تعريف الاعتباطية في اللسانيات

كتابة:
تعريف الاعتباطية في اللسانيات


تعريف الاعتباطية في اللسانيات

يُعرّف العالم (دي سوسير) مفهوم الدلالة بأنها علاقة تربط الدال بالمدلول داخل العلامة اللسانية، وهذه العلاقة تختص بأن يكون بين الدال والمدلول كمال الاتصال.[١]


الكيان اللغوي بين الدال والمدلول

يرى (دي سوسير) أن الكيان اللغوي هو كيان ذهنيّ يتكون من دال ومدلول، والدال عنده يتمثل في الصورة السمعية أو مجموعة الأصوات المعبرة، أي في وجه آخر هو اللفظ المنطوق أو غير المنطوق (التفكير).[٢]


أما المدلول فهو الصورة الذهنية أو الشيء الذي يرتسم في الذهن ويكون مرتبطًا بلفظ معين، وذلك بحكم التكرار، بالإضافة إلى التأكيد على هذا التصور للدال.[٢]


العلامة اللسانية عند (دي سوسير)

يرى (دي سوسير) أن العلامة اللسانية لا تربط الشيء باسمه، وإنما هي ربط لتصورنا عن الشيء بصورة سمعية، ومن خلال وجهة نظره هذه يفترض أننا نستطيع التحدث إلى أنفسنا ما دمنا نستطيع استحضار صور ذهنية دون تحريك شفاهِنا.[١]


الاعتباطيّة اللغوية

إن تحليل الدال يؤدي إلى تحليل المدلول فالدال كما عرفنا سابقًا عند (دي سوسير) هو اللفظ والمدلول هو المعنى، والمدلول عنده هو الذي يستحضر في الذهن ويثيره في الدال.


إن العلامة اللغوية عند (دي سوسير) هي ما يربط بين الدال والمدلول والعلاقة بينهما اعتباطيّة أي مجرد اصطلاح غير معلل كما يراها.[١]


ويرى أيضًا أن لدى كل مجتمع هناك وسيلة تعبير تسود بين أفراده يتم الاتفاق عليها فيما بينهم جماعيًّا، فالإنسان لا يستطيع التعرف على المعنى الذي تُشير إليه الأصوات إلا من خلال الاتفاق المتعارف عليه بين أفراد المجتمع الواحد.[١]


والعلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية لأن المعنى واحد ولكن يمكن أن نعبر عنه بمجموعة من الألفاظ المختلفة، ويرى أنّ الأشياء لا تفرض أسماءها ولو حدث ذلك لكانت لغة البشر واحدة.[١]


أبعاد الاعتباطية عند (دي سوسير)

للاعتباطية عند (دي سوسير) مناهج عديدة توصّل إليها عن طريق مناقشاته ودراساته ومنها ما يأتي:[١]

  • تعتمد الاعتباطية على مبدأ المواضعة والمقصود بالمواضعة كل ما هو متفق عليه بين أفراد مجتمع معين على كل ما يستعملونه من كلمات ومفردات وعبارات بينهم.[٣]
  • تساعد الاعتباطية على حفظ اللغة وثباتها، فاللغة عند (دي سوسير) ثابتة لأنها مرتبطة بالفرد ومتغيرة لأنها مرتبطة بالجماعة.
  • يتجلى أثر الاعتباطية على العلامة اللغوية، فاللغة هي واسطة بين الصوت والفكر.


صور الاعتباطية عند (دي سوسير)

يرى سوسير أن للاعتباطية صورتين اثنتين هما: مطلقة ونسبية فالمطلقة يتجرد فيها الدال والمدلول من أي علاقة بينهما أما النسبية تعني وجود علاقة سببية بين الدال والمدلول إضافة إلى أن العلامة اللسانية تحتفظ باعتباطيتها.[١]


وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لغات العالم المختلفة تؤكد مبدأ الاعتباطية، فالمدلول كلمة معينة له مدلول صوتي معين.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ عبلة شريفي، جهود فردينان دي سوسير في علم الدلالة، صفحة 34. بتصرّف.
  2. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 7af9507a_ea19_4db6_b33e_208fb2d91725
  3. مجدي عز الدين حسن (13/10/2012)، "في فلسفة اللغة: مشكلة أصل اللغة"، سسركاو، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.
  4. "الدلالة اللغوية عند سوسير"، شبكة الألوكة، 19/1/2022، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.
6113 مشاهدة
للأعلى للسفل
×