تعريف الوحي لغة واصطلاحاً

كتابة:
تعريف الوحي لغة واصطلاحاً

تعريف الوحي لغةً

الوحي؛ لغة هو الإعلام والإخبار في خفاء بأن يُلقى الأمر في النفس بشكل خفي، أو هو الكتابة، أو هو الإيماء والإشارة السريعة،[١] وللوحي بالمعنى اللغوي عدة أنواع وهي كما يأتي:[٢]


  • الإلهام الفطري: كالوحي لأم موسى -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ).[٣]


  • الإلهام الغريزي: كوحي الله -تعالى- إلى النحل حيث قال الله -تعالى-: (وَأَوحى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشونَ).[٤]


  • الإشارة السريعة: كإيحاء زكريا -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحى إِلَيهِم أَن سَبِّحوا بُكرَةً وَعَشِيًّا).[٥]


  • وسوسة الشيطان: حيث قال الله -تعالى-: (وَإِنَّ الشَّياطينَ لَيوحونَ إِلى أَولِيائِهِم لِيُجادِلوكُم).[٦]


  • أمر الله -تعالى- إلى الملائكة: حيث قال الله -تعالى-: (إِذ يوحي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا).[٧]


تعريف الوحي اصطلاحًا

يقصد بالوحي في الإصطلاح الشرعي؛ بأنّه كلام الله -تعالى- الذي ينزله على أحد من أنبيائه وهذا في حال كان الوحي بمعنى الموحى، أمّا إن كان الوحي بمعنى الإيحاء فهو أن يُعلم الله -تعالى- أحد أنبياءه ويُطلعه على حكم شرعي أو نحو ذلك من القصص والأخبار التي تمّ ذكرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية.[٨]


وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الفرق بين المعنى اللغوي والإصطلاحي للوحي كما الفرق بين العام والخاص، حيث أنّ الوحي لغة عام يشمل جميع أنواع الإعلام في الخفاء، أمّا الوحي اصطلاحاً خاص يقتصر على ما يُعلم به الله -تعالى- أحد أنبياءه.[٨]


صور الوحي

صور الوحي ثلاثة وقد ذكرها الله -تعالى- في قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ)،[٩][١٠] وفيما يأتي بيان لكل صورة من الصور الثلاث بشيء من التفصيل. 


الوحي المباشر

الوحي المباشر وهو بمعنى الإلهام أوالنفث في الروع والقلب، وهو يختلف عن الإلهام الفطري أو الغريزي بعدة أمور نبينها على النحو الآتي:[١١]

  • أمرٌ خارجيٌ ليس نابعاً من الذات.
  • خاص بالأنبياء دون سواهم.
  • معلوم المصدر جيداً وليس من وسوسة الشيطان.


الكلام من وراء حجاب

كلّم الله -تعالى- نبيه موسى -عليه السلام- من وراء حجاب وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ).[١٢][١١]


الوحي عن طريق رسول

ويُقصد بالرسول جبريل -عليه السلام-، وقد كان يأتي على حالتين:[١٠]

  • أوّلهما: كان جبريل -عليه السلام- يأتي على صورة شخص معروف كما أتى على صورة الصحابي دحية الكلبي -رضي الله عنه-، أو على صورة شخص غير معروف.


  • ثانيهما: كان جبريل -عليه السلام- يأتي على الصورة التي خلقه الله -تعالى- عليها، وقد جاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بهذه الحالة مرتين؛ إحداهما في أيام الوحي الأولى، والأخرى في رحلة الإسراء والمعراج.


ملخص المقال: ذكر تعريف الوحي لغة واصطلاحاً، و الصور الثلاثة التي يأتي عليها الوحي: وهي الوحي المباشر، والكلام من وراء حجاب، والوحي عن طريق رسول.


المراجع

  1. فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن الكريم، صفحة 174. بتصرّف.
  2. محمد معبد (1426)، نفحات من علوم القرآن (الطبعة 2)، القاهرة:دار السلام، صفحة 28. بتصرّف.
  3. سورة القصص، آية:7
  4. سورة النحل، آية:68
  5. سورة مريم، آية:11
  6. سورة الأنعام، آية:121
  7. سورة الأنفال، آية:12
  8. ^ أ ب فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن الكريم، صفحة 177. بتصرّف.
  9. سورة الشورى، آية:51
  10. ^ أ ب صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 2-3. بتصرّف.
  11. ^ أ ب محمد النبهان (1426)، المدخل إلى علوم القرآن الكريم (الطبعة 1)، حلب:دار عالم القرآن، صفحة 36. بتصرّف.
  12. سورة القصص، آية:29-31
7419 مشاهدة
للأعلى للسفل
×