تعرف على متلازمة الآلام المزمنة

كتابة:
تعرف على متلازمة الآلام المزمنة

ما متلازمة الآلام المزمنة؟

قد يبدو مُسمّى هذا الاضطراب بمتلازمة الألم المزمن مخيفًا بعض الشيء، فكأنّ الشخص يشعر بالألم طوال الوقت، فما متلازمة الألم المزمن؟ وما أسبابها؟ وما عوارضها؟ وكيف يُعالَج المصاب بها؟

متلازمة الألم المزمن (Chronic Pain Syndrome) حالة من الألم غير مفهومة تختلف عن الألم الحاد في أنّها لا تختفي بعد شفاء الإصابة أو المرض الأولي، وتتميّز هذه المتلازمة بالألم الذي يستمر لمدة أطول من ستة أشهر، وغالبًا ما يُصحَب بالغضب، والاكتئاب، والقلق، وفقدان الرغبة الجنسية، والإعاقة.

في الحقيقة يستمر الألم لمدة طويلة وممتدة مع الإصابة باضطرابات أخرى غير متلازمة الألم المزمن، كما هو الحال عند الإصابة ببعض أنواع السرطان، أو السكتة الدماغية، أو غيرهما من الاضطرابات المزمنة، ولا يفهم العلماء سبب حدوث هذه المتلامة حتى الآن، فلا يقتصر ذلك كما يعتقد بعضهم على العوامل النفسية.[١]


ما أسباب متلازمة الآلام المزمنة؟

إنّ الحالات التي تسبب الشعور بألم واسع النطاق وطويل الأمد قد ترتبط بمتلازمة الآلام المزمنة، ومن هذه الحالات ما يأتي:[٢]

  • الفصال العظمي أو ما يُعرَف باسم خشونة المفاصل: وهو نوع من التهاب المفاصل ناتج من تأكل في الغضروف الموجود بين العظام.
  • التهاب المفاصل الرموتويدي: مرض مناعة ذاتية يسبب التهابًا في المفاصل.
  • ألم الظهر الناتج من إجهاد العضلات، أو الضغط على الأعصاب، أو التهاب المفاصل الموجودة في العمود الفقري المُسبِّب لتضيُّق القناة الشوكية.
  • الألم العضلي الليفي: حالة مرض عصبية تسبب الألم والحساسية تجاه اللمس في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • مرض التهاب الأمعاء المُسبِّب لالتهاب مزمن في الجهاز الهضمي: والذي ينتج منه ألم وتشنج في المعدة.
  • الإصابات المباشرة أثناء العمليات الجراحية.
  • السرطان في المراحل المتقدمة.

لكن في حالات الألم المزمن يبقى الشخص يشعر بالألم حتى بعد تراجع تأثير الاضطرابات التي كان يعاني منها، وقد يحدث ذلك الألم بسبب سوء التواصل بين الدماغ والجهاز العصبي لأسباب غير معروفة، والألم المزمن يغيّر من طريقة تصرّف الخلايا العصبية؛ مما يجعلها حساسة تجاه رسائل الألم، وقد يحدث ذلك نتيجة اضطراب التواصل ما بين بعض الغدد الصماء؛ كالغدة الدرقية والغدد الكظرية، بالإضافة إلى تحت المهاد مع الجهاز العصبي، ولوحِظَ أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة لديهم مستويات أقل من الناقل العصبي الإندورفين (endorphins) -الناقل العصبي الذي يتحكم بالألم- بالسائل الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.[١][٢]


ما العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بمتلازمة الآلام المزمنة؟

أشارت نتائج بعض الأبحاث إلى أنّ بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالألم المزمن، ومنهم ما يأتي:[٢]

  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزمنة ومؤلمة؛ مثل: التهاب المفاصل.
  • الذين يعانون من الاكتئاب، ولا يُعرف السبب الرئيس لذلك، لكنّ إحدى النظريات تقول إنّ الاكتئاب يغيّر الطريقة التي يتلقّى بها الدماغ الإشارات المختلفة ويعالجها.
  • المدخنون، لا يُعرَف سبب ذلك بدقة إلى الآن، لكنّ المدخّنين يشكّلون 50% من الذين يطلبون العلاج بـمسكنات الألم.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة، إذ إنّ 50% من الذين يسعون إلى علاج أجسامهم من السمنة يعانون من آلام خفيفة إلى شديدة، ولا يُعرَف إذا ما كان ذلك بسبب الضغط الزائد على الجسم أم أنّه بسبب الطريقة المعقّدة التي تتداخل فيها السمنة مع هرمونات الجسم والتمثيل الغذائي.
  • الإناث، إذ تميل النساء إلى أن يصبحوا أكثر حساسية تجاه الألم، ويُعتقد أنّ ذلك قد يحدث بسبب الهرمونات أو الاختلافات في كثافة الألياف العصبية عند الإناث مقارنةً بالذكور.
  • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، فمع تقدم العمر يصبح الشخص أكثر عرضة لأنواع الحالات جميعها التي تسبب الألم المزمن.


ما علامات الإصابة بمتلازمة الآلام المزمنة؟

تؤثر متلازمة الألم المزمنة في صحة الجسم والعواطف والحياة الاجتماعية أيضًا بمرور الوقت، ويؤدي الألم إلى ظهور عوارض أخرى؛ مثل ما يأتي:[٣]

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • قلّة النوم.
  • الشّعور بالتعب الشديد.
  • التّهيج.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • الشعور بالذنب.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • مشكلات الزواج أو الأسرة.
  • فقد الوظيفة.
  • أفكار انتحارية.


ما طريقة تشخيص متلازمة الآلام المزمنة؟

لتشخيص متلازمة الألم المزمن سيسأل الطبيب عن أي أمراض أو إصابات قد يبدو الشعور بالألم بدأ عند الإصابة بها، كما أنّه يسأل عن طبيعية الألم وشدته ومدته، ومن الأسئلة التي قد يطرحها على المصاب ما يأتي:[٣]

  • متى بدأ الألم؟
  • أين موقع الألم في الجسم؟
  • كيف يشعر المصاب بالألم؟ وهل هو خفقان أو مثل إطلاق نار أو شعور بالحرقة، أو ضغط، أو غير ذلك؟
  • ما شدة الألم على مقياس من 1 إلى 10؟
  • ما الذي يثير الألم أو يزيده شدة؟
  • هل ساعدت أي علاجات في تخفيف الألم؟

وتُظهر اختبارات التصوير ما إذا كان الشخص يعاني من تلف في المفصل أو مشكلات أخرى تسبب الألم، ومنها ما يأتي:[٣]

  • التصوير المقطعي المحوسب (CT): هي أشعة سينية قوية تصنع الصور التفصيلية داخل الجسم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): فالرنين المغناطيسي نوع من التصوير يستخدم المغناطيس وموجات الراديو لعمل صور للأعضاء والهياكل الموجودة في الداخل.
  • الأشعة السينية: نوع يستخدم الإشعاع بجرعات منخفضة لعمل صور للهياكل في الجسم.


كيفية علاج المصاب بمتلازمة الآلام المزمنة؟

الإصابة بهذه المتلازمة مزعجة للغاية لكنّ علاج المصابين بها ممكن، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي:[٢]

  • خيارات طبية، والتي تتضمن ما يأتي:
    • أدوية مسكنة للألم، وتشمل مضادات الالتهاب، والستيرويدات، ومرخيات العضلات، ومضادات الاكتئاب التي تملك خصائص مسكّنة للألم، وفي الحالات الشديدة تُستخدَم الأدوية الأفيونية.
    • العلاج الطبيعي لزيادة المرونة ونطاق الحركة.
    • إحصار العصب المساعد في قطع إشارات الألم.
    • العلاج النفسي السلوكي، على الرغم من أنّه قد لا يوجد لها تأثير كبير في الألم، لكنّ بعض العلاجات النفسية تعزز المزاج، فعلى سبيل المثال، ثبت أنّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) نوع من -العلاج بالكلام يساعد في تغيير التفكير السلبي- فعّال في تعزيز المزاج، حتى بعد مرور عام على الانتهاء من العلاج، وقد يسهم علاج مرضى الارتجاع البيولوجي (biofeedback) في تقليل توتر العضلات، والاكتئاب، وتحسين التكيف مع الألم المزمن.
  • العلاجات البديلة، والتي تتضمن ما يأتي:
    • العلاج بالإبر، وفقًا لنتائج إحدى الدراسات أدّى الوخز بالإبر إلى تقليل مستويات الألم في 50% عند الأشخاص الذين جربوه مقارنةً بتخفيف الألم بنسبة 30% عند الأشخاص الذين لم يتلقوا الوخز بالإبر.[٤]
    • التنويم المغناطيسي.
    • اليوغا، فقد تساعد في إرخاء العضلات وتشجيع التنفس العميق وزيادة اليقظة، كما أظهرت نتائج الأبحاث أنّ اليوغا قد تبدو مفيدة في الحد من الاكتئاب والقلق الذي يصاحب الألم المزمن، وهذا يحسّن من نوعية الحياة.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "Chronic Pain Syndrome", columbianeurology, Retrieved 27-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Donna Christiano (30-11-2018), "What Is Chronic Pain Syndrome?"، healthline, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Brunilda Nazario, MD (28-11-2018), "What Is Chronic Pain Syndrome?"، webmd, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  4. Andrew J. Vickers, D.Phil and Klaus Linde, MD (2015), "Acupuncture for chronic pain", JAMA, Issue 311, Folder 9, Page 955–956.. Edited.
  5. Nandini Vallath (1-2010), "Perspectives on Yoga Inputs in the Management of Chronic Pain", Indian J Palliat Care, Issue 16, Folder 7, Page 1-7. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×