جميل بن معمر
جميل بنُ عبدِالله بن معمر شاعرٌ من الدرجةِ الأولى في الحبِّ، اشتُهِرَ بحبّهِ لبثينةَ، فأصبحَ يُعرَفُ بجميلِ بثينةَ. وُلِدَ في منطقةٍ قريبةٍ من المدينةِ في الحجازِ (وادي القُرى)، وهو من قبيلةِ قضاعةَ التي نزلَت أرضَ الحجازِ، وكانوا يُسمّون ببني عذرةَ الذين يُنسَبُ إليهم الحبُّ العذريُّ المعروفُ بالنقاءِ، والطهارةِ، وقد نشأَ جميلٌ بنُ معمر في هذه البيئةِ الحجازيّةِ، وكان من أسرةٍ ذاتِ مَقامٍ رفيعٍ، واتّصفَ بحُسنِ مظهرهِ، وجمالِ ثيابِه، وطولِ قامتِه، بالإضافةِ إلى عَرضِ مَنكبَيه.[١]
قصّةُ حبِّ جميل بن معمر لبثينةَ
يذكرُ الكثيرون أنّ الحبَّ لا يأتي إلّا بعدَ خصامٍ، وهذا ما حدثَ مع جميلٍ، وبثينةَ؛ فقد اختصما فيما بينهما في أوّلِ لقاءٍ لهما في وادٍ يُقالُ له بغيض؛ حيثُ قصَدَت بثينةُ الماءَ، ووجدت ناقةً صغيرةً فضربتها، وهذا ما جعلَ الخلافَ، والنزاعَ ينشأ بينهما؛ فهذه الناقةُ الصغيرةُ كانت مملوكة لجميلٍ، وهنا بدأت قصّةُ جميلٍ، وبثينةَ، وأحبَّ كلٌّ منهما الآخرَ إلى أن توجّه جميلٌ إلى أهلها؛ لخطبتِها، إلّا أنّهم رفضوا طلبَه؛ بسبب ذِكرِه بثينةَ في شِعرِه صراحةً، فقد قال عن أوّلِ لقاءٍ بينهما:[٢]
وأوّلُ ما قادَ المودّةَ بيننا
- بوادِ بغيضٍ يا بثينُ سبابُ
فقلنا لها قولاً، فجاءت بمثلِه،
- لكلِّ كلامٍ يا بثينُ جوابُ
شِعرُ جميل بنِ معمر
تعدّدت الأغراضُ الشعريةُ عندَ جميلٍ بنِ معمر من فخرٍ، وهجاءٍ، إلّا أنّ ديوانَه يزخرُ بقصائدِ الغزلِ التي يتحدّثُ فيها جميلٌ عن حبِّه، وأشجانِه، أمّا قصائدُه فقد كانت تتراوح بين الطويلةِ، والقصيرةِ،[٣] وتميّزَت لغته الشعريّةُ بألفاظ سهلة، وتراكيبَ عذبةٍ صافيةٍ ابتعدَت كلَّ البُعدِ عن التكلُّفِ،[٢]
ومن المهم بمكان الإشارة إلى ما لجميل بثينةَ من منزلة عالية في الشعرِ العُذريِّ؛ فقد كان يُعَدّ زعيمَه؛ إذ قدّمَه ابنُ سلام الجُمحيّ (صاحبُ الطبقاتِ) على الشعراءِ الغزليّين جميعهم؛ وذلك لإخلاصِه، ووفائِه، وصدقِ مودّتِه، كما جعلَه عبدُالرحمن بنُ حسّان بن ثابت أشعرَ شعراءِ الجاهليّةِ، والإسلامِ.[١]
المراجع
- ^ أ ب مهدي ناصر الدين (دا)، ديوان جميل بثينة، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 5-10. بتصرّف.
- ^ أ ب مأمون بن محيي الدين، جميل بثينة - الشاعر العذري - ، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 64-66. بتصرّف.
- ↑ عمر الطباع، ديوان جميل بثينة، بيروت: دار الارقم بن أبي الأرقم، صفحة 10-11. بتصرّف.