تعريف النظرية السلطوية

كتابة:
تعريف النظرية السلطوية

نشأة نظرية السلطة

ظهرت نظرية السلطة في القرن السادس عشر مع ظهور الصحف المطبوعة، إبّان الحكم الملكيّ في أوروبّا، حيث شكّلت الصحافة الذراع الإعلاميّ للدولة، ويُعدّ أفلاطون ومكيافيللي المرجع الأساسيّ لنظرية السلطة، حيث يرى أنّ الشعب لا يستطيع أن يتحمل المسؤولية أو السلطة، لذلك هي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكّلها، فجميع البشر بطبيعتهم سيّئون، فالإنسان يحبّ التسلط عندما يكون قادرًا على فعله، وأول من أطلق اسم السلطوية عليها هو بيترسون وشرام وسايبرت أثناء تصنيفهم لنظريات الاتصال الجماهيري، وقامت النظرية على ركائز أساسيّة، مثل مذهب الحقّ الإلهي الذي قام عليه حكم الملوك، والكنيسة التي جعلت نفسها مصدرًا للتفويض الإلهي، ما جعلها تسيطر على الرأي العام وحقّ التعبير، وهكذا نشأ تعريف النظرية السلطوية.[١]

تعريف النظرية السلطوية

إنّ تعريف النظرية السلطوية يعني عدم مقدرة الشعب على الحكم، وأنّ الحكم يجب أنْ يكون منفردًا بيدِ الحاكم والسلطة التي تتبعه، فلا يجور لأفراد الشعب أنّ يتسلّموا مقاليد الحكم؛ فهم لا يقدرون عليه؛ لأنّ الطبيعة البشرية سيئة، وإذا استطاع الإنسان التسلط والظلم سيكون كذلك، وعليه، يجب أن تبقى جميع الأحكام والسلطة بيد الحاكم فقط، حيث تميزت تلك الفترة بنشؤ نظام الإقطاع الذي عمل على تشكيل التدرج الطبقي في المجتمع وقسمه لطبقات، فتبدأ من الملك يتبعه أصحاب الأراضي والقادة وفي الطبقة الأخيرة عامّة الشعب -والذين يُعتَبرون العبيد-، هذا النظام المتّبع عمل على تكبيل عامة الشعب تحديدًا بقيود الإمبراطورية الحاكمة من جانب، والكنيسة من جانب آخر، والحكام االمحليّين والإقليميّين من الإقطاعيين من جانب ثالث، حيث أصبح النظام السائد هو نظام الرقيق، ما تعذّر قيام حقوق أو حريات فردية للشعب، وانعدمت الحرية.[٢]

ويقوم البناء النظري في النظام السلطوي على مبدأ أن الصحافة أساس خدمة السلطة الحاكمة، سواء كانت حكمًا مطلقًا أو استبداديًّ، وتتمحور فكرة تعريف النظرية السلطوية في أن العمل بالصحافة هو امتياز يمنح بتوقيع الإمبراطور، ولهذا، فالصحف معنيّة بالالتزام للحاكم وحكومته، ومع تطوّر نظريات الإعلام وازدياد الحريات في الصحافة والإعلام وحريّة الرأي والتعبير، ما زال يتم توظيف المعلومات والأخبار بحسب توجه الوسيلة الإعلامية في أيّ دولة، لكنها غالبًا ما تكون ناطقة باسم السلطة الحاكمة، ويتم نشر الأخبار بما يتوافق مع غاية السلطة وأهدافها، ولذلك أطلق عليها اسم نظرية السلطة، وتقوم على أن الحاكم والحكومة هما الدولة، وهما المصلحة العامة للدولة، وسعادة الشعب واستقراره هو التسليم المطلق للحاكم والحكومة، والانقياد بالطاعة والولاء، في هذه الحالة يكون الفرد أداةً لخدمة الحاكم والحكومة، التي تُعدّ صاحبة الحق الأول في إظهار المعلومات أو الحقائق التي تصل إلى الناس.[٣]

ويقول الدكتور محمود السماسيري أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية في فلسفة تعريف النظرية السلطويّة: "إنّ هذه الفلسفة تستند إلى الفكرة القائلة الحقيقة لا تنبع من عامة جمهور، ولكنها تنبعُ من أذهان الحكماء والحكام ومن حولهم، وهؤلاء مهمتهم التوجيه والإرشاد لكل جيل وقيادة الأفراد والجماعات"، بمعنى: أنّ الفكر الإنساني بحسب هذه النظرية هو حكرٌ على هذه الطبقة، وأن المعرفة حقٌ وملكٌ لها دون باقي الطبقات، ولهذا تبرر تفنيد أي رأي مخالف لها، وتبرر حقَّها السيطرة على وسائل الإعلام والاتصال للقيام بتوجيه المجتمع إلى الطريق القويم.[٤]

أسس النظرية على الصحافة

اقتصر دور الصحافة في ظلّ فلسفة تعريف النظرية السلطوية على مجرد أنّها ناقل للمعلومات من السلطة للشعب، ويتم نقل المعلومات للشعب واطلاعه على القرارات والسياسات المختلفة وتأييدها دون أنّ تتيح الفرصة لإبداء الرأي فيها أو مناقشتها أو توصيل صوت الشعب للمسؤولين، ومن المبادئ التي وضعت أساس في تعريف النظرية السلطوية للصحافة، ما يأتي:عبدالنبي الطيب (2014)، فلسفة ونظريات الإعلام (الطبعة الأولى)، القاهرة: الدار العالمية للنشر والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف./

  • يسمح للأفراد بتملّك الصحف بالشراكة مع الحكومة فقط.
  • يجب الحصول على ترخيص إصدار الصحيفة من الحكومة.
  • يشترط وضع تأمين مالي لإصدار الصحيفة.
  • يجب على ممارس العمل الصحفي الحصول على الترخيص من السلطة لممارسة العمل في الصحافة أو يتم اشتراط قيد مسبق.
  • للسلطات الحاكمة وما يتبعها من السلطات الإدارية الحقّ في إلغاء أو تعطيل الصحف.
  • للسلطة الحقّ في فرض أيّ رقابة أو قيود على الصحف.
  • لا يُسمح للصحف مطلقًا بنقد نظام الحكم في الدولة.

المراجع

  1. محمد البشر (2014)، نظريات التأثير الإعلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: العبيكان للنشر، صفحة 67. بتصرّف.
  2. عبدالنبي الطيب (2014)، فلسفة ونظريات الإعلام (الطبعة الأولى)، القاهرة: الدار العالمية للنشر والتوزيع، صفحة 13. بتصرّف.
  3. كرم شلبي (2007)، الخبر الصحفي وضوابطه الإسلامية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الشروق، صفحة 23. بتصرّف.
  4. محمود السماسيري (2008)، فلسفات الإعلام المعاصرة: قراءة في ضوء المنظور الإسلامي (الطبعة الأولى)، أمريكا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، صفحة 49. بتصرّف.
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×