محتويات
تعريف الإدغام
الإدغام لغة: الإدخال،[١] أو إدخال الشيء في الشيء،[٢] واصطلاحاً هو خلط الحرفين المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين،[١] وهو النطق بالحرفين حرفاً واحداً كالثاني مشدداً،[٣] وهو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة،[٢] وهو أحد أحكام النون الساكنة والتنوين.
شروط الإدغام
إنّ للإدغام شرطان، تفصيلهما فيما يأتي:[٤]
- شرط خاص بالحرف الأول: أن يلتقي الحرف المدغم مع الحرف المدغم فيه رسماً وكتابة دون وجود أي فاصل خطي بينهما، مثل: (مِنْ رَبِّهِمْ).[٥]
- شرط خاص بالحرف الثاني: أن لا يكون هذا الحرف بمفرده في كلمة واحدة، أي وجود أكثر من حرف في كلمة، مثل: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ).[٦]
أسباب الإدغام
أسباب الإدغام ثلاثة هي:[٧]
- التماثل: اتفاق الحرفان مخرجاً وصفة، يعني يكونان حرفاً واحداً مكرراً، كالباء بالباء في قوله -تعالى-: (اضْرِب بِّعَصَاكَ).[٨]
- التجانس:اتفاق الحرفان مخرجاً واختلافهما في الصفات، كالثاء في الذال في قوله -تعالى-: (يَلهَث ذلِكَ).[٩]
- التقارب: تفارب الحرفان مخرجاً وصفة، أو تقاربهما مخرجاً أو صفة، مثل: (وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي).[١٠]
موانع الإدغام
يمتنع الإدغام رغم وجود أسبابه في حالات ثلاثة، كما يأتي:[١١]
- إذا كان الحرف الأول تاء ضمير المتكلم؛ كقوله -تعالى-: (كُنتُ تُرَابًا)،[١٢] أو إذا كان الحرف الاول تاء ضمير المخاطب؛ كقوله -تعالى-: (أَفَأَنتَ تُسْمِعُ).[١٣]
- إذا كان الحرف الأول مشدداً، فإنّه ينطق صوتين، فلا داعي لإدغامه، كقوله -تعالى-: (مَسَّ سَقَرَ).[١٤]
- إذا كان الحرف الأول منوناً، كقوله -تعالى-: (سارِبٌ بِالنَّهارِ).[١٥]
أقسام الإدغام
يقسم الإدغام بناء على عدد من الاعتبارات كما يأتي:
الإدغام بحسب الغنة
- إدغام بغنّة: هو إدغام حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع مصاحبة الغنة لهما،[١٦] ويكون إذا وقع أحد هذه الحروف (الواو،الياء، النون، الميم) بعد النون الساكنة أو التنوين،[١٧] مثل قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْمَلْ)،[١٨] وكقوله -تعالى-: (أَمَنَةً نُّعَاسًا)،[١٩] وكقوله -تعالى-: (مِن والٍ)،[٢٠] وكقوله- تعالى-: (صِراطاً مُسْتَقِيماً)،[٢١] وتلفظ بإدغام النون الساكنة والتنوين بهذه الحروف مع إظهار الغنة.[٢٢]
- إدغام بغير غنّة: هو إدخال حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع عدم مصاحبة الغنة،[٢٣] ويكون إذا وقع حرف اللام أو الراء بعد النون الساكنة أو التنوين، كقوله -تعالى-: (مِّن لَّبَنٍ)،[٢٤] وقوله -تعالى-: (غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٢٥][٢٦]
الإدغام من حيث الكمال والنقصان
- الإدغام الكامل: وذلك بإسقاط الحرف المُدغم ذاتاً وصفة، بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدداً تشديداً كاملاً، ويكون في أربعة حُروف، وهي: اللام، والراء، والنون، والميم، ومن أمثلته: قوله -تعالى-: (مِّن لَّبَنٍ).[٢٤][٢٧]
- الإدغام الناقص: وذلك بإدخال الحرف الأول مع الحرف الثاني ذاتاً لا صفة، مثل إدغام الطاء في التاء في قوله -تعالى-: (أَحَطتُ)؛[٢٨] فتُلفظ بإدغام الطاء في التاء مع بقاء صفة حرف الطاء.[٢٧]
الإدغام باعتبار أسبابه
- إدغام متماثل: هو أن يكون الحرفان المتتاليان متحدين في المخرج من الفم، ومتحدين أيضا في الصفة، سواء أوقعا في كلمة واحدة أم في كلمتين متتاليتين، كقوله -تعالى-: (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)،[٢٩] وقوله -تعالى-: (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)،[٣٠] ويقسم إلى ثلاثة أقسام:[٣١]
- إدغام متماثلين صغير: أن يكون الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وحكمه الإدغام الكامل بغنة عند النون والميم مثل: (مِن نُّطْفَةٍ)،[٣٢] ويكون بغير غنة في غير الميم والنون مثل: (فَلا يُسرِف فِي القَتلِ).[٣٣]
- إدغام متماثلين كبير: هما كل حرفين متماثلين كلاهما متحرك، وحكمه الإظهار، باستثناء ثلاثة مواضع عند حفص بن عاصم وهي: (تَأمَنّا)[٣٤] فصارت نوناً واحدة، (مَكَّنّي)،[٣٥] فأصلها مكنني لكنها أُدغمت،(فَنِعِمَّا)،[٣٦] فأصلها ف نعم ما.
- إدغام متماثلين مطلق: هوكل حرفين متماثلين أولهما متحرك والثاني ساكن، وحكمه الإظهار، مثل: (نَنْسَخْ).[٣٧]
- إدغام متجانس: المتجانسان هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا واختلفا صفة، مثل حرفا الطاء مع التاء في قوله -تعالى-: (أَحَطتُ).[٢٨][٣٨]
- إدغام متقارب: هو أن يكون الحرفان المتتاليان متقاربين في المخرج والصفة، وهو منحصر في حرفي اللام والراء، مثل قوله -تعالى-: (قُلْ رَبِّ)،[١٠] وحرفي القاف والكاف كقوله -تعالى-: (نَخْلُقْكُمْ).[٣٩][٤٠]
الإدغام بحسب الوجوب والجواز
- الإدغام الواجب: هو ما وجب إدغامه عند جميع القُرَّاء، فيدُغم في المُتماثلين بشرط ألَّا يكون أوَّل المثلين حرف مدٍّ، مثل: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)،[٤١] وأمَّا إدغامه في المُتقاربين فإنّه يكون بإدغام الَّلام الساكنة مع الرَّاء، ومثاله: (قُل رَبِّ)،[١٠] وإدغام النون الساكنة أو التنوين في اللام والراء والميم والواو والياء، ومثاله: (مِن لَّدُنْهُ)،[٤٢] والإدغام الواجب في المتجانسين، ومثاله: (أَحَطتُ).[٢٨][٤٣]
- الإدغام الجائز: هو الإدغام الذي اختلف فيه القرَّاء بين مظهرٍ ومدغمٍ، إدغام ذال إذ، ومن أمثلتها: (إِذ تَمشي).[٤٤][٤٥]
المراجع
- ^ أ ب محمد إبراهيم الجرمي، كتاب معجم علوم القرآن، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود علي بسة، كتاب العميد في علم التجويد، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد سالم محيسن ، كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية، صفحة 89. بتصرّف.
- ↑ فريال زكريا العبد ، كتاب الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:5
- ↑ سورة المرسلات، آية:20
- ↑ السيد رزق الطويل ، كتاب مدخل في علوم القراءات، صفحة 176. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:60
- ↑ سورة الأعراف، آية:177
- ^ أ ب ت سورة المؤمنون، آية:29
- ↑ عبد الرزاق بن حمودة القادوسي، كتاب أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا، صفحة 84-85. بتصرّف.
- ↑ سورة النبأ، آية:40
- ↑ سورة الزخرف، آية:40
- ↑ سورة القمر، آية:48
- ↑ سورة الرعد، آية:10
- ↑ محمد الجرمي، كتاب معجم علوم القرآن، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ عطية قابل نصر، كتاب غاية المريد في علم التجويد، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء ، آية:109
- ↑ سورة آل عمران، آية:154
- ↑ سورة الرعد، آية:11
- ↑ سورة النساء ، آية:68
- ↑ محمود علي بسة، كتاب العميد في علم التجويد، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ↑ محمد الجرمي، كتاب معجم علوم القرآن، صفحة 22. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة محمد، آية:15
- ↑ سورة البقرة، آية:173
- ↑ محمود علي بسة، كتاب العميد في علم التجويد، صفحة 23. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن بدر الدين ، كتاب بغية المستفيد في علم التجويد، صفحة 42. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة النمل، آية:22
- ↑ سورة البقرة، آية:16
- ↑ سورة النساء، آية:78
- ↑ فريال زكريا العبد، كتاب الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 137-139. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية:2
- ↑ سورة الإسراء، آية:33
- ↑ سورة يوسف، آية:11
- ↑ سورة الكهف، آية:95
- ↑ سورة البقرة، آية:271
- ↑ سورة البقرة، آية:106
- ↑ مجهول الناشر، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد، صفحة 613-614. بتصرّف.
- ↑ سورة المرسلات، آية:20
- ↑ مجهول الناشر، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد، صفحة 614. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:200
- ↑ سورة النساء، آية:40
- ↑ إبراهيم الجرمي ، كتاب معجم علوم القرآن، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ محمد سالم محيسن، كتاب الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر، صفحة 268. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:40