تعريف الحقيقة

كتابة:
تعريف الحقيقة
من لا يريد أن يعلم ما هي الحقيقة؟! فالفائدة الحقيقية والقدرة على الانتفاع بالأشياء وتسخيرها لسعادة الإنسان مبنية أولاً على معرفة حقيقتها، ثمّ العمل في ضوء تلك البصيرة التي لن تخذل صاحبها، ومع ذلك فإنّ الوصول للحقيقة ليس طريقاً سهلاً مفروشاً بالورود.


ما ليس بحقيقة

في تعريف الحقيقة، فإنّه من المفيد أولاً أن نلاحظ ما هو ليس بالحقيقة:  * الحقيقة ليست ببساطة ما يعمل، هذه هي فلسفة البراغماتية؛ نهج الغايات مقابل نوع الوسائل، في الواقع يمكن للأكاذيب أن تبدو أنّها تعمل وحقيقية، لكنها لا تزال ليست بحقيقة.

  • الحقيقة ليست ببساطة ما هو متماسك أو مفهوم، ويمكن لمجموعة من الناس معاً تشكيل مؤامرة على أساس مجموعة من الأكاذيب حيث أنّهم جميعاً متفقون أن يقولوا القصة الكاذبة نفسها، لكن هذا لا يجعل العرض الذي قدموه حقيقة.
  • الحقيقة ليست ما يجعل الناس يشعرون بالارتياح، لسوء الحظ يمكن للأخبار السيئة أن تكون حقيقة.
  • الحقيقة ليست ما تقوله الأغلبية بالإجماع، فإنّ واحداً وخمسين في المئة من مجموعة ما يمكن أن تتوصل إليه أغلبية الناس من استنتاج يكون خاطئاً.
  • الحقيقة ليست ما هو شامل، العرض المفصل الطويل لا يزال يمكن أن يؤدي إلى نتيجة خاطئة.
  • لا يتم تعريف الحقيقة من خلال ما يُنوى به، فيمكن للنوايا الحسنة أن تكون خاطئة.
  • الحقيقة هي ليست كيف نعرف؛ الحقيقة هي ما نعرفه.
  • الحقيقة هي ليست مجرد ما يُعتقد به، الكذب الذي يؤمَن به هو لا يزال كذباً.
  • ليس ما يثبت علناً يجب أن يكون حقيقة، الحقيقة يمكن أن تكون معروفة عند بعض الخاصة (على سبيل المثال، موقع الكنز المدفون).


الحقيقة في اللغات القديمة

الكلمة اليونانيّة لـ "الحقيقة" هي "Aletheia" ، الأمر الذي يعني حرفيّاً "عدم الإخفاء" أو " عدم اختباء الشيء "، وهو ينقل فكرة أنّ الحقيقة هي دائماً هناك، مفتوحة دائماً ومتاحة ليراها الجميع، دون وجود أي شيء يتم إخفاؤه أو حجبه، وكلمة العبريّة للحقيقة هي "emeth"، وهو ما يعني "الحزم"، و"الثبات" و "المدة"، وهذا التعريف ينطوي على مضمون الأبديّة وشيئاً يمكن الاعتماد عليه.


الحقيقة من منظور الفلسفة

من منظور فلسفي، هناك ثلاث طرق بسيطة لتعريف الحقيقة:

  • الحقيقة هي التي تتطابق مع الواقع.
  • الحقيقة هي التي تتطابق مع موضوعها.
  • الحقيقة وببساطة هي قول الحقيقة كما هي.

أوّلاً الحقيقة تتوافق مع الواقع أو "ما هو"، الحقيقة هي أيضاً مرسلة في الطبيعة، وبعبارة أخرى تتطابق مع موضوعها كما هو معروف من قبل المرجع لها، على سبيل المثال مدرس يواجه فئة من الطلاب قد يقول: "الآن المخرج الوحيد لهذه الغرفة هو على اليمين." وبالنسبة للفئة التي قد تواجه المعلم قد يكون باب الخروج على يسارهم، ولكنه صحيح تماماً لأن الباب للأستاذ هو على اليمين.

أيضاً تتطابق الحقيقة مع موضوعها، وببساطة تامة قد يكون صحيحاً تماماً أن شخصاً معيّناً قد يحتاج قدراً معيّناً من دواء ما، ولكنّ شخصاً آخر قد يحتاج أكثر أو أقل من الدواء نفسه لإنتاج التأثير المطلوب، هذه ليست الحقيقة النسبيّة، ولكن مجرد مثال لكيفيّة أنّ الحقيقة يجب أن تتطابق مع موضوعها، فسيكون من الخطأ (ويحتمل أن يكون من الخطر) للمريض أن يطلب من الطبيب منحه كميّة غير مناسبة لدواء معين، أو أن يقول إنّ أي دواء لمرض معين سوف ينفع معه.

باختصار وببساطة نقول الحقيقة كما هي، فهي الأمور كما هي حقاً، وأي جهة نظر أخرى هي خطأ، والمبدأ التأسيسي للفلسفة هو القدرة على التمييز بين الحقيقة والخطأ.

5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×