محتويات
تعريف التعبير القرآني لغةً واصطلاحًا
تعريف التعبير القرآني لغةً
تعددت التعريفات للفظة التعبير في اللغة؛ وفقاً لمعجم المعاني ومنها ما يأتي:[١]
- التعبير هو القول.
- قولهم بتعبير آخر تعني: بكلام آخر.
- يمتاز بقوة التعبير تعني: القول ذا قوة ودلالة.
- على حد تعبيره: وفقًا لقوله وكلامه.
أما تعريف القرآن لغة فهو: من مادة قرأ، ومنه قرأت الشيء، فهو قرآن: أي جمعته، وضممت بعضه إلى بعض، فمعناه: الجمع والضم، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة جنيناً، أي لم تضم رحمها على ولد، قال أبو عبيدة -رحمه الله-: "وإنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها"،[٢] وعليه فإن التعبير القرآني لغةً يُقصد به: ترتيب الكلام والألفاظ، وجمعها.
تعريف التعبير القرآني اصطلاحًا
يعرف التعبير في اصطلاح العلوم اللغوية بأنه: مجموعة من الألفاظ يختلف معناها مجتمعةً، عن مجموع معانيها منفردة،[١] أما القرآن في الاصطلاح فله العديد من التعريفات نأخذ منها ما يأتي:[٣]
- القرآن الكريم هو اسم لكلام الله -تعالى-، المنزل على عبده ورسوله: محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو اسم لكتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء غيره من سائر الكتب.
- كلام الله المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- للإعجاز بسورة منه، فخرج بالمُنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-: التوراة والإنجيل، وسائر الكتب، وبالإعجاز: الأحاديث الربانية القدسية، وقولنا بسورة منه: هو بيان لأقل ما وقع به الإعجاز، وهو قدر أقل سورة، كالكوثر.
وبهذا نستطيع تعريف التعبير القرآني في الاصطلاح بأنه: مجموعة الألفاظ التي نزلت من عند الله -تعالى- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل -عليه السلام-، وفيه أقصى درجات البيان، والإعجاز، والفصاحة.
التعبير القرآني عند الدكتور فاضل السامرائي
درس الدكتور فاضل السامرائي التعبير القرآني في كتابه أسرار البيان في التعبير القرآني، وسنلخص أهم النقاط التي نتجت عن ذلك فيما يأتي:[٤]
- التعبير القرآني تعبير فريد
لا خلاف بين أهل العلم أن التعبير القرآني تعبير فريد في عُلُوِّهِ وسُمُوِّهِ، وأنه أعلى الكلام وأرفعه، وأنه أعجز العرب على الرغم من فصاحتهم وقدرتهم على التعبير والشعر، فلم يستطيعوا الإتيان بمثله مع أنه تَحدَّاهم على الإتيان بمثله أكثر من مرة.
- سعى المشركون إلى الحيلولة بين القرآن وأسماع الناس
فهم أنفسهم لا يملكون منع أنفسهم عن سماعه، ويخافون أن تتأثر الناس به.
- التعبير القرآن تعبير فني مقصود
في كل لفظة، بل في كل حرف، وهذا أمر واضح في القرآن كله، لا في آية أو سورة وحدها.
- لم توضع الألفاظ القرآنية عبثاً ولا من غير حساب
بل هي موضوعة وضعاً دقيقاً بحساب دقيق، فالدنيا ذكرت بقدر الآخرة (115) مرة لكل منهما، ولفظة الصيف بقدر الشتاء كل منها (5) مرات، والشهر ذكر (12) مرة، وغير ذلك الكثير مما لا نستطيع حصره في هذا الموضع.
- اختص القرآن الكثير من الألفاظ باستعمالات خاصة به
مما يدل على القصد الواضح في التعبير، فمن ذلك أنه: استعمل "الرياح" للدلالة على الخير والرحمة، واستعمل "الريح" في الشر والعقوبات، ومن ذلك استعمال "وصّى وأوصى"؛ فكل ما ورد فيه من "وصّى" بالتشديد فهو في الدين والأمور المعنوية، وكل ما ورد من "أوصى" فهو في الأمور المادية.
- التعبير القرآني طريق للتدبر
دُرس التعبير القرآني من حيث النص، والأساليب، والتصوير الفني، والإعجاز كثيراً على مر العصور المختلفة، ولو تدبر الناس القرآن لَفُتحت أقفال قلوبهم، ولما كان عصيّاً على الأفئدة، وأشرقت الدروب التي لم يسقط عليها فيما مضى نور.
قصة الوليد بن المغيرة مع فصاحة التعبير القرآني
جاء الوليد بن المغيرة -وقد كان رجلًا كبيراً طاعناً في السن- إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فقرأ النبي عليه القرآن فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتى الوليدَ ففاوضه بأن يعطوه مالًا فأبى؛ وقال: "لقد علمت قريش أني أكثرها مالاً"، فقال له أبو جهل: "فقل في القرآن قولًا تعلم قريش منه أنك منكر له"، فقال: "وماذا أقول؟ وقد تعلمون أني أعلمكم بالشعر".[٥]
ثم قال: "واللهِ ما يُشبهُ الَّذي يقولُ شيئًا من هذا، واللهِ إنَّ لقولِه لحلاوةً، وإنَّ عليه لطلاوةً، وإنَّه لمنيرٌ أعلاه مشرقٌ أسفلُه، وإنَّه ليعلو وما يُعلَى عليه، وإنَّه ليُحطِّمُ ما تحته"، فقال له أبو جهل: "لا يرضى عنك قومك حتى تقول في القرآن قولًا يرضي قومك"، قال: "دعني أفكر"؛ فلما فكّر قال: "هذا سحرٌ يُؤثرُ يَأثرُه عن غيرِه"، فنزلت: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)،[٦] الآيات من سورة المدثر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "عريف و معنى تعبير في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "معنى القرآن في اللغة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الثاني القرآن في الاصطلاح"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022.
- ↑ فاضل السامرائي، أسرار البيان في التعبير القرآني، صفحة -. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه السيوطي، في لباب النقول، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:319، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ سورة المدثر، آية:11