تعريف المعجزة

كتابة:
تعريف المعجزة

تعريف المعجزة

تُعرّف المعجزة بأنّها إثباتٌ للرسول الأمين من عند الله -تعالى-، فيَثبُت كلامه بدليلٍ قطعيٍّ يُؤكد كلامه، وأنّه فعلاً رسولٌ من عند الله -تعالى-، وينبغي أن يكون هذا الدليل من عند الله الذي أرسله، وقد عرّف العلماء المعجزة؛ بأنّها أمرٌ على خلاف العادة، يعجز البشر عن الإتيان بمثله، يُظهره الله -تعالى- على يد من يدّعي النبوة عند تحدّيه مع مخالفيه ليُثبت لهم كلامه.

شروط المعجزة

يُشترط للمعجزة حتى تتميّز عن غيرها سبعة شروطٍ، نذكرها على النحو التالي:[١]

  • أن تكون حدثاً جديداً قد وقع في الزمن الحاضر، لا أن تكون حادثةً منذ الزمن الماضي.
  • أن تكون خارقةً ومخالفةً لما يحصل بالعادة، لأنّ الحاصل بالعادة يحدث مع الصادق كما الكاذب لا فرق بينهما.
  • أن يكون وقوعها في زمن التشريع؛ لأنّ ما سيحدث عند اقتراب يوم القيامة من انفطار السماء، وتكوير القمر ليست بمعجزاتٍ، لأنّها غير واقعةٍ في زمن التكليف.
  • أن تقترن بالتّحدي، فمن الممكن أن يقع أمرٌ مخالفٌ للعادة كالزلازل، والبراكين، ولا يكون معجزةً.
  • أن تكون المعجزة مقترنةً بادّعاء من ظهرت على يديه النبوة؛ لأنّ الأولياء قد تظهر على يديهم أموراً خارقةً للعادة.
  • أن لا تكون مكذّبة للمدعي، فلو حصلت بتكذيب من ادّعاها لم تكن معجزةً.
  • أن تكون على وجه الابتداء، فلو أخذ أحدٌ سورةً من سور القرآن وأخبر بها قوماً لم تصلهم الدعوة؛ لم تكن معجزةً.

أنواع المعجزات

تنقسم المعجزات إلى نوعين، نذكرها على النحو التالي:

  • معجزات حسيّة مؤقتة

وهي تنقضي بوفاة الرسول الذي أيّده الله بها، مثل عصا موسى -عليه السّلام-، وناقة صالح -عليه السّلام-، وانشقاق القمر، وخروج الماء من بين أصابع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٢]

  • معجزات عقليّة خالدة إلى يوم القيامة

وهي القرآن الكريم الذي تحدّى الله به الإنس والجنّ، قال -تعالى-: (قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا)،[٣][٢] فقد تحدّاهم رسول الله بالإتيان بمثل سورةٍ من سوره لكنّهم عجزوا.[٤]

أمثلة على معجزات الأنبياء والرسل

تعددّت معجزات الأنبياء والرّسل واختلفت، ومن هذه المعجزات ما يأتي:[٥]

  • الناقة

التي أخرجها الله لقوم صالح -عليه السّلام- بناءً على طلبهم، ومن الصخرة التي حدّدوها والمواصفات التي اختاروها، ففعل الله لهم ما طلبوه، قال -تعالى-: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ).[٦]

  • النار

التي جعلها الله برداً وسلاماً على إبراهيم -عليه السّلام- بعدما أشعلها قومه وألقوه فيها، قال -تعالى-: (قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلينَ*قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ*وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ).[٧]

  • عصا موسى

التي تحولت إلى أفعى تسعى، قال -تعالى-: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى*قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى*قالَ أَلقِها يا موسى*فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى*قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى)،[٨] ويده التي يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوءٍ، قال -تعالى-: (وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى).

  • معجزات سيّدنا عيسى -عليه السّلام-

حين كان يصنع من الطين كهيئة الطير فيكون طيراً بإذن الله، ويمسح بيده عن الأكمه والأبرص فيُشفى، ويُحيي الموتى، قال -تعالى-: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي).[٩]

  • معجزات سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-

وهي القرآن الكريم؛ المعجزة الخالدة، قال -تعالى-: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)،[١٠] وانشقاق القمر، والإسراء والمعراج وغيرها الكثير من معجزاته -عليه السّلام-.

الحكمة من تأييد الأنبياء والرسل بالمعجزات

جعل الله المعجزات لأنبيائه ورسله دليلاً على صدقهم، ذلك أنّ دعوى النبوّة لا يُمكن للطبيعة البشريّة أن تتقبّلها من غير دليلٍ، فقد تميّز الأنبياء عن غيرهم بما أظهروه من الأدلّة والبراهين التي أيّدتهم وكانت دالّةً على صدقهم.[١١]

ولم تكن هذه الأدلّة مشتركةً بينهم وبين غيرهم من البشر، وإنّما اختصهم الله بها عن غيرهم، وكانت هذه المعجزات خارقةً للعادة، بحيث لم يعتادوا عليها النّاس، لم تكن لأحدٍ من البشر سوى الأنبياء.[١١]

المراجع

  1. أبو بكر الخوارزمي (1418)، مفيد العلوم ومبيد الهموم، بيروت :المكتبة العنصرية ، صفحة 43. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد أبو شوفة (2002)، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، ليبيا:دار الكتب الوطنية، صفحة 22. بتصرّف.
  3. سورة الإسراء ، آية:88
  4. عبد العزيز آل معمر ، منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب، صفحة 425، جزء 2. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين (1421)، كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 199-201. بتصرّف.
  6. سورة الأعراف ، آية:73
  7. سورة الأنبياء ، آية:68-70
  8. سورة طه ، آية:17-21
  9. سورة المائدة ، آية:110
  10. سورة البقرة ، آية:23
  11. ^ أ ب أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية :جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 470. بتصرّف.
6241 مشاهدة
للأعلى للسفل
×