فوائد الاسماك لجسمك عديدة، ولكن ماذا عن فوائد الاسماك الدهنية بشكل خاص؟ هل من فوائد تميزها عن غيرها من المأكولات البحرية؟
بدأ الاهتمام بالفوائد الصِحيَّة للسَمَك الدِّهنِيّ عندما لاحظ البَاحِثون أنَّ إصَابَة سكَان الأسكيمو، الذين يأكلون السَمَك الدِّهنِيّ -بشكل أساسي- بالسكتات والنوبات القَلبِيَّة أقلُّ من المعدل. ويُعتَقَد أنَّ تَنَاول السَمَك الدِّهنِيّ مثل السلمون والإسقمري والسردين يساعد في الوقاية من الأمراض القَلبِيَّة وسرطان البرُوستَات وفقدان البصر والخرف المرافِقَين للشيخوخة.
يعتبر السمك الدهني مَصدَراً جيّداً للفِيتَامِين د والبروتين وبَعض فِيتَامِينات ب والسيلينيوم. كما أنَّه مَصدَر غنيٌّ بالحموض الدَّسَمة أوميغا 3، وهي نَوع من الدَّسَم مفيد للصِحَة.
شكل فريق من هيئة الخدمات الصحية القومية البريطانية NHS والجمعية البريطَانِية للنّظم الغذائية (BDA) للتأكد من وجود دَلِيل يثبت الفوائد الصِحيَّة المُفترضة للسَمَك الدِّهنِيّ.
الدَلِيل
الأمراض القَلبِيَّة الوعائية
في عام 2004، راجعت اللجنة الاستشارية العلمية للتغذية في المملكة المتحدة أدَّلة الفوائد الصِحيَّة للسَمَك. وقالت بأنّ هناك " أدلة كثيرة " تشير إلى أنَّ استهلاك السَمَك، خصوصاً الدِّهنِيّ منه، يُخفض خَطَر الإصَابَة بالأمراض القَلبِيَّة الوعائية.
كما وجدت الدراسات أن تَنَاول السَمَك الدِّهنِيّ قد يخفض من ضغط الدَّم ويُقلّل تراكم الدَّسَم على الشرايين. إنّ الدَلِيل قويٌ بشكلٍ كافٍ لتوصي الحكومة بتناول حصتين من السَمَك أسبوعياً، ويجب أن تكون إحداها من السَمَك الدِّهنِيّ.
سرطان البرُوستَات
إنّ أدلة تأثير السَمَك الدِّهنِيّ على سرطان البرُوستَات غير محسومة حتى الآن. حيث أشارت بَعض الأبحاث الضعيفة إلى أن تَنَاول السَمَك قد يخفض خَطَر الإصَابَة بسرطان البرُوستَات.
على أيِّ حَالٍ، لم تُدَعم هّذِه الدراسات لذلك لا نستطيع أن نوقن بهذا التأثير.
الخرف
بَحثت مُراجعة في عَام 2012 في ما إذا كَان استهلاك المَزيد من الأوميغا 3 -نَوع من الدَّسَم الصِحيَّة موجودة في السَمَك الدِّهنِيّ- يُمكِن أن ينَقص خَطَر الإصَابَة بالخرف. بَحثت المراجعة في الدراسات التي اهتمت بصِحَة المُسِنِّين البالغين من العمر 60 عَاماً المتَنَاولين لكبسولات الأوميغا 3 لأكثر من 6 أشهر.
الأوميغا3: أحد أهم المكملات الغذائية!
واستنتجت عدم وجود أي فائدة للوقاية من انخفاض الوظيفة الدِّماغِية والخرف بعد تَنَاول المُسِنِّين للأوميغا 3. كما أشارت المراجعة إلى أنّ الدراسات المطولة الأخرى قد تقدِّم فرصة أَفضَل لتحَديد إمكَانية وجود فوائد للأوميغا 3 في الوقاية من الخرف.
فقدان البصر
أشارت مراجعة منفذة جيّداً، أجريت في عَام 2008، إلى وجود بَعض الأدلة القائلة بأنَّ تَنَاول السَمَك الدِّهنِيّ مرتين أو أكثر أسبوعياً قد ينَقص من خَطَر الإصَابَة بالتَنَكُّسٌ البُقْعِيّ المرتبط بالعمر (والذي يعد سبباً رئيسيَّاً للعمى عند المُسِنِّين). على أيِّ حَالٍ، قال المراجعون أنَّ النتائج يجب أن تُفسّر بحذر بسبب الضعف في البَحث.
رأي أخصائيّة النّظم الغذائية
تقول أليسون هورنبي، وهي أخصائيّة بالنظم الغذائية والناطقة الرسمية للجمعية البريطَانِية للنّظم الغذائية: " في حال كَان هناك طعَام واحد مفيد لصِحَة القلب، فإنّه حتماً السَمَك الدِّهنِيّ".
كما تقول: "من فوائد تَنَاول حصتين على الأقل أسبوعياً من السَمَك -أحدها من السَمَك الدِّهنِيّ-الحفاظ على الضَّغط الدَّموي في مستوياته الصِحيَّة وتحسين مستويات الشحوم الدَّمويَّة، وبالتالي تقليل خَطَر الإصَابَة بالأمراض القَلبِيَّة، التي تعتبر المسبب الأكبر للموت في المَملَكة المُتَّحِدة".
"تذكر هورنبي بأنَّه يُمكِن للمرء أن يحصل على الأوميغا 3 من أنواع كثيرة من السَمَك. كالإسقمري والسردين المعلب على سبيل المثال، وهي سهلة ورخيصة التخزين. ويُمكِن تَنَاوله مع خبز التوست بجانب طبق من السلطة، مما يجعله وجبة غذائية سهلة وسريعة".