تعريف الشرك لغة واصطلاحاً

كتابة:
تعريف الشرك لغة واصطلاحاً

التوحيد

التوحيد هو دعوة الرسل جميعًا ويُعرّف لغةً بأنّه: "جعْل الشيء واحدًا"، ويقوم على ركنين وهما النفي والإثبات فلا بدّ من نفي وجود إله غير الله -سبحانه- وإثبات الألوهية لله وحده، أمّا في الاصطلاح فالتوحيد هو: "إفراد الله -سبحانه- بما يختصُّ به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات"، وبالاعتماد على هذا التعريف قام العلماء بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، ولكنّ التوحيد يتنافى مع الشرك فلا يمكن أن يجتمع التوحيد والشرك معًا، وقد بيّن الله -سبحانه- خطورة الشرك بقوله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا"،[١] وسيّبيّن هذا المقال تعريف الشرك لغةً واصطلاحًا.[٢]

تعريف الشرك لغة واصطلاحا

إنّ معرفة تعريف الشرك لغةً واصطلاحًا تتطلب العودة إلى المعاجم اللغوية والاصطلاحية، وقد اعتنى علماء اللغة العربية ببيان معنى الشرك لغةً؛ حيث بيّن ابن فارس في معجمه مقاييس اللغة أنّ مادة الشرك أي حروف هذه الكلمة وهي الشين والراء والكاف تدلُّ على أصلين: الأول هو المقارنة وخلاف الانفراد والثاني هو الامتداد والاستقامة، وعلى الأصل الأول فإنّ للشرك معانٍ عدّة وهي المخالطة والمصالحة كالشركاء في المال والعمل، والتسوية كالاسم المشترك والطريق المشترك، والنصيب والحصّة وهو أن يكون لعدّة أشخاص ملكية لشيءٍ واحد فيُقال لنصيب كلِّ واحدٍ منهم شرْك، أمّا المعنى الأهم المندرج تحت هذا الأصل فهو الشرك بمعنى الكفر وهو جعل لله -عزّ وجلّ- شريكًا وندًّا تعالى عن ذلك.[٣]

لقد قام علماء الإسلام قديمًا وحديثًا بتعريف الشرك اصطلاحًا بتعاريفَ كثيرة، ولكنّ هذه التعاريف وإن اختلفت صياغته إلّا أنّها ذات مدلولات قريبة جدًا من بعضها، فقد عرّف الإمام الشوكاني الشرك بأنّه: "دعاء غير الله في الأشياء التي تختصّ به، أو اعتقاد القدرة لغيره فيما لا يقدر عليه سواه، أو التقرّب إلى غيره بشيءٍ ممّا لا يُتقرّب به إلا إليه"، أمّا الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ فعرّفه بأنّه: "تشبيه للمخلوق بالخالق -تعالى وتقدّس- في خصائص الإلهية، من ملك الضر والنفع، والعطاء والمنع الذي يوجب تعلّق الدعاء والخوف والرجاء والتوكل وأنواع العبادة كلّها بالله وحده".[٤]

أنواع الشرك

إنّ الشرك نوعان أحدهما شركٌ مخرجٌ من ملّة الإسلام والآخر لا يُخرج من الملّة، ويُطلق على هذين النوعين شركٌ أكبر وشركٌ أصغر، فالشرك الأكبر هو: "كلُّ شركٍ أطلقه الشارع وهو يتضمّن خروج الإنسان عن دينه"، ومثاله صرف العبادة لغير الله -عزّ وجلّ- ومن أنواع العبادة الصلاة والصوم والذبح، ومثاله أيضًا دعاء وطلب العون والغوث من غير الله سبحانه، أمّا الشرك الأصغر فإنّه: "كلّ عملٍ قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصْف الشرك ولكنّه لا يُخرج من الملّة"، وأمثلته كثيرة ومنها الحلف بغير الله والرياء وهو تحسين أداء الفرائض والقيام بالطاعات والأعمال الصالحة رغبةً في الحصول على تقدير الناس وثناءهم.[٥]

المراجع

  1. سورة النساء، آية: 48.
  2. "التوحيد لغة واصطلاحاً"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020. بتصرّف.
  3. "المطلب الأول: تعريف الشرك لغةً"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020. بتصرّف.
  4. "المطلب الثاني: معنى الشرك اصطلاحاً"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020. بتصرّف.
  5. "أنواع الشرك"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020. بتصرّف.
6488 مشاهدة
للأعلى للسفل
×