تعريف الإعراب لغةً واصطلاحًا

كتابة:
تعريف الإعراب لغةً واصطلاحًا

الإعراب في اللغة

الإعراب في اللغة مشتقٌ من أعرب يعرب: إذا أفصح وأبان وتكلم، ومنه حديث التيمي: كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي، حين يعرب، أيّ يلقنونه التهيل حين يتكلم، ويقال للأعجمي أعرب إذا تكلم العربية، وللأعرابي أعرب عن نفسك أيّ بيّن المعنى الذي تريده وأفصح عنه. [١]


والإعراب هو الإبانة ومنه حديث (الثيب تعرب عن نفسها) أي تبين عن مرادها، وتعريب الاسم الأعجمي: أن تتكلم به العرب على أوزانها وقواعدها،[٢] وأصل (عَرَبَ ) يدور حول ثلاثةِ معانٍ أولها الإفصاح والإبانة ومنه ما ذكر والثاني النشاط وطيب النفس ومنه المرأة العروب النشيطة المتوددة إلى زوجها، والثالث الفساد ومنه عربت معدة الفصيل إذا تغيرت وفسدت. [٣]


الإعراب في الاصطلاح

عرف ابن هشام الإعراب بقوله: "أثر ظَاهر أَو مُقَدّر يجلبه الْعَامِل فِي آخر الِاسْم المتمكن وَالْفِعْل الْمُضَارع" [٤] ومعنى ذلك أنّ الإعراب هو الحركة التي تظهر على آخر الاسم المتمكن أو الفعل المضارع بسبب العامل، والاسم المتمكن هو الاسم غير المبني.


والعامل إما أنّ يكون معنوياً كالابتداء في قولنا: الحديقة غنّاء، فالإعراب يكون بالضمة الظاهرة والتي حدثت بسبب العامل وهو الابتداء، وإما أن يكون العامل لفظياً كقوله تعالى :{وَلَن تَرضى عَنكَ الیَهُودُ وَلَا النَّصَارى }[٥] والإعراب حصل في كلمة ترضى وهو الفتحة المقدرة والسبب في هذا العامل اللفظي وهو حرف النصب (لن ).[٦]


وأما ابن السراج يعرف الإعراب على أنه التغير الحاصل للأسماء والفعل المضارع لتغير المعاني الطارئة عليهما،[٧] ومعنى ذلك أنّ الإعراب هو تغير أواخر الأسماء المعربة والفعل المضارع تبعاً لتغير المعاني، فمثلاً الاسم (محمد ) في قولنا ذهب محمدٌ، فآخر الاسم تغير إلى الضمة لتغير المعنى فمعنى وهو هنا معنى الفاعلية (جاء فاعلاً).


وفي قولنا: رأيت محمداً، تغير آخر الاسم إلى الفتحة تبعاً لتغير المعنى وهو هنا المفعولية (جاء مفعولاً به)، وفي قولنا مررت بمحمدٍ، فآخر الاسم تغير إلى الفتحة تبعاً لتغير المعنى وهو هنا معنى المجرورية (اسم مجرور). 


والفعل (يذهب) في قولنا: يذهبُ محمدٌ فآخر الفعل جاء بالضمة تبعاً للمعنى (وهو الزمان الحالي)، وفي قولنا (لن يذهبَ محمدٌ ) فآخر الفعل جاء فتحةً لتغير المعنى (الدلالة على المستقبل )، وفي قولنا (لم يذهبْ محمدٌ ) فآخر الفعل جاء سكون تبعاً للمعنى (الدلالة على الزمن الماضي).


وبالمقارنة بين التعريفين يتبين أنّ تعريف ابن هشام قاصر على تغير الحركات فقط، أما تعريف ابن السراج فيتعداه ليصل إلى سبب هذا التغير وهو أنّ الحركات تتغير للدلالة على المعاني المختلفة.


علاقة التعريف اللغوي بالتعريف الاصطلاحي

تقدم أنّ التعريف اللغوي يدل على ثلاثةِ معانٍ وهي: الإفصاح، والحركة والنشاط، والفساد.

ويمكن القول أنّ التعريف الاصطلاحي بني على أحد هذه المعاني أو جميعها؛ فالإعراب في الاصطلاح يدل على الإبانة عن المعاني المختلفة، كما يدل على تحرك أواخر الكلمات، وأما الفساد فصيغة (أفعل) في اللغة العربية من معانيها السلب والإزالة كقولنا (أقسط القاضي ) بمعنى أزال القسط وهو الظلم، وعليه يكون معنى أعرب المتكلم أيّ أزال الفساد والعجمة والتباس المعاني من الكلام.


المراجع

  1. ابن منظور ، لسان العرب، صفحة 1- 588- 589. بتصرّف.
  2. الصحاح، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، صفحة 1- 178- 180. بتصرّف.
  3. ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 4- 299- 301. بتصرّف.
  4. ابن هشام الأنصاري، شرح شذور الهب، صفحة 41.
  5. سورة البقرة، آية:120
  6. Karl Aiginger, "Populism: Root Causes, Power Grabbing and Counter Strategy", Intereconomics, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  7. ابن السراج، الأصول في النحو، صفحة 1- 44. بتصرّف.
5237 مشاهدة
للأعلى للسفل
×