تعريف النظريات الفقهية

كتابة:
تعريف النظريات الفقهية

تعريف النظريات الفقهية

النظرية: هي المفهوم العام الذي يُكوِّن نظاماً مبنياً على الحقوق ويتضمن المسائل الجزئية المتفرقة على أبواب الفقه المتنوعة.[١]

النظريات الفقهية: هي قوانين ثابتة ومفاهيم كبرى تُكوِّن سلسلة من التعليمات المتكاملة في ناحية عظيمة من نواحي الحياة والتشريع، وأنَّ كل نظرية تتضمن مجموعة من القواعد الفقهية.[٢]

ويمكن أنَّ تُعرَّف النظرية العامة بأنها: "موضوعات فقهية، أو موضوع يشتمل على مسائل فقهية أو قضايا فقهية حقيقتها: أركان وشروط وأحكام، تقوم بين كل منها صلة فقهية وتجمعها وحدة موضوعية تحكم هذه العناصر جميعاً".[٣]

بداية ظهور مفهوم النظرية الفقهية

تزامن ظهور مفهوم النظرية الفقهية مع ظهور الاستشراق وحينما بدأ بعض المستشرقون ببث فكر باطل وهو أنَّ الإسلام عاجز عن تلبية احتياجات العصر المتبدلة والمتغيرة والمتسارعة، ووصف الدين بالجمود وأنَّه خال من المرونة والتكيّف.

بادرت طائفة من الفقهاء المعاصرين الذين يُشار إليهم بالبنان لعلمهم الزاخر وفقهِهم الواسع، حيث قاموا بإبراز السمات الحيوية في الدين، وتمكنوا من إيجاد الحكم لكل أمر جديد، وهمّوا بإكمال مسيرة السابقين، فراحوا محاولين إعادة صياغة التراث الفقهي عمَّا كان عليه قديماً بصورة تتناسب مع متطلبات العصر في مجال أصول الفقه.

وعلم أصول الفقه يعتبر عُدة الفقيه والمفتي في استخراج الأحكام الشرعية واستنباطها من القرآن والسنة الصحيحة وغيرها، وقد أثمرت جهود العلماء في حماية الدين بما يُعرف بالنظريات الفقهية، والتي كانت بمثابة الدليل على حيوية ومرونة الفقه الإسلامي لما يقوم به من تلبية احتياجات العصر المستجدة.

أمثلة على النظريات الفقهية

بدأ العلماء في بناء وتشكيل النظريات الأساسية الأصلية في الفقه الإسلامي وغيرهما، وهذا يُعد بمثابة دليل مُيسر للباحث في الفقه الإسلامي، ومن هذه النظريات ما يأتي:[٢]

  • نظرية العقد.
  • نظرية الملكية.
  • نظرية الأهلية.
  • نظرية الفساد.
  • نظرية البطلان.
  • نظرية الشروط المقترنة بالعقد.
  • نظرية العقد الموقوف.
  • نظرية الضرورة.
  • نظرية الضمان.
  • نظرية الإثبات.
  • نظرية التكافل الاجتماعي.
  • نظرية الضرورة الشرعية.
  • نظرية المؤيدات الشرعية.

الفرق بين القواعد الفقهية والنظريات الفقهية

الفرق بين القواعد الفقهية والنظريات الفقهية ما يأتي:[٢]

  • القواعد الفقهية: هي ضوابط وأصول فقهية تضم الفروع والمسائل الجزئية، وهي دليل الفقيه والمفتي في معرفة الأحكام الشرعية لكل أمر مستجد أو غيره.
  • النظريات الفقهية: هي قوانين عامة تُكوِّن نظاماً متسلسلاً متكامل الحلقات في جهة من جهات الحياة والتشريع، وهي مِظلة تضم تحتها مجموعة من القواعد الفقهية.
  • النظرية الفقهية تُبنى على أركان وشروط ومقومات أصيلة، وكثيراً ما تخلو من توضيح الأحكام الفقهية.
  • القواعد الفقهية لا يوجد لها أركان وشروط وتضم عدد كبير من الأحكام الفقهية والفروع والمسائل، ومثال القواعد الفقهية: "العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني" التي تشرح صيغة العقد وموضوعه لتحديد الآثار المترتبة عليه.
  • النظريات الفقهية كنظرية العقد التي تناقش جميع العقود الشرعية المتنوعة بأحكامها وأطرافها وشروطها وأركانها، والقواعد سبيل مُيسر بين الفروع والأصول، أو سبيل ميسر بين الأحكام والنظريات.

المراجع

  1. وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2837. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد مصطفى الزحيلي ، القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة، صفحة 25-26. بتصرّف.
  3. علي جمعة، كتاب المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية، صفحة 334-335. بتصرّف.
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×