تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام

كتابة:
تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام

الإسلام والأخلاق

لقد عُنيَ الإسلامُ منذ مجيئه بمكارمِ الأخلاق وجعلها هدفًا ساميًا يصلُ إليها المؤمن الحقيقي؛ فقد انبَثَقَت رسالةُ النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الخصلة الحميدة فقد قال الله تعالى في وصف نبيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}[١] وقال النبيُّ أيضًا أنَّ الدين جاءَ من أجل هذه الخُصلة كما في الحديث: "إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"،[٢] فهي ركيزةٌ أساسية وجُزء لا يتجزأ عن الإسلام وهي أثقلُ شيءٍ في الميزان، فإنَّ مكارم الأخلاق تُساعد المجتمع والأفراد في الحدِّ من وجود المُشكلات وأيضًا في إيجاد حلولٍ مناسبة لها في حالِ وجودها ومِن إحدى هذه المشكلات العظيمة التي ساعد الإسلام في قلع جذورها بشكل نهائي هي الغيبة، فما هو تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام؟.[٣]

تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام

جاءَ في السُّنة النَّبوية أنَّ الإنسان يُحاسب على ما يخرج من لسانه سواءَ كان ذلك بالخير فيكون له أجر أو بالشر فيكون عليه وِزر كما جاء في الحديث حينَ قال لمعاذ بن جبل: "وَهَل يُكِبُّ النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ، إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم"،[٤] ومن هذه الحصائد الغيبة وتعريفُ الغيبة وحكمها في الإسلام يُبيِّنُ مدى عظمة فعل هذا الذنب، فالغيبةُ لغةً من الغَيب وهو كلُّ ما يغيب عن الشخص وسُميت بذلك الاسم لغيابِ المذكور حين يَذكرهُ الآخرون وأما الغيبة اصطلاحًا فقد عرَّفها خيرُ المرسلين حينَ قال لأصحابه: "أتدرون ما الغِيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: ذِكرُك أخاك بما يَكرهُ"،[٥] بشرطِ أن تكونَ الصِّفة التي تمَّ ذكرها موجودة في هذا الشخص وإلَّا فإنَّها تُسمى بهتانًا.[٦]

اتفق العلماء على حكم تحريم الغيبة ويختلفُ إثمُها بحسبِ مقام الشخص الذي تَتِمُّ غيبته فمثلًا إن كان هذا الشخص عالمًا فإنَّ الإثم الذي على المُغتاب يكون ُ أعظم، واختلف العلماء في مسألةِ عَدِّ الغيبة من الكبائر ولكن جمهور العلماء يرى أنها من الكبائر لما جاء فيه من الوعيد بالعذاب لصاحب الغيبة كما قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}[٧] وقد جاء في معنى الويل أنه وادٍ في جهنم.[٦]

آثار الغيبة وسائل تجنبها

وكما جاء في تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام فقد حرَّم الإسلامُ الغيبة لِما لها من آثارٍ وآفاتٍ عظيمة على المجتمع والفرد فهي تُفسِدُ المجالسَ وتنشرُ البُغضَ بين البشر وتهوي بصاحبها إلى النار وتُحبِطُ أعمالَه وتجعله عديمَ مروءة وتعمل في خلق النميمة، ولهذا كان لا بُدَّ من إيجاد حلول لها ومن هذه الحلول ما يأتي:[٨]

  • مصاحبة الصالحين ومُجالستهم
  • الانشغال بذكر الله وقراءة القرآن
  • النظر في العيوب الخاصة قبل النظر في عيوب الناس
  • القناعة والرضا في ما يقسمه الله

ومن تعريف الغيبة وحكمها في الإسلام يتَبيَّنُ المعنى الحقيقي لما جاء في القرآن الكريم: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}؛[٩] فقد شبَّه ذِكر المسلم بما يكرهه في حين غيابه بأكلِ لحمه ميتًا وهذا يدلُّ على عظمةِ الذنب والفعل لِما فيه من هدمٍ للمجتمع ونشرٍ للفتنة في بلاد المسلمين.[٦]

المراجع

  1. سورة القلم، آية: 4.
  2. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 45، حديث صحيح.
  3. "عظمة الأخلاق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 3224، حديث صحيح.
  5. رواه الألباني، في غاية المرام، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 426، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب ت "الغيبة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-15-2019. بتصرّف.
  7. سورة الهمزة، آية: 1.
  8. "الغيبة (أسبابها - آثارها - علاجها)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-15-2019. بتصرّف.
  9. سورة الحجرات، آية: 12.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×