تعريف السمعيات في التوحيد

كتابة:
تعريف السمعيات في التوحيد

السمعيات

السمعيات لغةً من كلمة السمع؛ سمع يسمع سمعاً، والسمع: الأذن وهي من مباحث علم التوحيد الثلاثة: الإلهيات والنبوات.

السمعيات في الاصطلح: هي كل ما ثبت بالنصوص الشرعية؛ القرآن والسنة، من أمور وأخبار الدين التي لا تخضع للاجتهاد ويكون الإيمان بها عن طريق السمع أو الوحي ولا دخل للعقل في إثباته أو نفيه.[١]

وسميت سمعيات لأنَّ الأصل فيها السمع وهو الوحي المسموع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن القول أنَّ القرآن سمعي والسنة سمعية،[١] وتسمى السمعيات بالغيبيات لأنَّها غابت عن حياة الإنسان فلا دليل في حياته يدلُّ عليها دلالة قطعية غير النصوص الشرعية، كما تسمى بالدليل السمعي، الدليل النقلي، الأدلة المأثورة، الأدلة الخبرية، والأدلة الشرعية.[٢]

يقابل السمعيات النظريات وهي ما عرف بالعقل، والفرق بينهما أنَّ السمعيات لا تُثبت بنفسها وإنما بدليل يدلُّ عليها،[٢] والإيمان بالسمعيات واجب لأنَّ من آمن بوجود الله وصفاته ورسوله وكتابه المنزل على رسوله بأدلة قطعية يقينية يتحتم عليه الإيمان بما في الكتاب والسنة الصحيحة والعمل بها.[٣]

السمعيات والعقل

السمعيات لا دخل للعقل فيها وهي غير منافية أو مناقضة للعقل، وشرط عدم التناقض تحقق صحة الدليل النقلي وصحة الدليل العقلي، وصحة النقل الخلو من العلل والقوادح، وصحة العقل الخلو من الشبهة والشهوة،[٤] وعندما يصحُّ الدليل النقلي وجب الإيمان به، ووجب البحث عن الجمع بينه وبين الدليل العقلي إذ لا تعارض بينهما.[٢]

ولو لم يأتي دليل نقلي ينص على السمعيات لما كان للعقل تصورها أصلاً، وحتى بعد ورود الدليل لم يستطع العقل تكوين صورة لها لأنَّه لم يمر بصورة مشابهة فيقيس عليها،[٥] والسمعيات تكون في ما عجز العقل عن تصوره وقصُر عن إدراكه ومعرفته فلم يعلم بثبوته فحار به، ولا تكون في ما علم العقل انتفاءه واستحالته واستيقن بطلانه وامتناعه فكان من المُحالات.[٢]

الإيمان بالسمعيات يقوم على أساسين:[٢]

  • التصديق والإقرار بها وعدم الجحود.
  • عدم الخوض في حقيقتها ومحاولة تخيلها عقلاً بعيداً عن النص النقلي.

موضوع السمعيات

تحدث الإمام البوطي عن السمعيات في كتابه كبرى اليقينيات الكونية وجعل مضمونها: حقائق تتعلق بالموت، أشراط الساعة، يوم القيامة وأحداثه، وقد قام بتوضيحها بفصول كما يأتي:

  • حقائق تتعلق بالموت، وهذا الفصل يتكون من: ملك الموت وقبضه للأرواح، سؤال القبر، عذاب القبر ونعيمه، ثم قام بذكر مسألة متعلقة بهذين الحقيقتين وهي التناسخ وهو اعتقاد أنَّ الأرواح تظل متناقلة بين الأجساد، ومناقشة بطلانه.
  • أشراط الساعة، وفيه تحدث عن الغيبيات الآتية من أشراط الساعة: نزول عيسى بن مريم -عليه السلام-، خروج يأجوج ومأجوج، ظهور دابة الأرض، طلوع الشمس من مغربها.
  • يوم القيامة وأحداثه، تحدث عن: قيام الساعة وانعدام الحياة، حشر الأجساد وعودة الأرواح، الحساب، الميزان والوزن، الصراط والاجتياز عليه، الحوض والشفاعة، الجنة والنار والخلود فيهما.

المراجع

  1. ^ أ ب ناصر العقل، شرح التدمرية، صفحة 12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج محمد يسري إبراهيم، طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة، صفحة 130. بتصرّف.
  3. حسن أيوب، تبسيط العقائد الإسلامية، صفحة 178. بتصرّف.
  4. مازن بن محمد بن عيسى، الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع، صفحة 59. بتصرّف.
  5. البوطي، كبرى اليقينيات الكونية، صفحة 302. بتصرّف.
6244 مشاهدة
للأعلى للسفل
×