محتويات
الأخلاق في الإسلام
يُعبر عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني، والمستمدة من الوحي الأخلاق الإسلامية، حيث تنظم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتمّ، فتغطي الأخلاق الجانب النظري والعملي في حياة الإنسان، فالأخلاق برهان الإسلام وترجمته العملية، وكلّما كان الإيمان قوياً أثمر خلقاً قوياً، وقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)،[١] فحسن الخلق من أكثر الطرق وأفضلها لوصول المسلم للفوز بمحبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، والفوز بقربه يوم القيامة، والأخلاق في الإسلام تقسم إلى قسمين رئيسين: الأخلاق الحميدة، والأخلاق الذميمة،[٢] وفي هذا المقال تعريف الأخلاق الذميمة.
تعريف الأخلاق الذميمة
الأخلاق الذميمة هي الأخلاق التي نهى الإسلام الإنسان أن يتحلّى بها، وهي عكس الأخلاق المحمودة، والأخلاق الذميمة عادةً ما يكون أصلها ينحصر في حبّ الشهوة بأنواعها، والتي تقود في الغالب إلى الظلم والجور، وفي الجهل الذي يقود إلى الخطأ في الحكم أو التصوّر، لذلك نهى عنه الإسلام في كل حالاته.[٣]
أمثلة على الأخلاق الذميمة
فيما يلي ذكر بعض الأخلاق الذميمة:[٤]
الإسراف
نهى الله تعالى عن الإسراف في الأمور كلها، وتحديداً في الأكل والشرب، فقال: {وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ}.[٥]
الغيبة، والتجسس، وسوء الظن
إن الغيبة والتجسس وسوء الظن جميعها تعتبر من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.[٦]
إخلاف الوعد
فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيةُ المُنافقِ ثلاثٌ : إذا حدَّثَ كذبَ ، وإذا وعدَ أخلفَ ، وإذا ائتُمِنَ خانَ).[٧]
الحسد
وهو من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها القرآن الكريم، والسنّة النبوية، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا).[٨]
الغلظة والفظاظة
فمن الناس من هو فظّ غليظ، لا يتراخى، ولا يألف، ولا يؤلف، وحديثه كلّه بعبارات تحمل في طياتها الخشونة والشدة، والغلظة والقسوة، مما يؤدي إلى العداوة والبغضاء، وعدم قبول الحق.[٩]
عبوس الوجه
فقد جعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التبسم من الأمور التي يؤجر عليها المسلم، لما لها أثر في نفس المقابل، إلّا أنّ هناك من الناس من يبقى قاطب الجبين وعابس الوجه، وهذه من الأخلاق المذمومة في الإسلام.[٩]
سرعة الغضب
وهذا خلقٌ مذموم في الإسلام، وهو سبب مباشر لحدوث النزاعات بين الناس والخلافات، بحيث تنتهي بأمورٍ لا تُحمد عقباها؛ فكم حصل بسببه من قتلٍ وطلاقٍ، وفسادٍ لذات البين، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (أنَّ رَجُلًا قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ).[١٠][١١]
المراجع
- ↑ رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:45، حديث صحيح.
- ↑ "مفهوم الأخلاق في الإسلام"، اسلام ويب، 4/8/2002، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ د. عبدالله عطا محمد عمر (25/9/2014)، "أخلاق الإسلام بين النظرية والتطبيق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ خلدون بن محمود بن نغوي الحقوي (30/1/2019)، "جملة من الأخلاق المحمودة والمذمومة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الاعراف، آية:31
- ↑ سورة سورة الحجرات، آية:12
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2631، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6065 ، حديث صحيح.
- ^ أ ب محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب سوء الخلق، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6116، حديث صحيح.
- ↑ محمد بن ابراهيم الحمد، كتاب سوء الخلق، صفحة 15. بتصرّف.