تعريف البدعة الحسنة

كتابة:
تعريف البدعة الحسنة

تعريف البدعة الحسنة لغة

البدعة من الابتداع؛ أي أنشأه وبدأه، والبديع من أسماء الله الحسنى؛ لإبداعه في خلق جميع المخلوقات والموجودات، وهو الذي أحدثها وأوجدها سبحانه وتعالى، قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ* وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)،[١] أي خالقها ومُبديها؛ فهو المخترع لها، لا عن مثالٍ سابقٍ لها.[٢]

وقيل أيضًا في معنى البدعة الحسنة لغةً؛ أنّها كلّ أمرٍ حدث على غير أمرٍ سابقٍ له؛ أي لم يُوجد قبله مثله، ويكون هذا الأمر محمودًا وصالحًا، والبدعة هي هيئةٌ من الابتداع، مأخوذةٌ من بدع الشيء؛ أي اخترعه وأوجده حيث لم يكن موجودًا، ومنه أيضًا ابتدع فلانٌ بدعةً؛ أي ابتدأ طريقةً لم يسبقه أحدٌ إليها ولم يعملها أحدٌ قبله.[٣]

تعريف البدعة الحسنة اصطلاحًا

هي كلّ أمرٍ وفعلٍ حدث بعد موت النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان محمودًا فعله؛ أي إنّه عملٌ صالحٌ وخيِّرٌ، ويراها المسلمون أمرًا جيِّدًا حسنًا، ولا تكون مخالفةً للقرآن الكريم أو السنّة النبويّة الشريفة، أوإجماع علماء المسلمين كافّة.[٤]

وقيل أيضًا هي الحدث من الدين بعد الإكمال، وقيل هي إيراد قولٍ أو فعلٍ لم يقتدِ قائله أو فاعله فيه بصاحب الشريعة الإسلامية أو المشرع وهو الله تعالى، أو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما لم يكن على عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من قبل فابتُدِع.[٥]

تعريف البدعة الحسنة شرعًا

قيل هي ما لم يشرعه الله تعالى والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي ليست بأمرٍ على سبيل الفرض أو الواجب أو الندب والاستحباب، وهي المبالغة والإكثار في عبادة الله تعالى، وقيل هي ما أحدثه الناس ممّا ليس له أصلٌ في الدين، وهي فعلٌ زائدٌ على الشريعة الإسلاميّة، وهي زيادةٌ عما شرعه الله تعالى من أمور الحياة الدنيا، لتحقيق مصالح في الحياة الدنيا.[٦]

وقيل أيضًا في تعريف البدعة الحسنة: هي الأمر الحديث والجديد في الشريعة الإسلامية، يؤدّي إلى الزيادة في التقرّب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والحسنة التي ترضي الله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا دليل عليه من نصوص الدين الإسلامي سواء في القرآن الكريم، أو السنة النبوية الشريفة، أو إجماع علماء المسلمين، ولكنّ فعله لا يُعارض النصوص ويوافق الشرع.[٧]

وقيل أيضاً هي ما أُحدث في الخير، ولم يخالف شيئًا من الدين الإسلاميّ، وهي ما وافق أمرًا ممّا مرّ وليس في فعله محذورٌ ومنهيٌّ عنه شرعًا، ومثال ذلك: رفع الأذان مرتين قبل بدء صلاة الجمعة، وقد شرع ذلك الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ولم يكن ذلك مشروعًا أو معمولًا به زمن النبيّ عليه الصلاة والسلام.[٨]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:117
  2. سليمان بن سالم السحيمي، الأعياد وأثرها على المسلمين، صفحة 213. بتصرّف.
  3. عبد رءوف محمد عثمان، محبة الرسول بين الإتباع والإبتداع، صفحة 213. بتصرّف.
  4. عبد الرءوف محمد عثمان، محبة الرسول بين الإتباع والإبتداع، صفحة 215. بتصرّف.
  5. حسام الدين عفانة، اتباع لا الابتداع قواعد وأسس في السنة والبدعة، صفحة 21. بتصرّف.
  6. أحمد علي الزاملي، الايات القرانية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية، صفحة 24. بتصرّف.
  7. عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبدالرحيم الطحان، صفحة 2. بتصرّف.
  8. محمد بن عبد العزيز الشايع، اراء ابن حجر الهيتمي الإعتقادية، صفحة 704. بتصرّف.
6238 مشاهدة
للأعلى للسفل
×