تعرف على مرض اضطراب التناسق النمائي

كتابة:
تعرف على مرض اضطراب التناسق النمائي


اضطراب التناسق النمائي

يستجيب الدماغ لرغبة الفرد في القيام، أو الجلوس، أو الكتابة، أو ممارسة أيٍّ من الأنشطة الجسديّة الحركيّة بإرسال إشارات إلى الأعضاء أو الأطراف اللازم تحريكها لتؤدّي ما ينويه الفرد من حركات مختلفة، لكنّ ما يحدث في حال الإصابة باضطراب التناسق النّمائيّ أنّ سلسلة التواصل هذه بين الدماغ والأطراف ضعيفة نوعًا ما، مما قد يسبب تأخّر قدرة الأطفال المبكرة على الجلوس أو المشي. ويُعدّ اضطراب التناسق النّمائيّ أو خلل الأداء التنمويّ Developmental coordination disorder, Dyspraxia من اضطرابات النموّ العصبيّ، وليس من صعوبات التعلّم واضطراباته، ويستهدف ما نسبته 5% من الأطفال حول العالم، ويظهر تأثيره في القدرات الحركيّة وتناسقها لدى المصابين، ورغم كونه من الحالات المرضيّة المزمنة التي تصاحب الفرد طيلة حياته، لكنّ التأقلم معه والتدريب المستمر يساعدان في التعايش ومواصلة الحياة بأعمالها المُختلفة؛ لأنّه لا يؤثّر أبدًا في القدرات العقليّة ومُعدّلات الذكاء لدى المُصابين.[١][٢]


أعراض اضطراب التناسق النمائي

يُلاحظ الأهل ومُقدّمو الرعاية علامات الإصابة باضطراب التناسق النمائيّ سريعًا بمراقبة الأطفال حديثي الولادة، إذ يجدوهم غير قادرين على شرب الحليب، أو الزحف، أو التحرّك، أو حتّى الكلام كما يُفترض به أن يكون، لكنّ الأعراض تزداد وتبرز أكثر بدخول الطفل للمدرسة؛ لكثرة التحديات التي تقف أمامه من متطلّبات حركة جسديّة مختلفة. ومن هذه الأعراض يُذكر الآتي:[٢]

  • المشية غير المستقرّة.
  • صعوبة نزول الدرج.
  • صعوبة أداء الأنشطة المدرسيّة المختلفة؛ كالكتابة، واستخدام المقصّ، أو الرسم.
  • صعوبة أداء الأنشطة الشخصيّة؛ كربط الحذاء، أو ارتداء الملابس، أو العناية بالذات.
  • تكرّر سقوط الأشياء من يديه.
  • كثرة التعثّر.
  • صعوبة الركّض نحو الآخرين بمنزلة نوع من أنواع اللعب بين الأطفال.


أسباب اضطراب التناسق النمائي

يُعزى سبب الإصابة باضطراب التناسق النّمائيّ إلى وجود خللٍ ما في عملية ترجمة الإشارات والأوامر العصبيّة ما بين الدّماغ والجسم، والتي تُصعّب عملية التناسق ما بينهما، وصعوبة أداء الأنشطة الحركيّة نتيجة ذلك، لكنّ سبب هذا الخلل ما زال مجهولًا حتّى الآن، ويُعتقد وجود عدّة عوامل ترفع من احتمال الإصابة بالمرض، ومنها الآتي:[٣]

  • ولادة الطفل المُبكّرة، خاصة المواليد الذين لم تحمل بهم أمّهاتهم لـ37 أسبوعًا أو أكثر.
  • انخفاض وزن الطفل عند ولادته.
  • وجود تاريخ عائليّ للإصابة باضطراب التناسق النّمائيّ.
  • تعاطي الأم للمّخدّرات أو الممنوعات، أو إدمانها على الكحول خلال مرحلة حملها.
  • جنس المواليد، إذ إنّ الذكور أكثر عُرضة للإصابة بالمرض بثلاث أو 4 أضعاف مقارنًة بالإناث.


تشخيص اضطراب التناسق النمائي

تكمن المُشكلة في تشخيص اضطراب التناسق النّمائيّ في تداخل أعراضه وعلاماته مع العديد من الاضطرابات والأمراض الأُخرى، لكن حتّى يُشخّص الطفل بالمرض يجب أن تتوفر فيه الصفات الآتية جميعها:[٢]

  • ملاحظة وجود الأعراض في عمر مبكّرة لدى الطفل.
  • تأخّر الطفل عن تنفيذ الأنشطة الحركيّة الأساسيّة.
  • تأثير الأعراض في أنشطة حياة الطفل اليوميّة، وتحصيله الأكاديميّ.
  • عدم ارتباط صعوبات الحركة لدى الطفل بأيّ اضطرابات دماغيّة، أو مشاكل الرؤية، أو إعاقات ذهنيّة.

تجدر الإشارة إلى أهميّة تشخيص اضطراب التناسق النّمائيّ المُبكّر لمساعدة الطفل في التأقلم والتدرّب على مواجهة الصعوبات، وتفادي التعرّض لصعوبات أُخرى، إذ قد يعاني المُصاب من المضاعفات الآتية:[٤]

  • الإصابات المُتكرّرة.
  • زيادة الوزن، الناجمة من امتناع الطفل عن ممارسة الأنشطة الجسديّة لصعوبة أدائها.
  • صعوبات في التعلّم.
  • فقد احترام الطفل لذاته؛ لكثرة ما قد يتعرّض له من استهزاء من أطفال آخرين؛ لعدم قدرته على أداء الأنشطة الجسديّة.


علاج اضطراب التناسق النمائي

من المهمّ معرفة أنّ علاج اضطراب التناسق النّمائيّ يتطلّب صبرًا وجُهدًا وتعاونًا من الأهل والأطباء لمساعدة الطفل في تخطّي صعوبات المرض ومتابعة حياته، ذلك باللجوء لعدّة أنواع من العلاجات، ومنها:[٢]

  • العلاج الوظيفيّ، الذي يساعد المُصاب في تنفيذ المهمات الصّعبة، كما أنّه بتعاونٍ مع إدارة مدرسة المُصاب يُقلّل من تأثير المرض في دراسته بتقديم اقتراحات تُسهّل عليه التعلّم.
  • التدريب والتعليم البدنيّ، الذي يفيد في تحسين تواصل الدّماغ مع الجسم، وتحقيق التوازن والتناسق الحركيّ، كما أنّه يُعرّف الطفل بأنواع رياضة أقلّ تأثيرًا عليه؛ كـالسباحة، أو ركوب الدراجة، بدل أنواع الرياضة التي تتطلّب الحضور مع فريق والتفاعل مع حركات أفراده.
  • التدرّب على بعض المهارات الاجتماعيّة؛ للمساعدة في التأقلم مع المرض وأعراضه.


المراجع

  1. Priscila Tamplain, "Understanding Developmental Coordination Disorder (DCD)"، understood, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Janet Barwell (3-3-2016), "The Truth Behind Clumsy Child Syndrome: Developmental Coordination Disorder"، healthline, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  3. "Developmental co-ordination disorder (dyspraxia) in children", nhs,28-8-2019، Retrieved 6-5-2020. Edited.
  4. Neil K. Kaneshiro, David Zieve (10-11-2018), "Developmental coordination disorder"، medlineplus, Retrieved 6-5-2020. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×