس عروسته ويسير فيها عدّة خطوات فوق الجمر المشتعل، للتأكيد أمام الحضور على أنّ العريس قادر على حماية زوجته.

من العادات الغريبة في إسبانيا المتعلقة بطقوس الزواج؛ قيام العريس والعروس بتحطيم الأواني الخزفية، ثم تجميعها قبل البدء بمراسم العرس؛ إذ يُوجد اعتقاد أنّ هذه العادة تجلب الحظ الجميل للزوجين، وتعلمهما أهمية التعاون في الحياة الزوجية، ولم تزل هذه العادة متبعة إلى اليوم.

في الدنمارك عندما يبلغ الشخص عمر الخامسة والعشرين ولم يسبق له الزواج، يتم الاحتفال بعيد ميلاده بطريقة غريبة؛ حيث يُسمّى هذا الاحتفال احتفال العطر، ويتم فيه تغطية الشخص بالقرفة بشكلٍ كثيف، أمّا إذا وصل الشخص إلى عمر الثلاثين ولم يتزوج فيتم الاحتفال بعيد ميلاده بطريقة أكثر شراسةً وهي رشّه بالفلفل المطحون.

الجميل في الأمر أنّ هذه العادات وغيرها على الرغم من غرابتها إلا أنّها تجمع بين أبناء الشعب الواحد بطريقة جميلة، وتجعلنا نرغب في التعرف إلى طريقة تفكير تلك الشعوب والغوص في تاريخها، فإذا أردتم أن تأخذوا جرعةً ممتعةً من التاريخ فما عليكم إلا أن تقرأوا في عادات وتقاليد شعوب العالم.

شعوب العالم: صراع حضارات أم ثَراء؟

آخر ما يُشار إليه حول شعوب العالم هو أنّ هناك تساؤلًا يُطرح دومًا حولها وهو: كانت العلاقة بين شعوب العالم صراع حضارات أم ثراء، والإجابة المنطقية أنّ العلاقة بين شعوب العامة تدخل في الكثير من مراحل المدّ والجزر، وأحيانًا يسودها التآلف، وأحيانًا يسودها صراع الحضارات.

الدليل على هذا هو قيام الكثير من الحروب بين الحضارات المختلفة عبر التاريخ الطويل، ومحاولة بعضها السيطرة على أخرى أو سرقة حضارتها، وعلى الرغم من هذا لا يُمكن إنكار حقيقة وجود ثراء فكري وحضاري بينها.

6005 مشاهدة
للأعلى للسفل
×