التجارة
يدلُّ مصطلح التجارة على عمليات تبادل البضائع بمختلف أنواعها أو الخدمات بشكل طوعي، وقد كان التبادل لفترات طويلة من الزمن عن طريق مقايضة بضائع ببضائع أخرى أو مقابل خدمات إلا أنَّه في العصور اللاحقة صار تبادل البضائع يتم عن طريق تقدير ثمن البضاعة ودفع ثمنها نقودًا تساوي قيمتها كما هو الحال اليوم، ومن المؤكد أن َّالتجارة ساهمت في تطور وتلاحم الحضارات منذ العصور القديمة فقد كان التجار ينتقلون من مكان إلى آخر ومن بلد إلى آخر وهذا ما دفع بتبادل الأفكار وطرق الحياة بين الأمم، وهذا المقال سيتحدث عن تعريف التجارة في الإسلام وعن صفات التاجر المسلم. [١]
تعريف التجارة في الإسلام
التجارة في الإسلام إحدى طرق الكسب الحلال الطيِّب، وإن تعريف التجارة في الإسلام هو تبادل السلع والبضائع ولكن وفق الأصول الشرعية ووفق القواعد التي وضعها الشرع للحفاظ على حقوق الناس ومصالحهم، ولذلك حثَّ الإسلام على التجارة وأمر بها أحيانًا لأنَّها من أفضل طرق الكسب التي يعتمدُ عليها الإنسان لجلب رزقه، وفي الحديث أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سُئلَ: أيُّ الكسب أطيب؟، فقال: "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" [٢].
وقد عرَّف الفقهاء من أهل العلم البيع المبرور بأنه: البيع الذي ليس فيه خداع ولا غش، ولا يخالف شرع الله تعالى، وإن من تعريف التجارة في الإسلام أنَّ الله تعالى أطلق عليها اسم فضل الله في كثير من الآيات وهذا ما يدل على أهمية التجارة في الإسلام، قال تعالى في سورة المزمل: {وآخرونَ يضربونَ في الأرضِ يبتغونَ من فضلِ الله} [٣]، وقال أيضًا: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربكم} [٤]، وبالتالي فإن تعريف التجارة في الإسلام هي البيع والشراء ومختلف أنواع الكسب الحلال الذي يسلم من الخداع والغش والأيمان والاحتكار وفق ما يرضي الله تعالى. [٥]
صفات التاجر المسلم
بعد تعريف التجارة في الإسلام لا بد من ذكر مواصفات التاجر المسلم، لأنَّ الله تعالى أحلَّ التجارة ولكن بشروط يجب على التاجر المسلم أن يلتزم بها ويتصف بكثير من المواصفات الحسنة، وفيما يأتي بعض أهم صفات التاجر المسلم: [٦]
- ألا تشغله التجارة والبيع والشراء عن ذكر الله تعالى وعن الفرائض التي افترضها عليه كالصلاة وأداء حق الله في أمواله.
- أن يحاول تحرِّي الحلال دائمًا ويبتعد عن الحرام والشبهات قدر المستطاع.
- أن يتَّصف بالصدق والبر وتقوى الله تعالى في معاملته للناس.
- أن يكون من المتصدقين المداومين على أداء الصدقة كما أمر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- أن يكون سمحًا سهلًا في معاملته، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى" [٧].
- أن يُنظِر المعسرين من المسلمين ويتجاوز عنهم.
- أن يبتعد عن المعاملات التي حرمها الله وعن الصفات السيئة المذمومة، كالربا والاحتكار وبيع الغرر وبيع العينة وغيرها.
- أن يلتزم مكارم الأخلاق التي حضَّ عليها الإسلام، ويبتعد عن الطمع والجشع والبخل والشح.
- أن يتوكل على الله تعالى حق التوكل ويعلق قلبه بالله الذي يسوق له الرزق.
المراجع
- ↑ تجارة, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-2-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: رافع بن خديج، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، الصفحة أو الرقم: 375/19، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {المزمل: الآية 20}
- ↑ {البقرة: الآية 198}
- ↑ التجارة أهميتها فضلها ومحاذيرها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-2-2019، بتصرف
- ↑ صفات التاجر المسلم الأمين, ، "wwwislamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-2-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2076، خلاصة حكم المحدث: صحيح